ملفات وتقارير

فقدان اللغة الأم.. أطفال سوريا العائدون من تركيا يواجهون صعوبات مدرسية

التربية تعمل على تنفيذ برامج ودورات تقوية خاصة للأطفال العائدين من خارج سوريا- جيتي
التربية تعمل على تنفيذ برامج ودورات تقوية خاصة للأطفال العائدين من خارج سوريا- جيتي
تعاني غالبية العائلات السورية العائدين حديثا من تركيا من ضعف اندماج أطفالهم بالمدارس بسبب اختلاف لغة التعليم، واختلاف المناهج، في الوقت الذي أبلغت فيه مديرية التربية في حلب "عربي21"، أنها بصدد افتتاح دورات لتطوير مهارات اللغة العربية.

درست لجين الصف الأول والثاني في تركيا، وعند عودة عائلتها إلى سوريا، أعادها مدير المدرسة السورية إلى الصف الأول، بسبب فقدانها اللغة العربية (الأم).

يقول والدها لـ"عربي21": "بدأت لين الدراسة من الصفر، علما أنها كانت من المتفوقات في المدرسة التركية"، يضيف: "إن أتقنت اللغة العربية، سأحاول أن ألحقها في العام الدراسي القادم في الصف الرابع، لأنها أكبر من أطفال صفها، الأمر الذي يشعرها بالاختلاف والقلق والخجل أحيانا".

أما لين طالبة الصف الرابع، فور عودة عائلتها إلى حلب، بدأت مشوار تعلم اللغة العربية عند مدرسة خصوصية قبل افتتاح المدارس للعام الدراسي الحالي 2025-2026.

اظهار أخبار متعلقة


وتشرح والدتها لـ"عربي21": "فور عودتنا من تركيا ألحقنا لين بدورات مكثفة لتعلم اللغة العربية، بجانب حلقات تعليم القرآن في المساجد".

تضيف: "الآن بعد مضي أكثر من شهر على افتتاح المدارس، تكاد تكون لين بمستوى رفاقها بالصف الرابع، لكن لا زالت بحاجة إلى اهتمام أكثر، وخاصة على مستوى التحصيل".

وتقول المعلمة نجلاء لـ"عربي21": "لدينا في كل صف طفل على الأقل يعاني من فقدان اللغة العربية، ونحاول ما نستطيع أن نعلمهم اللغة، لأن الوقت محدود، وأعداد الطلاب كبيرة في الصف".

دورات مجانية
ونتيجة الحاجة الكبيرة لتعليم اللغة العربية، بادرت منظمات إلى افتتاح دورات لتقوية اللغة العربية، ومنها منظمة "رواد" النشطة في ريف حلب.

اظهار أخبار متعلقة


يشير أحد القائمين على المنظمة لـ"عربي21" إلى الإقبال الكثيف من الأولياء على تسجيل أطفالهم الذين عادوا من تركيا، مبيناً أن "المنظمة افتتحت أكثر من دورة بسبب العدد الكبير للأطفال".

ويضيف أن "اللوم يقع على الأهالي، بسبب إهمال تعليم أطفالهم اللغة العربية، وخاصة الكتابة والقراءة، حتى لو كانوا في دولة أجنبية مثل تركيا".

ويرى أن غالبية الأطفال قد يعانون من صعوبات في التحصيل الدراسي، وتحديدا في الصفوف المتقدمة مثل الخامس والسادس، حيث المناهج ضخمة بعض الشيء، وليست سهلة".

مديرية التربية: نعمل على دورات اللغة
إلى ذلك، يكشف معاون مدير التربية والتعليم في حلب، محمد عبد الرحمن في حديث خاص لـ"عربي21" عن أن التربية تعمل على تنفيذ برامج ودورات تقوية خاصة للأطفال العائدين من خارج سوريا.

ويوضح أن هذه البرامج تهدف إلى تطوير مهارات اللغة العربية، وتمكين الأطفال من متابعة تحصيلهم العلمي بشكل سلس، ومتوازن في المدارس العامة بمحافظة حلب.

اظهار أخبار متعلقة


ويضيف عبد الرحمن، أن هذه الدورات تُعنى أيضاً بتقديم الدعم النفسي والتربوي اللازم للأطفال العائدين حديثا، بما يسهم في تسهيل اندماجهم في البيئة المدرسية الجديدة، ويُعزز ثقتهم بأنفسهم، ويضمن استمرارية تعليمهم ضمن منظومة التعليم.

ومنذ سقوط النظام السوري البائد في أواخر العام 2024، عاد أكثر من نصف مليون لاجئ سوري من تركيا إلى بلادهم، غالبيتهم من حلب وريفها.
التعليقات (0)