مدونات

السيسي ومليارات البهرجة.. أوبرا للواجهة وفقر حقيقي للشعب!

سعد الغيطاني
"العاصمة الإدارية الجديدة ليست سوى مسرح للنخبة الاقتصادية، بينما ملايين المصريين خارج الحسابات"- جيتي
"العاصمة الإدارية الجديدة ليست سوى مسرح للنخبة الاقتصادية، بينما ملايين المصريين خارج الحسابات"- جيتي
دار الأوبرا: صرح للمظاهر والشعب في العدم

افتتاح دار الأوبرا في العاصمة الإدارية الجديدة كان عرضا إعلاميا باهرا، مليئا بالصور والفيديوهات والاحتفالات الرسمية، لكنه يخفي حقيقة صادمة: ملايين المصريين يعيشون في فقر مدقع، بلا كهرباء مستمرة، وبلا مياه نظيفة، وبسكن مهترئ. المليارات التي صُرفت على هذا الصرح لم تُنفق لحياة الناس، بل لتجميل صورة السيسي أمام الإعلام العالمي. الأوبرا لم تُبْنَ للفن أو الثقافة، بل لتغطية فشل النظام الاقتصادي والاجتماعي، بينما الشعب يكافح لسداد فواتيره وشراء رغيف الخبز اليومي.

العاصمة الإدارية الجديدة: مدينة للنخبة.. الشعب خارج الحساب

العاصمة الإدارية الجديدة ليست سوى مسرح للنخبة الاقتصادية، بينما ملايين المصريين خارج الحسابات. الأراضي تُباع بأسعار خيالية، والمرافق الأساسية غائبة عن الأحياء الشعبية، والمدارس والمستشفيات تنهار من الإهمال. المشروع يُسوَّق إعلاميا كـ"دولة حديثة"، لكنه عمليا لا يقدم أي خدمة حقيقية للمواطنين. كل المليارات تُصرف على أبراج وفنادق ومراكز ثقافية فخمة، بينما المواطن العادي يعاني من غلاء المعيشة وغياب أبسط الخدمات.

قناة السويس الجديدة: أكاذيب بمليارات بلا أثر

منذ افتتاح قناة السويس الجديدة، روّج السيسي بأنها ستدر مليارات وتخلق آلاف فرص العمل، وأن مصر ستدخل نادي الدول الكبرى اقتصاديا. الواقع مختلف تماما: الإيرادات أقل بكثير من المعلن، والفوائد الاقتصادية محدودة للغاية، والوظائف التي تم الترويج لها نادرة أو محصورة بالنخبة القريبة من النظام. كل هذه الأكاذيب الإعلامية تُستخدم لتلميع صورة النظام، بينما ملايين المصريين يعيشون الوهم والفقر.

المؤتمرات الاقتصادية: مهرجانات إعلامية بلا قيمة

المؤتمرات الاقتصادية التي نظمها السيسي في شرم الشيخ وصفت بأنها ستجذب مليارات الاستثمار وتحقق النهضة، لكنها انتهت لشعارات فارغة ووعود جوفاء. الاستثمارات غالبا تخدم شركات محددة وفئة قليلة من المستثمرين، دون أي أثر ملموس على حياة المواطن العادي. المصريون ينتظرون الكهرباء، والتعليم، والصحة، لكن النظام يستثمر في البهرجة الإعلامية والمراسم الكبرى، تاركا الشعب ضحية فشل اقتصادي مزمن.

الإعلام الرسمي يركّز على صور الافتتاحات والمراسم والفيديوهات التي تُظهر "دولة حديثة" ومشاريع حضارية، بينما الواقع مختلف تماما

المشاريع الكبرى بلا دراسات جدوى: هدر المليارات

المشاريع الضخمة كدار الأوبرا في العاصمة الإدارية، والمرافق المصاحبة تفتقر لدراسات جدوى حقيقية. كل مشروع يُعلن عنه كـ"إنجاز اقتصادي" بينما المواطن لا يرى أي استفادة. الأموال العامة تُصرف لتلميع صورة السيسي والنخبة، والشعب لا يشعر بأي تحسن في حياته اليومية. النظام يختار المظاهر على الواقع، والفخامة على الخدمات الأساسية، في حين يعيش المواطن العادي ضحية هدر المليارات.

الإعلام والسياسة: صناعة وهم الدولة الحديثة

الإعلام الرسمي يركّز على صور الافتتاحات والمراسم والفيديوهات التي تُظهر "دولة حديثة" ومشاريع حضارية، بينما الواقع مختلف تماما. المواطن يرى فقط الوعود الكاذبة، والأسعار المرتفعة، وانقطاع الخدمات، لكنه لا يرى أي أثر لمليارات تُصرف على مشاريع لا تفيده. الدولة تتحول إلى واجهة إعلامية فخمة، بلا مضمون، والمواطن يبقى ضحية سياسات استعراضية لا علاقة لها بحياة الناس.

الخاتمة

مليارات السيسي على الأوبرا والمشاريع الكبرى ليست دولة، بل واجهة فخمة لتجميل صورة السلطة ونخبة المستثمرين، بينما الملايين من المصريين يعيشون الفقر والمعاناة اليومية. الدولة التي تهتم بالبهرجة الإعلامية أكثر من حياة الناس هي دولة بلا روح، بلا قيمة، وبلا أي شيء.

سؤال للقراء:

هل ستظل مصر تحتفل بالمظاهر والمشاريع الفخمة بينما الملايين من أبنائها يموتون من الفقر والمعاناة، أم حان الوقت لمساءلة السيسي وفرض أولويات حقيقية لخدمة الشعب؟
التعليقات (0)

خبر عاجل