سياسة عربية

سيول الأمطار واهتراء الخيام تهدد 900 ألف نازح بالغرق جنوب قطاع غزة

وفقًا لمجموعة المأوى العالمية تضرّر أو دُمّر أكثر من 282 ألف منزل في غزة ما ترك الكثير من الناس دون مأوى - الأناضول
وفقًا لمجموعة المأوى العالمية تضرّر أو دُمّر أكثر من 282 ألف منزل في غزة ما ترك الكثير من الناس دون مأوى - الأناضول
حذّرت بلدية خان يونس جنوبي قطاع غزة، من غرق يتهدد أكثر من 900 ألف نازح مع اقتراب منخفض جوي خطير، في ظل أوضاع إنسانية قاسية ودمار واسع خلفته حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع خلال سنتين.

المتحدث باسم البلدية صائب لقان، قال إن: "المنخفض الجوي المقبل خطير ويُنذر بغرق آلاف الخيام المنتشرة على شاطئ البحر وتضرر مناطق واسعة داخل المدينة، خاصة في ظل تعطل شبكات الصرف الصحي وامتلاء برك تجميع مياه الأمطار بمستويات خطيرة تهدد حياة السكان".



وحذرت الأرصاد الجوية الفلسطينية، في بيان، المواطنين، خاصة الجمعة والسبت، من "خطر تشكل السيول في بعض الأودية والمناطق المنخفضة، وخطر التزحلق على الطرقات، وشدة سرعة الرياح، وتدني مدى الرؤيا الأفقية".

Image1_11202513221021397655716.jpg
وأوضح لقان، أن "البلدية تواجه وضعًا مأساويًا وغير مسبوق، إذ يعيش في خان يونس أكثر من 900 ألف نازح في ظروف قاسية، مع دمار تجاوز 85 بالمئة من شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي، وعجز البلدية عن التعامل مع نحو 15 مليون طن من الركام الذي خلّفته الغارات الإسرائيلية".

Image1_11202513221539141355003.jpg
وأضاف أن "الاحتلال دمّر نحو 210 آلاف متر طولي من الطرق، و300 ألف متر من شبكات المياه، و120 ألف متر من خطوط الصرف الصحي، ما جعل المدينة شبه مشلولة تماما"، وأشار لقان، إلى أن "محطات الصرف الصحي مهددة بالتوقف الكامل بسبب نقص الوقود، ما قد يؤدي إلى طفح واسع لمياه الصرف الصحي وغمر أحياء كاملة"، وتابع: "منذ وقف إطلاق النار، لم تتسلم البلدية سوى 16 ألف لتر سولار (وقود)، وهي كمية لا تكفي سوى لثلاثة أيام من العمل، في وقتٍ تعمل فيه طواقمنا بمعدات بدائية لإقامة سواتر ترابية وتحييد مسارات الأودية لحماية الخيام والمناطق المنخفضة".

اظهار أخبار متعلقة




وذكر لقان، أن "1900 مصفاة أمطار من أصل 2200 تم تدميرها بالكامل، بينما يجري تنفيذ مشروع طارئ بدعم من مؤسسة تابعة للأمم المتحدة لتنظيف المجاري والمصائد المتبقية"، لكنه أكد أن البلدية "تحتاج بشكل عاجل إلى مضخات متنقلة ومعدات طوارئ إضافية لتفادي غرق المدينة خلال المنخفض المرتقب"، ووصف متحدث البلدية، المشهد في خان يونس بـ"القاتم للغاية"، موضحا أن "المدينة بحاجة إلى دعم دولي عاجل لإزالة الركام وتشغيل المرافق الحيوية"، ودعا لقان، المجتمع الدولي إلى "التحرك فورًا لإنقاذ مليوني نازح يواجهون خطر الغرق والهلاك على امتداد الشريط الساحلي لقطاع غزة".

Image1_11202513223031909141791.jpg

وفي وقت سابق، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن أكثر من 282 ألف منزل في غزة دُمر أو تضرر خلال حرب الإبادة الإسرائيلية، واضطرار عشرات آلاف العائلات الفلسطينية إلى العيش في خيام مع اقتراب فصل الشتاء.


وحذّر المستشار الإعلامي للوكالة، عدنان أبو حسنة من كارثة كبيرة إن لم يسمح الاحتلال "الإسرائيلي" بإدخال الخيام ومعدات الإيواء بشكل عاجل"، مشيرًا إلى أن آلاف الخيام الموجودة على أبواب القطاع لم يُسمح بإدخالها حتى الآن، وقال أبو حسنة إن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، خصوصًا مع اهتراء الخيام الحالية التي استُخدمت لأكثر من عام خلال الحرب والنزوح المتواصل، مؤكدًا أن "أونروا" تعمل بأقصى طاقتها، لكنها تواجه عراقيل كبيرة في إدخال الإمدادات.


وخلال موسمي الشتاء في سنتي الإبادة، اقتلعت الرياح العاتية وأغرقت مياه الأمطار عشرات الآلاف من خيام النازحين، ما أدى أيضا إلى تلف مستلزماتهم الشخصية بعدما اكتست بالطين، ونهاية أيلول/سبتمبر الماضي، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن 93 بالمئة من إجمالي خيام النازحين في القطاع انهارت ولم تعد صالحة للإقامة، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا.


صور حللتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" والتقط آخرها في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، استمرار أنشطة التدمير الإسرائيلية في غزة "على نطاق واسع"، بحسب تقرير للشبكة والذي كشف أن الأحياء الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي سويت بالأرض خلال شهر واحد من وقف إطلاق النار، وأن الدمار يتركز بشكل خاص في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس ومنطقة البيوك بالقرب من رفح.


وأكد التقرير تدمير أكثر من 1500 مبنى غير متضرر بالجرافات بعد وقف إطلاق النار، وخلص إلى أن آلاف المباني دمرت في المناطق الواقعة خلف ما يعرف بـ "الخط الأصفر"، كما تشير الصور إلى تواصل عمليات الهدم أيضًا في حي الشجاعية وقرب مستشفى الإندونيسي شرق مدينة غزة، ونقل التقرير عن "هـ أ هيللير" الخبير المساعد في "المعهد الملكي للخدمات المتحدة"، تأكيده أن هذا يعتبر "انتهاكًا واضحًا لوقف إطلاق النار، لكن واشنطن غير مستعدة لقبوله".


ويسود منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، لكن الأخيرة تخرقه يوميا، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى الفلسطينيين، فضلا عن تقييد إدخال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.

اظهار أخبار متعلقة


ورغم انتهاء الحرب، ما زال النازحون الفلسطينيون يعيشون ظروفا إنسانية كارثية في ظل نقص توفر مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى الأساسيات بعدما حولتهم الحرب، وفق معطيات البنك الدولي، إلى فقراء.
التعليقات (0)

خبر عاجل