ملفات وتقارير

تومي روبنسون المتطرف البريطاني المعادي للمسلمين.. ماذا يفعل في الإمارات؟

روبنسون (في الوسط).. سجلّ مليء بالأحكام الجنائية وكراهية الإسلام- جيتي
روبنسون (في الوسط).. سجلّ مليء بالأحكام الجنائية وكراهية الإسلام- جيتي
شارك الخبر
طرحت المواجهة بين المتطرف البريطاني تومي روبنسون والملاكم البريطاني المحترف تاي ميتشيل، في دبي، تساؤلات عما يفعله روبنسون في الإمارات العربية المتحدة، رغم سجله الحافل في معاداة الإسلام والمسلمين، إلى جانب سجلّه المليء بالأحكام القضائية على خلفيات جنائية.

ويُظهر تسجيل فيديو روبنسون وهو يُجري مقابلة مصورة يكرر فيها مزاعمه عن المسلمين، ليقترب منه ميتشيل ويتساءل عما يفعله في بلد مسلم رغم معاداته للمسلمين، قبل يحتد النقاش بينهما ويقوم ميتشيل بدفعه.

ويكرر روبنسون الذي يحظى بدعم شخصيات بارزة حول العالم، مثل إيلون ماسك، مزاعم غير صحيحة عن مسؤولية الرجال المسلمين عن 90 في المئة من حوادث الاغتصاب في بريطانيا، ومع كل صدور حكم على أشخاص مسلمين يسارع للنشر مع عبارات مثل "مسلمين آخرين" أو "محمد آخر" يحُكم عليهم في جريمة ما.

اظهار أخبار متعلقة


لكن روبنسون يتجاهل جرائم أخرى مماثلة يرتكبها البيض، بما في ذلك ملفات إبستين التي تشغل الساحة السياسية في الولايات المتحدة، إضافة إلى قضايا عنيفة مثل تلك التي تورط فيها ضابط الشرطة واين كوزينز الذي اغتصب امرأة وقتلها بعد خطفها.



حفاوة إماراتية


وما أثار الاستغراب هو الاستقبال الحافل لروبنسون في الإمارات، رغم تعليقاته السابقة التي تستهدف الإسلام والنبي محمد (عليه الصلاة والسلام)، في حين يفترض أن قوانين الإمارات تعاقب على الإساءة للرموز الدينية، كما تكرر حكومة الإمارات حديثها عن التسامح ونبذ الكراهية.

وقال روبنسون: "منذ الدقيقة الأولى لهبوطي في الإمارات، جعلني الجميع أشعر بالترحيب الشديد"، حتى لحظة لقاء ميتشيل، كما قال.

وحظي روبنسون بحملة تغريد على منصة إكس من إماراتيين موالين لحكومة الإمارات، مثل مريم المزروعي وحسن سجواني، وأمجد طه، لدعمه وتبرئته من معاداة الإسلام، والزعم بأنه يعادي "المتطرفين" و"الإخوان المسلمين" فقط. بل إن أصحاب الحسابات الإماراتية حرّضوا على اعتقال ميتشيل بزعم الاعتداء على روبنسون.

من جهته، أعاد روبنسون نشر مقطع فيديو لإماراتيين يقولون إنهم يدينون هجوم شاطئ بونداي في أستراليا، محملين الإخوان المسلمين مسؤولية "الأيديولوجيا المتطرفة". كما أعاد روبنسون نشر تغريدة تتحدث عن التمييز بين الإسلام و"الإسلام السياسي"، مرفقة بصورة لرئيس الإمارات محمد بن زايد وهو يؤدي الصلاة.

وأعاد تومي روبنسون أيضا نشر تسجيل سابق لوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، وهو يحذر من خطر المهاجرين المسلمين على الغرب.

دعوات لاعتقاله


وبالتزامن مع زيارة روبنسون للإمارات التي قال إنه زارها بـ"دعوة" لحضور منافسات الملاكمة للرجال، أطلق ناشطون حملة تدعو لاعتقاله في الإمارات بسبب تعليقاته المسيئة للإسلام، والتي يبدو أنه حذف بعضها، لكن بعض الصور نشرت لتغريدات سابقة له تشتم النبي محمد، وأخرى تتهم الإسلام بالتطرف منذ 1400 سنة، أي منذ بدء الإسلام.

Image1_12202522224323419273849.jpg

ففي إحدى التغريدات السابقة كتب روبنسون: "لو كان النبي محمد على قيد الحياة لكان الآن في السجن ومسجلا كمعتد جنسي". وفي تغريدة أخرى وصف النبي بـ"الكلب".

ويواصل روبنسون الإساءة للمسلمين بأشكال مختلفة، ففي إحدى تغريداته نشر صورة لامرأتين في حافلة إحداهن بيضاء وأخرى ترتدي الأسود ومنقبة بالكامل ويظهر أنها مسلمة، فكتب: "هذه ترتبط بأوروبا وتلك ترتبط بالصحراء".

وقال روبنسون في مقابلة مصورة إنه تلقى تحذيرات من زيارة الإمارات، لكنه قال إنه أصر على الذهاب، حيث يلتقى بـ"أصدقاء إماراتيين ممن يعملون بلا كلل أو ملل في محاربة الإسلاميين"، مضيفا: "لا يوجد إرهاب في الإمارات، لأنها تعلم كيف تتعامل مع الإسلاميين"، كما قال.

وروبنسون أعلن سابقا أنه يعادي الإسلام كدين، وليس فقط الإسلاميين كما يزعم الآن، فقد قال في عام 2016: "أنا لست من أقصى اليمين.. أنا فقط أعارض الإسلام. أعتقد أنه متخلف وفاشي". وقال: "أزمة اللاجئين الحالية لا علاقة لها باللاجئين. إنها غزو إسلامي لأوروبا".

وفي إحدى مقابلاته التلفزيونية، وصف الإسلام بأنه "معتقد سيئ"، رافضا مصطلح "الإسلاموفوبيا". وقال: "الفوبيا تعني الخوف غير المنطقي، لكن الخوف من الإسلام منطقي جدا".

اظهار أخبار متعلقة


في المقابلة ذاتها، حمل روبنسون نسخة من القرآن، وكرر مقولة لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق ويليام غلادستون: "لن يكون هناك سلام على هذه الأرض طالما لدينا هذا الكتاب.. إنه كتاب عنيف وملعون"، وزعم أن القرآن هو "سبب كل المشاكل التي نواجهها".

وخلال مظاهرة لليمين المتطرف، في لندن في أيلول/ سبتمبر الماضي بدعوة من روبنسون، بحجة التصدي للهجرة، تركز الهجوم على الإسلام، حيث وصفه متحدثون خلال المظاهرة بأنه "العدو الأول لأوروبا". وبدأ روبنسون بالتحضير لمظاهرة مماثلة في أيار/ مايو القادم.

وخلال فترة إغلاق كورونا في بريطانيا، روّج روبنسون مزاعم غير صحيحة عن أن المسلمين ينشرون الوباء، ومن ذلك عبر تأديتهم الصلاة في المساجد، مستخدما تسجيلات قديمة تعود لما قبل الوباء لدعم مزاعمه.

وساهم روبنسون في تأجيج الكراهية والمظاهرات ضد المسلمين، بعد حادثة طعن تعرضت لها فتيات صغيرات في ليفربول في آب/ أغسطس 2024، حيث زعم أن الجاني مهاجر مسلم، لكن الشرطة أكدت أنه ليس مسلما وهو مولود في بريطانيا.

وخلال وجوده في الإمارات، أعاد روبنسون نشر تغريدة تزعم أن دولا مثل ألمانيا وفرنسا وأستراليا ألغت احتفالات رأس السنة الجديدة لأن "المسلمين يستخدمونها للشغب والقتل".



المجلس الانتقالي في اليمن!


وخلال زيارته للإمارات، نشط روبنسون في الترويج لسياسات الإمارات حو "التطرف" و"الإسلاميين" و"الإخوان المسلمين"، بل إنه وصل إلى حد الكتابة عن ضرورة دعم المجلس الانتقالي في جنوب اليمن، المدعوم من الإمارات.

وانتقد روبنسون السياسات الغربية التي وصفها بـ"الغريبة والمتناقضة"، وقال إن القوى الغربية تتراخى بشأن "مكافحة الإرهاب في منابعه"، مضيفا: "هناك شعوب تسعى لتحرير نفسها من إرهاب القاعدة والحوثيين والإخوان المسلمين، وينشدون استعادة دولتهم المستقلة، ومن حقهم ذلك". واعتبر أن "المتطرفين" سيصلون إلى الغرب إذا لم يتم التعاون مع المجلس الانتقالي.

من هو تومي روبنسون؟


وتومي روبنسون (42 عاما)، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي لينون، هو مؤسس "رابطة الدفاع الإنكليزية" في 2009، والتي تم حظرها لاحقا بسبب إثارتها الكراهية خصوصا عبر تعمدها تنظيم تجمعات اعتبرت استفزازية في مناطق تقطنها غالبية من المسلمين في لوتون، إلى الشمال من لندن، حيث لجأ أعضاء الرابطة لترديد شعارات تسب الذات الإلهية، وتسب النبي صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى تقديمها التحية النازية، كما جمعت الرابطة مثيري الشغب في ملاعب كرة القدم، المعروفين باسم "الهوليغانز"، إلى جانب عناصر من مؤيدي النازية.

وسجلّ روبنسون حافل بالأحكام القضائية والسجن، فقد ألقي القبض عليه عام 2011، بسبب قيادته مجموعة تسببت بأعمال شغب، وصدر حكم بحقه بقضاء فترة لإعادة التأهيل المجتمعي. وفي 2013 اعتقل روبنسون خلال محاولة استخدام جواز سفر مزور باسم شخص آخر، للسفر إلى الولايات المتحدة، وقد حكم عليه بالسجن 10 أشهر. وفي عام 2014 أدين بتهمة الاحتيال للحصول على قرض، وقد حُكم عليه بالسجن 18 شهرا.

وفي 2017 أدين روبنسون بتهمة ازدراء المحكمة وعرقلة العدالة، بعد اتهامه بالتدخل في محاكمة في قضية جنائية بينما كانت المحاكمة جارية، حيث حاول تصوير المتهمين من ساحة المحكمة. وحُكم عليه مجددا بالسجن لمدة 13 شهرا.

وكان روبنسون قد أُطلق سراحه من السجن في 27 أيار/ مايو الماضي، بعد قضائه حكما بالسجن على خلفية اتهامه بازدراء المحكمة بسبب تكرار ادعاءات كاذبة ضد اللاجئ السوري جمال حجازي رغم حصول الأخير على حكم قضائي سابق ضد روبنسون بتهمة التشهير.

وتعود القضية إلى 2018، حينما زعم تعرض حجازي الذي كان تلميذا في المدرسة لاعتداء عنيف من جانب تلاميذ بيض في مدرسته، حينها زعم روبنسون أن حجازي اعتدى قبل ذلك على فتاة.

وفي 29 تموز/ يوليو الماضي، أي بعد خروجه من السجن بنحو شهرين، ظهر روبنسون في تسجيل مصور وهو يعتدي على رجل في إحدى محطات القطار في لندن، حيث لكمه بعنف ما أدى إلى ارتطام رأس المجني عليه بالأرض وفقد الوعي. وفرّ روبنسون مباشرة من البلاد بعد الحادثة، قبل أن يعتقل لاحقا عند عودته بعد نحو أسبوع.

اظهار أخبار متعلقة


وفي عام 2018، حُذفت حساباته على منصات تويتر (حاليا إكس) وفيسبوك وإنستغرام، ولاحقا منصة سناب شات، كما قيّدت منصة يوتيوب الوصول إلى مقاطعه المصور، بسبب خطابه المحرض على الكراهية. كما أزالت منصة أمازون للتسوق كتابا له، بسبب ما يتضمنه من تحريض على المسلمين. وقد أعادت إكس حسابه بعد شراء المنصة من قبل الملياردير إيلون ماسك.

وكان روبنسون قد زار إسرائيل بدعوة من الحكومة اليمينية المتطرفة، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، للترويج للرواية الإسرائيلية. وفي إحدى جولاته حاول اقتحام المسجد الأقصى مدعيا أنه مسلم، إلا أن حرّاس المسجد اكتشفوا أمره عندما فشل في تلاوة سورة الفاتحة.

وفي 2018، أدين المتطرف البريطاني دارين أوزبورن، بالإرهاب في قضية دهس بشاحنة صغيرة مجموعة المسلمين أمام مسجد فينزبري بارك في شمال لندن في حزيران/ يونيو 2017. وقد أشارت التحقيقات إلى أن أوزبورن تأثر بما ينشره روبنسون عن المزاعم بشأن اغتصاب الرجال المسلمين للفتيات البريطانيات.


التعليقات (0)