سياسة عربية

الأول منذ شهور.. مقتل عضو في حزب العمال الكردستاني بقصف قرب السليمانية شمال العراق

الهجوم بعد أيام من بدء تسليم حزب العمال سلاحه- جيتي
 نقلت وكالات أنباء عن مصادر أمنية ومسؤولين عراقيين قولهم، إن هجوما بطائرة مسيّرة مجهولة الهوية أسفر عن مقتل عضو في “حزب العمال الكردستاني” وإصابة آخر بالقرب من السليمانية بالعراق، في أول هجوم من نوعه منذ شهور.

ويأتي الهجوم بعد أيام قليلة من بدء مقاتلي حزب العمال الكردستاني تسليم أسلحتهم قرب مدينة السليمانية شمالي العراق، تلبية لدعوة حل الحزب.
 
والأسبوع الماضي، أقدمت مجموعة من مسلحي حزب العمال الكردستاني، الجمعة، في تطور وُصف بالتاريخي، على حرق أسلحتهم في مراسيم رمزية جرت داخل كهف "جاسنه" الواقع في منطقة سورداش بقضاء دوكان شمال محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، في إطار مبادرة نزع السلاح التي أُطلقت تحت عنوان "تركيا بلا إرهاب".

وجاءت الخطوة تلبية لدعوة وجهها زعيم الحزب المسجون عبد الله أوجلان نهاية شباط/فبراير الماضي، وتُعد أول عملية تسليم فعلية للسلاح، وشملت 30 عنصراً من التنظيم، بينهم أربعة من القيادات البارزة، من بينهم 15 امرأة، وقد تم تدمير الأسلحة بإلقائها في قدر حديدي مشتعل، أمام أعين الصحفيين والسياسيين الذين احتشدوا في المكان.

ومن المتوقع أن تستكمل عملية نزع سلاح حزب العمال بالكامل بحلول نهاية أيلول/سبتمبر القادم، إذ أكدت قيادات الحزب أن الخطوة تمثل تعهداً "لا رجعة فيه" بنهج عبد الله أوجلان القائم على "قوة السياسة بدلاً من السلاح"، داعين إلى إطلاق سراحه ودعمه كجزء من حل شامل للقضية الكردية.

وفق الإحصائيات الرسمية، أدت الحرب الممتدة منذ نحو أربعة عقود بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني إلى تهجير أو تدمير أكثر من ألف قرية في إقليم كردستان العراق، منها ما يقارب 200 قرية دُمرت كلياً، وأخرى لا تزال تحت التهديد، خصوصاً في محافظات دهوك وأربيل والسليمانية.


وفي هذا السياق، حذّرت "منظومة المجتمع الكردستاني" KCK – الهيئة السياسية والإدارية التابعة للعمال الكردستاني – من خطورة عدم مرافقة الخطوة السياسية بإجراءات قانونية واقتصادية واجتماعية شاملة، مشيرة إلى أن "فشل المسارات السابقة كان نتيجة غياب الضمانات الحقيقية، ومحاولات بعض الأطراف استثمار اللحظة لصالح حسابات ضيقة".

من المقرر أن تشهد الأيام المقبلة تسليم مجموعة ثانية مكونة من 30 عنصراً آخرين من التنظيم لأسلحتهم في موقع مختلف، في وقت تؤكد فيه الحكومة التركية مضيها قدماً نحو ترسيخ مرحلة جديدة من السلام الداخلي بعد عقود من المواجهة، وسط مراقبة إقليمية ودولية دقيقة لأي انحراف محتمل عن هذا المسار.

بذلك، تبدو تركيا أمام منعطف غير مسبوق، يُنهي أحد أكثر فصول تاريخها المعاصر دموية، ويُمهّد لحقبة عنوانها الأبرز: "نهاية السلاح، وبداية السياسة".