كل صاحب (قلم شريف) كان يتمنى إما أن يقول قولاً فصلاً لم يقله سواه من قبل، أو التواري بالألم الذي لم يوازه إلا استشعار ألم أخت فارقت أخاها الوحيد .. في إحدى قرى محافظة المنيا النائية، وكان عمرها قرابة الأربعة عشر عاماً، وتتحدث إلى مراسلة لصحفية من ذوات الصحافة الانقلابية الخاصة المغمورة، وتقول لها بل
صرنا نشتهي الموت فلا نجده في مصر! تلك حقيقة صارت تقض منامنا وتمنعنا الرقاد، إن من لديه أدنى درجة من إحساس وينتمي إلى مصر، أو حتى لا ينتمي إليها، وينتمي إلى الإنسانية تسؤه، أيما إساءة ما يحدث بالكنانة للأبرياء على مدار الساعة، إن يوماً بليلته لا يكاد يمر، بل إن نهاراً لايمر إلا بشهداء..