هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ700، وسط ما وصفته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأنها "أبشع إبادة جماعية في التاريخ المعاصر"، متهمة الاحتلال بارتكاب مجازر ممنهجة ضد المدنيين، وتدمير المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، في ظل دعم أمريكي متواصل وصمت دولي اعتبرته الحركة "وصمة عار على جبين الإنسانية".
في كتابه الأخير "غزة، مدخل إلى الحرب الممتدة"، يطرح الباحث الفلسطيني أسعد غانم رؤية شاملة للوضع الراهن في غزة، مؤكداً أن الفلسطينيين اليوم يقفون أمام لحظة حاسمة في تاريخهم: حرب ممتدة بلا نهاية واضحة، تقابلها استراتيجية إسرائيلية قائمة على التفوق العرقي والتوسع الاستيطاني، في ظل غياب مشروع وطني فلسطيني موحد قادر على مواجهة التحديات. يرى غانم أن الصراع الحالي لا يقتصر على المواجهة العسكرية، بل يشمل أبعاداً سياسية واجتماعية ودولية، ويضع الفلسطينيين أمام خيارين مصيريين: الانحلال النهائي ككيان وطني أو توحيد الجهود الشعبية والرسمية لإعادة صياغة مسار واضح نحو المستقبل.
بالرغم من أن حماس وفصائل المقاومة وافقت على الخطة المصرية القطرية لعقد هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً مع الاحتلال الإسرائيلي، وبالرغم من أن هذه الخطة جاءت قريبة جداً من خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف Steve Witkoff؛ فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو تابع إجراءات اعتماد وإنفاذ خطة عربات جدعون الثانية لاحتلال مدينة غزة، بهدف "هزيمة حماس" والسعي لتهجير نحو 900 ألف من سكان غزة وشمال القطاع باتجاه الجنوب؛ والضغط من خلال المجازر والتدمير لاستعادة الرهائن الإسرائيليين، وفرض التصور الإسرائيلي لمستقبل قطاع غزة.
تخصص محتشدات الاعتقال لاحتجاز مجموعات كبيرة من المدنيين دون محاكمة أو إجراء قانوني، وذلك في ظروف قاسية غير انسانية، بهدف منع حركتهم ووضعهم في ظروف حياتية صعبة تجعل البقاء على الحياة هو الهدف الأعلى.
هناك جدل كبير بين المثقفين حول العلاقة بين النظام الفكري الذي تشكل مع فلسفة الحداثة، والنظام القانوني والحقوقي الذي تشكل مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وشكل معه قواعد النظام الدولي. البعض يرى أن النموذج الفكري الحداثي نجح في أن يشكل مرجعية العالم، من خلال القانون الدولي الإنساني ومرجعية حقوق الإنسان الكونية، لاسيما بعد سقوط المعسكر الشرقي، والبعض الآخر، ومنهم مثقفون من قوام عال غربي وعربي وإسلامي، يرى أن هذا النظام يعبر عن إرادة القوى الغالبة، بل ومصالح ولوبيات الرأسمالية المتوحشة التي سيطرت على الديمقراطية عبر المال والإعلام، ورهنت الرأي العام لديها، وأعملت معايير انتقائية وازدواجية في تنزيل مقتضيات القانوني الدولي، ووظفت القضايا الحقوقية والاثنية لابتزاز الشعوب والضغط عليها لخدمة مصالح القوى المتنفذة.
تكشف ورقة بحثية صادرة عن مركز "مدى للدراسات" في لندن، أن ما يجري ليس مجرد حرب تقليدية بل عملية استراتيجية مركبة تهدف إلى تفكيك التيار الثوري داخل النظام الإيراني وتمكين بديل أكثر انفتاحاً على الغرب، في محاولة لإعادة صياغة إيران من الداخل دون إسقاط الدولة، عبر تداخل معقد بين العمليات العسكرية والجهود الاستخباراتية والسياسية.
دخلت الحرب العدوانية الراهنة في قطاع غزة مرحلة جديدة، سمتها الأولى التوسّع في القتل الجماعي، والتجويع شبه الكامل، والتدمير الشامل. وذلك بعد الفشل المتواصل، طوال أكثر من عشرين شهراً، تحت صمود شعبي، ومقاوم عام، وتحت تفوّق المقاومة، عسكرياً في الاشتباكات الصفرية.
لقد عادت القضية الفلسطينية بفضل "الطوفان" إلى كل شوارع العالم ومنظماته بعد أن غابت لسنوات طويلة، وذلك إلى حد يمكن القول معه إن حضور فلسطين في العالم ولدى الرأي العام الدولي كان قياسيا. بالمقابل أصيبت إسرائيل بعزلة دولية لم تشهد مثيلا لها منذ تأسيسها وهي ليست بعيدة من موقع الدولة المنبوذة.
في صباح السابع من أكتوبر 2023، دوّى صوت غير مألوف من غزة، ليعلن بداية واحدة من أجرأ العمليات العسكرية الفلسطينية منذ النكبة. "طوفان الأقصى" لم يكن مجرد هجوم مسلح، بل كان زلزالاً جيوسياسياً تجاوز حدود فلسطين المحتلة، وأربك توازنات الشرق الأوسط..
حين ينهار نظام استبدادي، يتولد شعور عام بأن كل شيء سيتغير بين عشية وضحاها. يتوقع الناس تحسنًا فوريًا في الاقتصاد، والأمن، والخدمات، وكأن المشكلة كانت في رأس السلطة فقط، وليس في منظومة متجذرة تشكلت عبر عقود. هذه الحالة تجعل القوى الثورية أمام معضلة خطيرة: كيف تدير عملية التغيير دون أن تستنزفها الجماهير بتوقعات غير واقعية؟
دامت حرب، ليس كمثلها حرب، بين المقاومة والجيش الصهيوني في قطاع غزة، من السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى الخامس عشر من كانون الثاني/يناير 2025. وقد صحبتها حرب إبادة وتدمير، ضد الشعب وضد الحجر والشجر، ليس كمثلها حرب إبادة إنسانية وتدمير للمعمار، في العصر الحديث، منذ مائتي عام، في الأقل..
عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، حلقة نقاش بعنوان "غزة ما بعد الحرب: رؤى استراتيجية في سياق عالمي"، بمشاركة نخبة مختارة من مدراء مراكز التفكير والدراسات والخبراء والمختصين في العلاقات الدولية، من أوروبا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط، وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأفريقيا، يوم الأربعاء في 19/2/2025، عبر نظام مؤتمرات الفيديو (الزووم).
نجاح الثورة التونسية من خلال تتويجها في 14 كانون الثاني/ يناير 2011 بسقوط نظام بن علي وهروبه طالبا اللجوء من المملكة العربية السعودية هو والعديد من أفراد عائلته مثل مصدر إلهام لبعض بلدان العالم العربي في انتشار "عدوى" الثورة على الأنظمة الديكتاتورية والمطالبة كذلك بحقهم في الحرية والديمقراطية والتغيير..
بعد تمكن الثورات من إسقاط رأس النظام، غالبا ما تتباين الآراء والاجتهادات في كيفية التعامل مع إرث أنظمة الاستبداد، وبقايا الديكتاتوريات، ويشمل ذلك جحافل من السياسيين والأمنيين وكبار رجالات الدولة وموظفيها في مختلف تخصصاتهم ومواقعهم الذين خدموا النظام، وساهموا في حمايته واستمراريته لسنوات وعقود..
في ظل اشتداد الحرب الحالية واتساعها، واحتمالات تحولها إلى حرب إقليمية، وحملة الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها إسرائيل في غزة ولبنان، ومحاولة تركيع حماس وحزب الله، وخلق واقع جيواستراتيجي وأمني جديد، تكثر الأسئلة: ما الذي يريده نتنياهو؟ وما هي أهدافه الحقيقية من الحرب؟..
حمل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إسرائيل مسؤولية حياة عشرات الأطفال والمرضى والجرحى وأفراد الطواقم الطبية الذين يحتجزهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحام مستشفى "كمال عدوان" في مشروع بيت لاهيا شمال غزة.