هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يواصل الجيش الأمريكي تصدُّر تصنيف القوة العسكرية عالميًا، تليه روسيا ثم الصين، بينما يحافظ الجيش المصري على صدارة الجيوش العربية ووجوده ضمن أقوى 20 جيشًا حول العالم. يعكس هذا المشهد توازنًا دقيقًا بين عناصر القوة الصلبة (التسليح والعتاد والتقنيات) والعوامل الداعمة (اللوجستيات والاقتصاد والجغرافيا)، وهي العناصر التي ترتكز عليها منهجية “غلوبال فايرباور” في قياس مؤشر القوة (PwrIndx) لكل دولة.
لا يعتمد تصنيف غلوبال فايرباور على أرقام الجنود والدبابات والطائرات فحسب، بل على أكثر من 60 عاملًا تتوزع على محاور رئيسية: القوة البشرية، والبرية، والجوية، والبحرية، والقدرات المالية، والموارد الطبيعية، واللوجستية، والعوامل الجغرافية. وتُطبّق معادلة داخلية تمنح مكافآت وعقوبات لالتقاط الفروق الدقيقة بين الجيوش (مثل تنوّع الأسطول، أو الاعتماد على الاستيراد، أو طول السواحل، أو عمق القاعدة الصناعية).
النتيجة النهائية هي قيمة PwrIndx حيث تعني القيمة الأقل تصنيفًا أقوى، ما يمنح صورة مركّبة عن القدرة المحتملة على خوض الحروب التقليدية عبر البر والبحر والجو.
تُظهر قائمة الصدارة العالمية هيمنة القوى الصناعية الكبرى القادرة على دمج ميزانيات ضخمة بتكنولوجيا متقدمة وقاعدة تصنيع عسكرية واسعة. وجاء الترتيب على النحو الآتي:
هذا الترتيب يعكس مروحة من العوامل: فالولايات المتحدة تحتفظ بتفوّق نوعي في القدرات الجوية والبحرية والإنفاق الدفاعي، فيما تُظهر روسيا كتلة قوات برّية وصاروخية كبيرة وقدرات تصنيع تُحافظ بها على المركز الثاني، وتواصل الصين توسّعها السريع في الأساطيل والأنظمة الصاروخية، أما الهند فترتكز على حجم بشري هائل وقاعدة تصنيع متنامية، مع تحسّنٍ متسارع في التكامل التقني والقتالي.
عربيًا، تتصدر مصر القائمة وتبقى ضمن أقوى 20 جيشًا في العالم، بينما تحافظ السعودية والجزائر على تموضعٍ قوي عالميًا وإقليميًا، ويُسجّل العراق والمغرب حضورًا ثابتًا في الشريحة الوسطى عالميًا. وفيما يلي أبرز المواقع وفق آخر نسخة (2025):
تاريخيًا، ساعد تنويع مصادر التسليح وبرامج التحديث على تعزيز موقع عدد من الجيوش العربية، لا سيما مصر والسعودية والإمارات. وتستفيد الجزائر من قاعدةٍ برّية قوية وبُعدٍ لوجستي مهم في شمال أفريقيا، بينما يعكس موقع المغرب تطوّراً تدريجيًا مدعومًا بتحديثات في القوات الجوية والبحرية وبنيةٍ لوجستية آخذة في التحسن. كما يُسجّل العراق تحسّنًا ملحوظًا في قدراته التقليدية مقارنةً بالسنوات الماضية، مستفيدًا من إعادة البناء والتدريب والشراكات الأمنية.
التبدّلات في الإنفاق الدفاعي، وصفقات التسلّح، ومعدّلات الجاهزية، وتوسّع أساطيل الطيران والبحرية، وقدرات الصيانة، كلّها عوامل تُحرّك الترتيب سنويًا. وفي المقابل، قد تؤدي القيود الاقتصادية أو الاعتماد المرتفع على الاستيراد أو تراجع القدرات اللوجستية إلى بطء التحسّن أو حتى التراجع. كما أن العوامل الجغرافية (المساحة، السواحل، الحدود، الممرات البحرية) تُغيّر معادلة التموضع الإقليمي؛ فالدول ذات السواحل الطويلة تحتاج استثمارات بحرية أثقل، بينما تفيد الكثافة السكانية الكبيرة في تعظيم رصيد القوة البشرية مع كلفةٍ لوجستية موازية.
يجدر التأكيد أن مؤشر غلوبال فايرباور يقيس القوة التقليدية المحتملة، لا الردع النووي ولا شبكات التحالفات بشكلٍ مباشر، وإن كانت بعض انعكاساتها تظهر عبر عناصر مثل التمويل والصناعات واللوجستيات. كما أن تنوع الأسطول يُحتسب إيجابًا، بينما يُحتسب الاعتماد المُفرط على نوعٍ واحد من المنصّات أو الموردين كعامل ضعف نسبي. وتُطبّق خصومات (penalties) على جوانب مثل ضآلة القاعدة الصناعية أو هشاشة البنية التحتية، وتُمنح مكافآت (bonuses) للقدرات النوعية (كالطائرات المساندة، والتزوّد بالوقود جوًا، والإنذار المبكر، وقدرات النقل الاستراتيجي).
بالنسبة لصانع القرار، يُعدّ التصنيف أداةً مرجعية لمقارنة القدرات التقليدية وقياس فجوات التحديث وتحديد أولويات الاستثمار. أما للقارئ العام، فيمنح “لقطة بانورامية” لحجم وقوة الجيوش واتجاهات التطوّر على مستوى العالم والمنطقة. لكنه يظل مؤشّرًا كميًا لا يُمكنه التقاط كل التعقيدات السياسية أو العقائد القتالية أو عناصر الخبرة الميدانية التي قد تحسم نتائج النزاعات في الواقع.