الرئاسة السورية تنفي إدعاء سفير أمريكي سابق حول الشرع (شاهد)
لندن- عربي2120-May-2502:51 PM
0
شارك
نفت الرئاسة السورية صحة ادعاءات فورد- واس
نفى مصدر رسمي في الرئاسة السورية الثلاثاء، في تصريح لقناة الجزيرة٬ صحة المعلومات التي أدلى بها السفير الأمريكي السابق روبرت فورد بشأن عقد لقاءات خاصة مع الرئيس أحمد الشرع في محافظة إدلب.
وأوضح المصدر أن اللقاءات التي أشار إليها فورد كانت ضمن اجتماعات رسمية استقبلت خلالها الرئاسة مئات الوفود المحلية والدولية، وخصصت تلك الاجتماعات لعرض تجربة إدارة محافظة إدلب بعد مرحلة ما بعد النزاع.
وأضاف المصدر أن أحد تلك الوفود كان تابعاً لمنظمة بريطانية متخصصة في الدراسات والأبحاث، وكان فورد من بين أعضائها، مشدداً على أن الجلسات التي عُقدت اقتصرت على نقاشات عامة تتعلق بالتجربة المحلية في إدلب، ولم تتضمن أيا من التفاصيل أو الطروحات التي وردت في تصريحات فورد الأخيرة.
فورد: قابلته في 2023 كشف السفير الأمريكي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، عن تفاصيل لقائه مع بالرئيس السوري أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، زعيم "هيئة تحرير الشام" سابقا، وذلك في محاضرة ألقاها في الخامس من أيار/مايو الجاري.
وقال فورد في المحاضرة التي كانت بعنوان "انتصار الثوار السوريين - ماذا الآن؟" وقدمها بدعوة من مجلس العلاقات الخارجية في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية، إن منظمة بريطانية غير حكومية متخصصة في فض النزاعات دعته، في عام 2023، للمساعدة في تحويل مسار الجولاني من العمل المسلح إلى السياسة، مضيفًا: "كنت مترددًا في البداية بشأن المشاركة، لكن بعد التشاور مع عدد من الأشخاص الذين سبق لهم زيارته، وأحدهم التقاه شخصيًا، قررت خوض التجربة".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح فورد أن اللقاء الأول مع الجولاني تم عندما كان لا يزال يُعرف باسم عبد القادر الجولاني، قبل أن يُكشف عن اسمه الحقيقي، أحمد الشرع، بعد سيطرته على دمشق في مطلع كانون الأول/ديسمبر 2024. وأضاف: "جلست إلى جانبه وقلت له بالعربية: 'لم أكن لأتخيل مطلقًا في مليون سنة أنني سأجلس بجانبك، بلحية طويلة وبالزي العسكري'، فأجابني بهدوء: 'ولا أنا'".
وأشار السفير الأمريكي الأسبق إلى أن الحديث مع الشرع كان "متحضرًا جدًا"، وأنه أثار فضوله بتصريحات تعكس تحولًا في رؤيته السياسية.
وأوضح فورد: "الشرع لم يعتذر عن الهجمات الإرهابية التي نفذها في العراق أو سوريا، لكنه قال: 'أنا اليوم أحكم منطقة في شمال غرب سوريا تحت سيطرة المعارضة، وأتعلم أن التكتيكات التي اتبعتها في العراق لا تنجح هنا، عندما تكون مسؤولًا عن إدارة أربعة ملايين إنسان'".
وبحسب فورد، أوضح الشرع أن المنطقة التي كان يسيطر عليها حينها تضم مليوني مقيم من السكان الأصليين ومليوني نازح داخلي. وقال: "أدركتُ أنه بدأ يفهم أن الحكم يتطلب التوافقات والتسويات".
وختم فورد حديثه بالإشارة إلى زيارة أخرى أجراها الفريق إلى المنطقة في أيلول/سبتمبر من العام نفسه، دون أن يورد تفاصيل إضافية حول تلك الزيارة
اظهار أخبار متعلقة
فورد: أعرفه جيدا وفي مقال سابق له نُشر في مجلة "فورين أفيرز" في آذار/مارس الماضي، قال روبرت فورد إن الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عاماً انتهت بشكل مفاجئ بهروب بشار الأسد من البلاد، فيما تتولى هيئة تحرير الشام حالياً إدارة حكومة مؤقتة بانتظار الإعلان عن حكومة انتقالية.
واعتبر أن التعاون الأمريكي مع الحكومة الجديدة قد يساهم في تعزيز الأمن الإقليمي، وإنهاء القتال في شرق سوريا، وتقليص الوجود الأمريكي هناك.
ومع ذلك، حذّر فورد من الاستهانة بخلفية "هيئة تحرير الشام" الأيديولوجية، مذكّراً بأنه كان من أوائل المسؤولين الذين قادوا جهود تصنيف "جبهة النصرة" كمنظمة إرهابية عندما كان سفيراً في سوريا عام 2012.
لكنه أشار إلى أن أحمد الشرع قاد المجموعة عبر تحوّلات كبيرة، وقطع علاقتها مع "داعش" عام 2014، ومع "القاعدة" عام 2016، كما خاضت الهيئة مواجهات عسكرية مع تنظيم "حراس الدين" المرتبط بالقاعدة.
وختم فورد بالإشارة إلى أن الشرع لم يتسامح مع المتشددين داخل فصيله، وأدار برامج محدودة النطاق لمحاربة التطرف في شمال غربي سوريا، لكنه سيواجه تحديات أكبر بكثير إذا أراد توسيع هذا النموذج على نطاق وطني، لا سيما في مناطق مثل مخيم الهول.
اظهار أخبار متعلقة
من هو روبرت فورد؟ يُعد روبرت فورد أحد أبرز الدبلوماسيين الأمريكيين في الشرق الأوسط، وُلد في ولاية كولورادو عام 1958، ويتقن عدة لغات بينها الفرنسية والعربية والتركية والألمانية. تزوّج من الدبلوماسية أليسون باركلي، ولهما ابن يُدعى إسحاق.
انضم فورد إلى السلك الدبلوماسي الأمريكي في عام 1985، وتنقل في عدد من العواصم والمدن، حيث شغل مناصب دبلوماسية في الجزائر والقاهرة وإزمير وياوندي. كما تولى منصب نائب رئيس البعثة الأمريكية في البحرين بين عامي 2001 و2004، ثم عمل مستشاراً سياسياً في السفارة الأمريكية ببغداد بين عامي 2004 و2006، قبل أن يُعيّن لاحقاً سفيراً لبلاده في كل من الجزائر وسوريا ومصر.