هاجم كاتب إسرائيلي، حكومة
الاحتلال بنيامين
نتنياهو
بسبب تجاهل أي تسوية سياسية مع
الفلسطينيين، على خلفية قرارها باستخدام القوة
الإضافية في الحرب على غزة حتى النهاية.
وقال الكاتب بصحيفة "
يديعوت أحرونوت"
العبرية آفي شيلون، إن "قطاعات رسمية واسعة في إسرائيل تنظر لقرار الحوثيين
بوقف مهاجمة السفن الأمريكية، دليل على أن القوة وحدها تنتصر، وهذا من الناحية
الظاهرية يبدو حقيقة، لكن في الواقع فإن هذا المنظور ضيق، كون أن الاتفاق غير
الموقع يثبت أن ه يجب استخدامه القوة أحيانا، ولكن بالحكمة، وبالتوازي مع
الدبلوماسية".
وأضاف شليون في مقال ترجمته "
عربي21" أن
"قطاعات إسرائيلية عقلانية أخرى ترى أن الأمر لا يتعلق باستسلام الحوثيين، بل
إن الولايات المتحدة اختارت وقف الهجمات، بل وتنازلت عن مطلب أن يشمل وقف إطلاق
النار الأهداف الإسرائيلية، علاوة على ذلك، من المرجح، وسيتكشف قريباً، أن يكون
الاتفاق مع الحوثيين مرتبطاً بالاتفاق الجاري إعداده مع إيران".
وأكد أن "هناك تحركات دبلوماسية وتنازلات
متبادلة، جاءت بعد استخدام القوة، لكن هذا وحده لا يكفي، فالدرس المستفاد مما حدث
بين الولايات المتحدة والحوثيين هو ما لا تفعله إسرائيل في غزة، فبدلاً من إعلان
هزيمة حماس عسكرياً، واستغلال الضرر الهائل الذي لحق بها لصالح تسوية سياسية في
غزة تعيد الرهائن، فإنها تصر على اتخاذ قرار باستخدام المزيد من القوة حتى
النهاية، وبذلك يُؤدي فقط لتفاقم المشاكل: مثل القصف الذي يتعرض له بالفعل من
اليمن، وسيتفاقم، ما يضر بالرهائن، والمزيد من الجنود الذين سيُقتلون".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار إلى أن "قرار شن عملية كبرى أخرى في غزة
بعيد المنال، لدرجة أنه من الصعب عدم الشك في أن هذا مناورة في إطار المفاوضات حول
شروط إنهاء الحرب، لأنه في النهاية، ما الذي يمكن فعله في غزة، ولم نفعله خلال
العام والنصف الماضيين، وإذا كان هناك شيء، فلماذا لم نفعله حتى الآن، ولذلك فإن
القول بأن الجيش سيحرص على عدم دخول المناطق التي يُحتجز فيها الرهائن غريب، لأنه
إذا كان واضحًا منذ البداية أنه لن يدخلها، فمن المرجح أن قادة حماس سيمكثون هناك
أيضًا".
ولفت إلى أنه "إذا كان من المهم جدًا إبقاء
الرهائن على قيد الحياة، وإذا افترضنا أنه في النهاية ستكون هناك صفقة لإطلاق
سراحهم، فلماذا ليس الآن، وبالتالي فإن التفسير السخيف الوحيد لعملية عسكرية واسعة
النطاق وإضافية في غزة أن هدفها هو الاحتلال، وربما إعادة الاستيطان مستقبلًا،
وإذا كان هذا هو الهدف، فمن الجيد أن سياسة الحكومة قد انكشفت، ما يتطلب إعادة
النظام السياسي والخطاب العام لمكانة أكثر واقعية، حيث مستقبل الأراضي والتسوية مع
الفلسطينيين".
ونوه إلى أنه "تم تهميش قضية
التسوية السياسية
مع الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر لصالح نقاش حول الأمن ومفهومه، مع أننا نتفق
جميعًا على أن مفهوم الأمن لدينا قد انهار بعد ذلك
الهجوم، ومفاده أنه يمكن
للإسرائيليين العيش بأمان في الشرق الأوسط، حتى دون حل الصراع مع الفلسطينيين، لأن
نتنياهو ذاته تفاخر بأن اتفاقيات التطبيع أثبتت أن تل أبيب ليس بحاجة للتسوية مع
الفلسطينيين للاندماج في الشرق الأوسط".
وأوضح أنه "عندما تكشف الحكومة عن مواقفها من
احتلال غزة، فإنها تُعلن في جوهرها أنها تتبنى رؤية لا تؤمن بأي تسوية مستقبلية مع
الفلسطينيين، ولا ترى ضرورةً لها، وفي مواجهة هذا الموقف، لابد من طرح بديل شجاع
يُخبر الجمهور أنه حتى لو لم يكن السلام واقعيًا على المدى القريب، وكان من
الضروري التركيز على الأمن، فإن الهدف المستقبلي لا يزال التوصل لتسوية في الأراضي
الفلسطينية مقابل السلام".