نقل موقع "
أكيسوس" الأمريكي عن مسؤول
إسرائيلي كبير تأكيده أن "وقف
المساعدات عن قطاع
غزة كان خطأ فادحا وجاء لأسباب سياسية داخلية"، وسط تحذيرات أن ذلك سيبعد حلفاء "إسرائيل" التي ستضطر لـ"الرضوخ واستئناف المساعدات تحت الضغط".
وجاء في تقرير الموقع أن أعلن العديد من أقرب حلفاء
الاحتلال الإسرائيلي الدوليين عن انفصالهم علنًا عن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بسبب "قصفها المتواصل" (حرب الإبادة) لقطاع غزة وتجميدها للمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.
وأوضح التقرير أن "نتنياهو كان يتمتع بشرعية دولية غير مسبوقة لمجابهة حماس بعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لكن التراجع التدريجي في الدعم مع استمرار الحرب تحول الآن إلى تسونامي دبلوماسي".
اظهار أخبار متعلقة
وأكد التقرير أن "نتنياهو فقد العديد من أصدقائه المتبقين في الغرب، باستثناء الولايات المتحدة، خلال الشهرين الماضيين بعد إنهاء وقف إطلاق النار في مارس وعرقلة جميع إمدادات الغذاء والماء والأدوية إلى غزة".
وأضاف "تصاعد الضغط بشكل حاد في وقت سابق من هذا الشهر عندما شن عملية لإعادة احتلال غزة وتسويتها بالأرض بدلًا من قبول صفقة لتحرير الرهائن وإنهاء الحرب".
وذكر أن الرئيس دونالد ترامب وكبار مساعديه أشاروا إلى نتنياهو بأنه يجب عليه إنهاء الحرب والسماح بدخول المساعدات، على الرغم من أن ترامب أبقى مخاوفه سرًا في الغالب.
وقد أعلن العديد من القادة الآخرين عن ذلك علنًا،قائلين: "لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه الأعمال الفظيعة، إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ إجراءات ملموسة أخرى ردًا على ذلك"، هذا ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان مشترك بتاريخ 19 أيار/ مايو الجاري.
ورد نتنياهو بغضب، متهمًا الثلاثة في بيان مصور بتنفيذ أوامر حركة حماس، مضيفا: "يريدون من إسرائيل أن تتراجع وتقبل بأن جيش حماس من القتلة الجماعيين سينجو، ويعيد بناء نفسه، ويكرر مجزرة 7 تشرين الأول/ أكتوبر مرارًا وتكرارًا، لأن هذا ما تعهدت حماس بفعله".
وأضاف "أقول للرئيس ماكرون، ورئيس الوزراء كارني، ورئيس الوزراء ستارمر: عندما يشكركم مرتكبو جرائم القتل الجماعي والمغتصبين وقاتلي الأطفال والخاطفين، فأنتم في الجانب الخطأ من العدالة. أنتم في الجانب الخطأ من الإنسانية، وفي الجانب الخطأ من التاريخ".
وأكد موقع أكسيوس أن الوضع الراهن وعزلة "إسرائيل" تتجاوز مجرد الخطابات، بعدما أعلنت المملكة المتحدة تعليق مفاوضاتها التجارية، مع فرض عقوبات جديدة على المستوطنين الإسرائيليين المتورطين في هجمات عنيفة ضد الفلسطينيين.
ومن المتوقع أن تستضيف فرنسا مؤتمرًا مشتركًا مع المملكة العربية السعودية الشهر المقبل للدفع نحو حل الدولتين، ومن المتوقع أن تعترف رسميًا بدولة فلسطينية.
وكانت إسبانيا قد اعترفت بالفعل بدولة فلسطينية العام الماضي، إلى جانب النرويج وأيرلندا، ووصف رئيس الوزراء بيدرو سانشيز "إسرائيل" الأسبوع الماضي بأنها "دولة إبادة جماعية" ودعا إلى منعها من المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية.
ودعم 17 من أصل 27 وزير خارجية في الاتحاد الأوروبي اقتراحًا قدمته هولندا، وهي حليف رئيسي آخر لـ"إسرائيل"، لإعادة النظر في اتفاقية التجارة والتعاون بين الاتحاد وإسرائيل.
اظهار أخبار متعلقة
على الجانب الآخر، رد نتنياهو وحكومته على الانتقادات باتهام القادة الأوروبيين بمعاداة السامية، وادعاء رضوخهم لضغوط الأقليات المسلمة في بلدانهم، لكن "إسرائيل" وافقت أيضًا على السماح بدخول بعض المساعدات إلى غزة لأول مرة منذ آذار/ مارس، بحسب تقرير الموقع.
وأكد التقرير أنه "في سلسلة من اجتماعات مجلس الأمن في مارس، حذّر وزير الخارجية جدعون ساعر نتنياهو من أن تعليق المساعدات الإنسانية لن يُضعف حماس، بل سيُبعد حلفاء إسرائيل، وإسرائيل ستضطر إلى الرضوخ واستئناف المساعدات تحت الضغط".
ونقل عن ساعر قوله أيضا: "هذا ما حدث بالضبط. لقد كان خطأً فادحًا، وارتُكب في الغالب لأسباب سياسية داخلية".
وذكر الموقع أنه بينما يبدو أن ترامب قد تراجع عن خطته لطرد مليوني فلسطيني من غزة لبناء "ريفييرا" جديدة، صرّح نتنياهو الأسبوع الماضي لأول مرة بأن الحرب لن تنتهي حتى تُنفّذ هذه الخطة.
وترى حكومة نتنياهو في ذلك ضوءًا أخضر لمواصلة "الهجرة الطوعية" - وهو اسم رمزي للنزوح الجماعي لجميع السكان إلى "منطقة إنسانية" في غزة، ثم إلى الخارج، إن أمكن.
وختم الموقع بالقول: "إذا مضت إسرائيل قدماً في تنفيذ خطتها، التي تتضمن تدمير كل أراضي غزة تقريباً، فمن المؤكد تقريباً أنها ستزيد من عزلتها الدولية".