أعلنت
إيران حصولها على معلومات استخباراتية عن منشآت إسرائيل النووية، حيث هددت بمهاجمتها وتطوير سلاح نووي إن استهدفت منشآتها.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن "وزارة الاستخبارات حصلت على معلومات عسكرية ونووية حساسة لإسرائيل".
وأضاف أن "الصواريخ الإيرانية ستصبح أدق بفضل المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها طهران"، مبينا أن "هذا الإنجاز شكل مرة أخرى ضربة قاضية لادعاءات القدرات الاستخباراتية" للاحتلال.
من جانبه، قال مجلس الأمن القومي الإيراني إن الحصول على معلومات استخباراتية عن منشآت إسرائيل النووية "سيجعل ردنا بالمثل دقيقا".
وفي السياق ذاته أعلن وزير
الاستخبارات الإيراني، إسماعيل خطيب، أن بلاده نجحت في الحصول على "كم
هائل" من الوثائق الإسرائيلية الحساسة، تتعلق بمجالات عسكرية ونووية
واستخباراتية، من بينها ما وصفه بـ"الملف النووي الإسرائيلي الكامل"،
مؤكدًا أن هذه الوثائق ستُنشر قريبًا في إطار ما وصفه بـ"تعزيز القوة
الهجومية لإيران".
وقال خطيب، في
تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية إيرانية، إن العملية التي قادت إلى تسريب هذه
الوثائق كانت "شاملة ومعقدة واستمرت لفترة طويلة"، مشيرًا إلى أن طهران
تمكنت من تنفيذ اختراق عميق في البنية الاستخباراتية الإسرائيلية، و"جذب
موارد من قلب المنظومة المعادية"، بحسب وصفه.
وأضاف أن عملية
نقل الوثائق إلى داخل إيران تمّت بسرية تامة، ما استدعى تأجيل إعلان الخبر حتى
التأكد من تأمين البيانات بالكامل. ولم يكشف الوزير عن تفاصيل آلية الاختراق أو
الجهات المشاركة فيه، لكنه وصف العملية بأنها "إنجاز أمني استراتيجي".
وبحسب تصريح
خطيب، الوثائق، لا تشمل فقط منشآت نووية إسرائيلية، بل أيضًا وثائق مرتبطة بعلاقات
تل أبيب مع كل من الولايات المتحدة وأوروبا، مما يزيد من حساسيتها وقيمتها
الاستراتيجية، وبينما لم تعرض إيران أي دليل ملموس حتى الآن لدعم هذه المزاعم، إلا
أن الإعلان يأتي في توقيت حساس، إذ تشهد علاقات طهران مع الغرب توترًا متصاعدًا
بشأن برنامجها النووي، خاصة مع اقتراب موعد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية
للطاقة الذرية في فيينا، والذي من المتوقع أن يشهد ضغوطًا أوروبية وأمريكية جديدة
على إيران لإحياء التزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.
في المقابل، قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لصحيفة "جيروزاليم بوست" إن إيران أبلغته أنه إذا ضربت إسرائيل منشآتها النووية فقد يدفعها ذلك إلى حافة الهاوية.
وأضاف غروسي أن إيران أبلغته أنها ستطور سلاحا نوويا أو تنسحب من معاهدة حظر الانتشار إن ضربتها إسرائيل، مشيرا إلى أن برنامج إيران النووي عميق ومنشآتها محصّنة للغاية، وأن تدميرها سيتطلب قوة ساحقة ومدمرة.
وسبق أن قال غروسي خلال مؤتمر صحفي في فيينا إنه لا يمكن الجزم أن البرنامج النووي الإيراني مدني بسبب نقص المعلومات من الجانب الإيراني، وأكد تحديد الوكالة 3 مواقع كان بها تخصيب لليورانيوم في إيران.
بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي إن بلاده ستقدم مقترحها إلى الولايات المتحدة عبر سلطنة عمان بمجرد إتمامه.
وأوضح بقائي أنه "مقترح معقول ومنطقي ومتوازن، ونوصي بشدةٍ الجانب الأميركي باغتنام هذه الفرصة"، وانتقد المقترح الأمريكي قائلا إنه "يفتقر إلى العديد من العناصر"، من دون الخوض في التفاصيل.
اظهار أخبار متعلقة
وفي السياق نفسه، قالت القناة 14 الإسرائيلية إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحثا في اتصال هاتفي الملف النووي الإيراني مع تعثر المفاوضات بين واشنطن وطهران".
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنية قولها أن "إسرائيل لن تقبل بإمكانية استمرار تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية لفترة طويلة".
وأجرى البلدان خمس جولات تفاوض بوساطة عُمانية منذ أبريل/نيسان سعيا إلى إيجاد بديل عن الاتفاق الدولي المبرم مع إيران في عام 2015. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخلّى عن ذلك الاتفاق في ولايته الرئاسية الأولى في عام 2018.
ووفق الوكالة الذرية، فإن إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة، علما بأن سقف مستوى التخصيب كان محددا عند 3.67 بالمئة في اتفاق عام 2015.