سياسة دولية

WP: الموقف من "إسرائيل" يعمّق الصدع داخل الحزب الديمقراطي

امتثالا كاملا لقانون يحظر تقديم المساعدة للدول التي تنتهك حقوق الإنسان- جيتي
امتثالا كاملا لقانون يحظر تقديم المساعدة للدول التي تنتهك حقوق الإنسان- جيتي
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا، أعدّه باتريك مارلي، قال فيه إنّ: "الحزب الديمقراطي يشهد تمزقا بشأن إسرائيل، وبخاصة في ولاية متأرجحة معتدلة. وإن الديمقراطيين في ولاية نورث كارولينا يخوضون معركة حامية بعدما شجب حزب الولاية إسرائيل بسبب "نظام الفصل العنصري" بشكل كشف عن صدعٍ داخلي في ولاية متأرجحة، وهو صراع يتفاقم على الصعيد الوطني، وقد يعقد خطط الحزب لانتخابات التجديد النصفي لعام 2026".

وبحسب التقرير فإنّ: "الموافقة الضيقة على قرار حزبي شديد اللهجة، أتت  أواخر الشهر الماضي، لفرض حظر على الأسلحة على حليفة الولايات المتحدة، بعد أن تبنى فرعان آخران في ولايتين أخريتين إجراءات مماثلة. واختار الناخبون الديمقراطيون في نيويورك مرشحا تقدميا لهم لمنصب عمدة المدينة".

وتابع: "قد تفتح الانتخابات التمهيدية المزدحمة لمجلس الشيوخ في ميشيغان، حيث حجب العديد من الديمقراطيين أصواتهم، احتجاجا على سياسة إسرائيل خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية العام الماضي، مجالا آخر لظهور نزاعات الحزب". 

وفي السياق نفسه، تقول الصحيفة إنّ: "المناطق المتعددة التي يشتعل فيها تكشف عن توتر متزايد بين القاعدة الشعبية للحزب وقيادته. ويبدو الجدل واضحا في  ولايات الجنوب والغرب الأوسط، بالإضافة إلى المدن الساحلية ذات الأغلبية الديمقراطية". 

وأبرز: "يحذر البعض من أن قضية السياسة الخارجية المعقدة تهدّد بتشتيت انتباه الحزب عن صياغة رسالة متماسكة حول الاقتصاد وقضايا أخرى تخص شريحة واسعة من الناخبين". فيما نقلت الصحيفة، أيضا، عن نائبة رئيس الكتلة اليهودية في الحزب الديمقراطي في ولاية كارولينا الشمالية، آمي بلوك ديلوتش، قولها: "في كل مرة يعالج فيها الديمقراطيون هذه القضية، فإنهم لا يعملون على انتخاب ديمقراطيين آخرين، إنها مشكلة". 

وكانت اللجنة التنفيذية للحزب في الولاية قد وافقت في 28 حزيران/ يونيو على قرار يتهم دولة الاحتلال الإسرائيلي بالفصل العنصري، وهو نفس الأسبوع الذي اختلف فيه السناتور الجمهوري عن الولاية، توم تيليس مع الرئيس دونالد ترامب بشأن مشروع قانون الضرائب والهجرة، وأعلن عدم ترشحه لولاية ثالثة. 

وأوضح التقرير: "انتهز الديمقراطيون هذا الإعلان، لكنهم لم يركزوا عليه بشكل كبير، نظرا لاستمرار خلافاتهم حول قرار إسرائيل. وقدّم ترامب دعما شبه مطلق لنتنياهو وحكومته اليمينية، وزعم العام الماضي أن أي يهودي يصوّت للديمقراطيين "يكره دينه" حيث استغل حينذاك حملةً واسعةً ضد معاداة السامية لقمع الجامعات والمتظاهرين".  

اظهار أخبار متعلقة


وأردف: "أثرت الإنقسامات داخل الحزب بشأن إسرائيل على وحدة الحزب وقللت من حماس الناخبين الشباب خلال الحملة الرئاسية العام الماضي، واحتل منتقدو إسرائيل حرم الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة ردا على الحرب الإسرائيلية ضد غزة".

"قاطع المتظاهرون المرشحين الديمقراطيين ودعا النشطاء الديمقراطيين إلى التصويت الاحتجاجي خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية" استرسل التقرير نفسه، مردفا: "في ميشيغان، أعلن أكثر من 100,000 ديمقراطيا، 13% من الناخبين في الانتخابات التمهيدية، عن عدم التزامهم في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للولاية، معبّرين عن استيائهم من سياسة الرئيس جو بايدن تجاه إسرائيل. وفاز ترامب في ميشيغان وجميع الولايات الأخرى المتأرجحة". 

ومضى بالقول: "ظلت خلافات الديمقراطيين بشأن إسرائيل تتفاقم. وشتعلت الشهر الماضي عندما أعرب بعض الديمقراطيين عن استيائهم من ترشيح حزبهم لزهران ممداني لمنصب عمدة نيويورك. ورفض ممداني، إدانة شعار "عولمة الانتفاضة"، الذي يعتبره بعض اليهود دعوة للعنف ضدهم، ويراه كثير من الفلسطينيين دعما لنضالهم من أجل وطنهم". 

وتابع: "شهد الجمهوريون خلافات داخلية حول إسرائيل ودور الولايات المتحدة على الساحة العالمية، لا سيما بعد أن أذن ترامب بقصف إيران الشهر الماضي. وأعلن ترامب عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد ذلك بوقت قصير، واستضاف نتنياهو في البيت الأبيض الأسبوع  الماضي في سعيه لوقف إطلاق النار في غزة".

ولفت التقرير إلى أنّه: "في استطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث في آذار/ مارس، أعربت نسبة 53% من البالغين الأمريكيين عن رأي سلبي تجاه إسرائيل، بزيادة عن 42% في آذار/ مارس 2022، قبل بدء الصراع. وكان لدى الديمقراطيين وجهة نظر أسوأ تجاه إسرائيل مقارنة بالجمهوريين، حيث أعربت نسبة 69% من الديمقراطيين عن رأي غير إيجابي مقارنة مع نسبة 37/ من الجمهوريين".

وبحسب التقرير: "في استطلاع رأي أجراه مجلس شيكاغو للشؤون العالمية في أيار/ مايو، منح الديمقراطيون، إسرائيل متوسط تقييم 41 على مقياس من 100 نقطة، بانخفاض 11 نقطة منذ عام 2022، وهو أدنى تقييم لها منذ 47 عاما".

وقال أكثر من ثلثي الديمقراطيين إنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تنحاز لأي طرف في الصراع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، بينما قالت نسبة 20% إن عليها أن تنحاز إلى جانب الفلسطينيين، وقال نسبة 10% إن عليها أن تنحاز إلى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي.

 وقالت رئيسة الكتلة العربية في الحزب الديمقراطي في ولاية  نورث كارولينا، ريم سبيعي، إنّها قد دفعت باتجاه قرار حظر الأسلحة لأنه ليس فقط صحيحا من الناحية الأخلاقية، بل هو أيضا سليم من الناحية السياسية.

وأضافت سبيعي: "نرى أن هذه قضية توحد وتجذب المزيد من الناخبين إلى الحزب الديمقراطي. هذا التصويت هنا في الحزب الديمقراطي في ولاية  نورث كارولينا هو دعوة لأولئك الذين انسحبوا من الحزب أو امتنعوا عن التصويت تماما في الانتخابات الماضية". 

اظهار أخبار متعلقة


من جهتها، نفت الرئيسة التنفيذية للمجلس الديمقراطي اليهودي الأمريكي، هالي سوفير، ما وصفتها بـ"الادعاءات"، مشيرة إلى أنّ: "النائبين جمال بومان (ديمقراطي عن نيويورك) وكوري بوش (ديمقراطية عن ميسوري) خسرا الانتخابات التمهيدية العام الماضي أمام مرشحين مؤيدين لإسرائيل. ودعمت مجموعة سوفير منافسيها، وكذلك فعلت لجنة العمل السياسي العليا التابعة للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)".

وتابعت: "أقر ديمقراطيون في ولايتين أخريين قرارات مشابهة بشأن إسرائيل مثل قرار ولاية  نورث كارولينا، وإن بنبرة أكثر تحفظا. فقد تبنى الحزب الديمقراطي في ولاية ويسكنسن قرارا الشهر الماضي، جاء فيه أن قاعدته "تؤيد بشدة تقييد توريد الأسلحة إلى إسرائيل". كما وافق الحزب الديمقراطي في ولاية واشنطن العام الماضي على قرارٍ يدعو وفد الولاية في الكونغرس إلى المطالبة بأن تمتثل المساعدة العسكرية لإسرائيل امتثالا كاملا لقانون يحظر تقديم المساعدة للدول التي تنتهك حقوق الإنسان".

وجاء في القرار الصادر في نورث كارولينا  أن الحزب في الولاية يدعم "فرض حظرٍ فوري على جميع المساعدات العسكرية وشحنات الأسلحة والدعم اللوجستي العسكري لإسرائيل"، على أن يظل القرار ساري المفعول حتى تصدق منظمة أمنستي انترناشونال وجماعات حقوق الإنسان الأخرى على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تعد تمارس نظام الفصل العنصري.
التعليقات (0)