سياسة دولية

الكشف عن قاعدة سرية بأمريكا تحذر الاحتلال من الصواريخ المتجهة إليه

القاعدة ترصد الصواريخ بواسطة شبكة أقمار صناعية حول الأرض- بي بي سي
القاعدة ترصد الصواريخ بواسطة شبكة أقمار صناعية حول الأرض- بي بي سي
كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن وحدة متخصصة في قوة الفضاء الأمريكية تعرف باسم "الحراس" تعمل على مدار الساعة لرصد أي عملية إطلاق صاروخي في أي مكان على الكرة الأرضية.

وتعمل الوحدة، من داخل غرفة عمليات شديدة التحصين في قاعدة "باكلي" الواقعة في ضواحي مدينة دنفر بولاية كولورادو.

وتعتمد هذه الوحدة على شبكة متقدمة من الأقمار الصناعية العسكرية التي ترسل بيانات حرارية لحظية تتضمن موقع الإطلاق، واتجاه الصاروخ، ونقطة السقوط المتوقعة.

وقالت "بي بي سي" إنها حصلت على إذن نادر بدخول غرفة العمليات الخاصة بالإنذار المبكر وتتبع الصواريخ، حيث رصد خلال الزيارة تدريبا يحاكي إطلاقات صاروخية من اليمن وإيران.

وخلال التمرين، دوى صوت أحد عناصر القوة قائلا: "إطلاق من اليمن"، وسرعان ما رد الفريق بصوت جماعي: "رصد". وبعد لحظات، أعلن عن "إطلاق من إيران"، ليتكرر الرد ذاته.

ورغم أن التمرين كان افتراضيا، إلا أن وقائع مشابهة وقعت فعلا في الأسابيع الأخيرة، عندما أطلقت إيران صواريخ على قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، ردا على ضربات أمريكية وإسرائيلية استهدفت مواقع داخل إيران.

العقيد آن هيوز، من قيادة العمليات في قاعدة باكلي، قالت إن وحدتها كانت في حالة تأهب مرتفع يوم الهجوم الإيراني، وإن التحذير المسبق ساعدهم على تتبع الصواريخ وتزويد بطاريات الدفاع الجوي بالمعلومات الدقيقة، ما ساهم في حماية القاعدة والعناصر الموجودة فيها.

وأضافت أن الوحدة كانت مشغولة خلال السنوات الأخيرة بمراقبة التطورات في كل من الشرق الأوسط وأوروبا، وأنها تشارك في تقديم تحذيرات استراتيجية وتكتيكية لجميع القوات الأمريكية وحلفائها، في إشارة إلى احتمال تقديم تنبيهات لأوكرانيا دون تأكيد رسمي من واشنطن.

اظهار أخبار متعلقة



وتعد قاعدة "باكلي" جزءا محوريا في مشروع الدفاع الفضائي الأمريكي الذي أطلقه الرئيس السابق دونالد ترامب تحت مسمى "القبة الذهبية"، وهو مشروع مستوحى من نظام "القبة الحديدية" التابع للاحتلال، وتبلغ موازنته المعلنة 175 مليار دولار، رغم تقديرات تشير إلى أن التكلفة الفعلية قد تتجاوز ذلك بكثير.

وتضم القاعدة منشآت ضخمة من "الرادومات" التي تشبه كرات الغولف البيضاء، وهي تحوي أطباقا لاقطة تتواصل مع شبكة الأقمار الصناعية العسكرية.

وقد نجحت هذه المصفوفات مؤخرا في التقاط إشارات من نجم متوهج يقع على مسافة 11 ألف سنة ضوئية، ما يظهر مستوى تطورها.

قائد قيادة عمليات الفضاء الأمريكية الفريق ديفيد ميلر اعتبر أن تطوير "القبة الذهبية" بات ضرورة في ظل التهديدات المتصاعدة من دول مثل روسيا والصين، التي طورت صواريخ فرط صوتية يمكن أن تتجاوز سرعة الصوت بأكثر من خمسة أضعاف، واختبرت أنظمة إطلاق تخرج من الغلاف الجوي، ما يجعل تعقبها وصدها أكثر صعوبة.

وقال ميلر إن الرد الأمريكي يجب أن يشمل تطوير قدرات فضائية هجومية ودفاعية، لكنه فضل استخدام مصطلح "القدرات" بدلا من "الأسلحة الفضائية"، مشيرا إلى أن الجيش الأمريكي يعتمد بشكل كامل على البنية الفضائية في الملاحة، والاتصالات، والاستهداف الدقيق.

وأشار إلى أن روسيا أظهرت في الآونة الأخيرة قدرة على وضع رؤوس نووية محتملة في الفضاء، كما اختبرت الصين وروسيا تقنيات للتشويش على الأقمار الصناعية، ما يعكس تحول الفضاء إلى ميدان نزاع فعلي.
التعليقات (0)

خبر عاجل