سياسة دولية

بعد اتهام الإمارات بتجنيد كولومبيين للقتال بالسودان.. بوغوتا تدين الارتزاق وتطالب بحظره

مشاركة المرتزقة الكولومبيين في السودان دليلٌ على تدويل الصراع - أكس
مشاركة المرتزقة الكولومبيين في السودان دليلٌ على تدويل الصراع - أكس
مع تنامي الطلب على المهارات القتالية خارج الجيوش النظامية واتساع رقعة الحروب مؤخرا, أنتعش سوق المرتزقة ، التي شهدت إقبالا غير مسبوق على خدمات الجنود المحترفين المستأجرين امتدادا من أوكرانيا إلى أفريقيا وساحات أخرى، بحسب مراقبين.

ومع ثبوت تورط مقاتلين كولومبيين في حرب السودان, طالب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بشكل عاجل تقديم مشروع قانون يحظر تجنيد المرتزقة ، وذلك بعد أنباء عن مشاركة مرتزقة من بلاده في الحرب والقتال في صفوف قوات الدعم السريع بالسودان.

كولومبيا تهاجم مجندي المرتزقة وتصفهم بـ"أشباح الموت"
بيترو اتهم هؤلاء المرتزقة بالقول :" أرادوا الحرب داخل كولومبيا بشدة لدرجة أنه مع ضعف الحرب في البلاد سعوا إليها خارجها حيث لم يُؤذِنا أحد".

وأشار إلى أنه أمر سفيرة بلاده في مصر بالتحقق من عدد الكولومبيين الذين لقوا حتفهم في السودان لاستعادة جثثهم ، وسط حديث غير مؤكد بأنهم نحو 40 شخصا.

وكانت الحكومة السودانية قد كشفت قبل أيام عن مشاركة مرتزقة من كولومبيا في الحرب والقتال في صفوف الدعم السريع ، في ظاهرة قالت إنها تهدد السلم والأمن بالإقليم والقارة الأفريقية, فيما أكدت الخارجية السودانية امتلاكها الوثائق والمستندات التي تثبت تورط مرتزقة من كولومبيا ومئات الآلاف من المرتزقة من دول الجوار برعاية وتمويل من دولة الإمارات.

اظهار أخبار متعلقة


ولطالما نفت الإمارات أي ضلوع لها في تمويل قوات الدعم السريع، على الرغم من ورود تقارير لخبراء أمميين ودبلوماسيين ومسؤولين أميركيين ومنظمات دولية، تفيد بعكس ذلك.

إقامة ورواتب ضخمة.. إغراءات الإمارات للمرتزقة الكولومبيين
منصة "سودان بلس" الإخبارية, بثت تقريرا أشارت فيه إلى تدفق المرتزقة من أفريقيا وأمريكا الجنوبيّة ليقتّلوا السودانيين في مدنهم وقراهم.


وتناول التقرير ما وصفته بالمعلومات الموثّـقـة والحصـريّـة التي تثبت تورط الإمارات بإرسال المرتزقة دعما لقوات الدعم السريع, كاشفا عن شخصيات نشطت عبر مسارات لإرسال المقاتلين امتدت من "بوصاص والكفرة ونيالا وصولًا إلى الكولومبيين".

وتطرق التقرير لما كشف موقع  " لا سيا باسيا" La Silla Vacía عن مشاركة أكثر من 300 عسكري كولومبي حيث يقود عقيد كولومبي متقاعد عملية تجنيد المرتزقة الكولومبيين في السودان، ويعمل بعضهم في معسكرات تدريب، جنوب مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور تضم من 1000 إلى 3000 سوداني للتدريب، بعضهم أطفال بعمر 10 و11 و12 سنة, واتضح حسب تحقيق للموقع الكولومبي خيوط شبكة والتي تقود جميعها إلى أبو ظبي, عبر التنسيق مع شركة أمنية أمارتيه تحمل اسم " غلوبال سيكورتي سيرفس كروب" تعمل على استدراج عسكريين كولومبيين متقاعدين مقابل إغراءات ورواتب ضخمة بذريعة تكليفهم بحماية منشآت نفطية في أفريقيا قبل أن تنتهي بمجموعة منهم تضم نحو 350 عنصرا للقتال في السودان.


الحرب في السودان تحولت إلى ساحة معركة للقوى الأجنبية
وكان تقرير سابق لصحيفة وول ستريت جورنال قد أشار إلى أن الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع تحولت إلى ساحة معركة للقوى الأجنبية، حيث اجتذبت المقاتلين والأسلحة من أماكن بعيدة مثل أمريكا اللاتينية وأوروبا.

وتضيف الصحيفة, أن العديد من الحكومات الإقليمية تتنافس على تأكيد نفوذها مع تصاعد القتال ، وعلى رأسها الإمارات من جهة ومصر من جهة أخرى ، مع عواقب مدمرة على سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة ، والذين أصبح الكثير منهم يعاني من المجاعة.

اظهار أخبار متعلقة


وبدأت الحرب في السودان في الخامس عشر من نيسان/ أبريل 2023 بين القوات السودانية التي يقودها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي), مخلفة أكبر أزمة إنسانية في أفريقيا بحسب وصف الأمم المتحدة.
التعليقات (0)