سياسة عربية

الشيخ الغرياني يحذر من مخططات تهجير سكان غزة إلى ليبيا.. "عار لن نرضى به"

الحكومة الليبية نفت اجتماعها بمسؤولين من دولة الاحتلال لمناقشة تهجير سكان غزة- إكس
الحكومة الليبية نفت اجتماعها بمسؤولين من دولة الاحتلال لمناقشة تهجير سكان غزة- إكس
حذر مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني مغبة ما تردد عن اجتماع جمع مستشار الأمن القومي لرئيس حكومة الوحدة إبراهيم الدبيبة وصدام حفتر نجل اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مع مستشار ترامب بهدف تهجير سكان غزة إلى ليبيا.

وقال الغرياني في تصريحات متلفزة، إن التقارير الصحافية تحدثت عن أن لقاء في روما تمحور علنا حول "استقرار ليبيا"، غير أن ما تم إخفاؤه بحسب ما وصله، هو أن الولايات المتحدة طلبت من المجتمعين استقبال من سيتم تهجيرهم من قطاع غزة إلى ليبيا.

واعتبر المفتي أنه إن صحت هذه الأنباء فهي أمر مشين وعار على أهل ليبيا أن يقبلوا به.

كما دعا الشيخ الغرياني حكومة الوحدة الوطنية إلى التبرؤ بشكل واضح وصريح من هذا التوجه، مضيفا أن ليبيا التي تعاني من أزمات داخلية معقدة، لا يمكن أن تكون ساحة لتصفية حسابات أو إعادة توطين قسري للفلسطينيين.

وشدد على أن الموقف الوطني والديني يفرض دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه لا تهجيره.

اظهار أخبار متعلقة



والشهر الماضي، كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن لقاء بين مسؤول كبير في الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، مع مسؤولين إسرائيليين لمناقشة اقتراح لإعادة توطين مئات الآلاف من الفلسطينيين المهجرين من غزة.

ونقل الموقع عن مسؤولين ليبيين وعرب وأوروبيين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسة القضية قولهم، إن "مستشار الأمن القومي إبراهيم دبيبة، وهو أحد أقارب رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، يقود المحادثات على الرغم من رفض الفلسطينيين في غزة رفضا قاطعا خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مستقبل القطاع بعد الحرب".

كما قال مصدر ليبي إن "محادثات عملية" جرت بالفعل لكن التفاصيل غامضة، مبينا أنه "لم يتم الحديث عن الآليات والتنفيذ".

وذكر مصدر ليبي آخر، أن المناقشات لا تزال جارية وأن الولايات المتحدة حاولت استرضاء بعض القادة الليبيين، عبر استعدادها لمنح دعم اقتصادي أو مزايا أخرى مقابل استقبال البلاد للفلسطينيين.

وأشار إلى أن إبراهيم الدبيبة تلقى بالفعل ضمانات بأن وزارة الخزانة الأمريكية ستفرج عن نحو 30 مليار دولار من أصول الدولة المجمدة.

وذكر مصدر أوروبي للموقع أن الدبيبة وحفتر كانا "يتفاوضان في وقت واحد مع الإسرائيليين" على أمل الحصول على "المزيد من الشرعية من الأمريكيين".

وأضاف أنه إذا فرضت خطة إعادة التوطين بالقوة على ليبيا، فسيجد الفلسطينيون أنفسهم ينتقلون من المقلاة إلى النار، مبينا أن الأمر "سيكون كارثيا على مستويات متعددة".

وتابع، "أولا، بالنسبة للفلسطينيين أنفسهم، الذين كانوا سيخرجون من القطاع أحياء ويهربون من حياة محسنة في غزة، يواجهون الطرد القسري إلى بلد مثل ليبيا الذي يعاني من اضطراب سياسي معقد للغاية مع الحكومات المنقسمة، حيث تحطمت الحرب الأهلية الأنظمة والمجتمع".

وأردف المصدر الأوروبي، أنه "لن يحصل الفلسطينيون على أي رعاية من تلك الحكومات، مما سيدفعهم إلى الكارثة التالية، والتي ستؤدي إلى موجة جديدة من الهجرة باتجاه شواطئ أوروبا. وهذه أيضا فكرة مخيفة، أولا لأن العقود الماضية أثبتت لنا أن العديد منهم لن ينجحوا في الوصول عبر البحر الأبيض المتوسط، مثل العديد من تلك القوارب التي انقلبت. وأولئك الذين سيصلون في نهاية المطاف إلى أوروبا، لا أعتقد أن أوروبا سترحب بمليون عربي آخر يصلون إلى شواطئها، مثل السوريين الذين قاموا برحلات مماثلة قبل بضع سنوات فقط".

كما حذر مسؤول عربي، والذي كان على علم وثيق بالمحادثات الأخيرة، من أن التواطؤ في خطة التطهير العرقي الإسرائيلية قد يثير غضبا واسع النطاق في جميع أنحاء ليبيا، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيحدث "صدمة للشعب الليبي".
التعليقات (0)

خبر عاجل