كيف يُربك هجوم الاحتلال على قطر الوساطة ويهدد علاقاتها الخليجية والأمريكية؟

نشر موقع "زمان إسرائيل" العبري، مقالا، للباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، وخبير بشؤون دول الخليج والقضايا الاستراتيجية، يوئيل غوزانسكي، جاء فيه أنّ: "الاسرائيليون ما زال يبحثون تبعات العدوان على قطر، بهدف مهاجمة القيادة العليا لحركة حماس، التي تستضيفها الدوحة".

وأضاف المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "تأثير هذا الهجوم لا يقتصر على مفاوضات إطلاق سراح الأسرى، وعلى مكانة حماس، وقدرتها على مواصلة العمل بنفس الطريقة فحسب، بل يمتد إلى قطر أيضا، على مكانتها وقدرتها على العمل بنفس الطريقة في المستقبل".

وتابع غوزانسكي، الذي عمل سابقا بمكتب رئيس الوزراء، وأستاذا زائرًا بجامعة ستانفورد، بأنّ: "قطر تُعدّ الطرف الخارجي الأقرب صلةً بحماس، ورغم كونها إشكاليةً بالنسبة لدولة الاحتلال، لكن لم يكن هناك خيار سوى إشراكها كوسيط في مفاوضات إطلاق سراح الأسرى".

وأضاف: "مع ذلك فإن هذه العلاقة ستنتهي، وستنسحب من المفاوضات على المدى القريب، ما يُلحق ضررًا بالغًا بقطر ومكانتها، وفوق كل ذلك قدرتها على العمل كـ"وسيط خارق" في المنطقة، وبالتالي تحقيق مكاسب عديدة، لاسيما من الولايات المتحدة".

وأورد: "من المحتمل أن تحظى مصر الآن بثقل أكبر في المفاوضات، لكن ليس من المؤكد أنها ستتمتع بنفس نفوذ قطر على حماس، ومن المرجّح أن نرى معظم الدول العربية تتّحد في إدانة الاحتلال، ودعم قطر التي انتُهكت سيادتها".

إلى ذلك، رجّح غوزانسكي، بأنّ: "تكون الولايات المتحدة على دراية بالهجوم قبل تنفيذه بوقت طويل، ولو لمجرد سيطرتها العسكرية على الأراضي القطرية، وما كان الاحتلال ليتصرف لولا موافقتها، رغم نفيها ذلك نظرًا لرغبتها في النأي بنفسها قدر الإمكان عن الهجوم، نظرًا لعلاقاتهم الوثيقة مع قطر".

"لكن هذا التدخل الأمريكي في هذا الحدث يعدّ مهمًا للاحتلال، لأنه سيسمح له بتخفيف بعض الآثار السلبية للعملية في المجالين السياسي والإعلامي، وهما مجالان تنشط فيهما قطر، وتتمتع فيهما بنفوذ كبير" وفقا للمقال نفسه.

وأوضح أنّ: "الولايات المتحدة لديها نفوذ كبير على قطر، لكن العكس صحيح أيضًا، فقد أصبحت الأخيرة شريكًا وثيقًا للأولى في المنطقة وخارجها، في السنوات الأخيرة، إذا ثارت شكوك في الدوحة بشأن تنسيق مسبق بين تل أبيب وواشنطن بشأن الهجوم".

واسترسل بالقول: "فستكون هناك عواقب وخيمة على علاقاتها بالأخيرة، وهو ما يسعى الأمريكيون لتجنّبه، فصورتهم كمن "باع" شريكًا عربيًا ستضرّ بعلاقاتهم مع دول المنطقة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ: "هجوم الاحتلال على قطر بشكل عام، يضرّ بشكل غير مباشر بعلاقاته مع دول الخليج الأخرى".

اظهار أخبار متعلقة

وأضاف: "رغم أن بعضها منافس لقطر، إلا أنها تُبدي الآن تضامنها معها، وتُدين الاحتلال، وقد تتخذ إجراءات ضده، على سبيل المثال في المحافل الدولية، في وقتٍ تتعرّض فيه علاقاتها معه لضغوطٍ كبيرةٍ بسبب حرب غزة".

وأكد أن "الهجوم يُعدّ حدثًا مفصليًا في تاريخ قطر، إذ يُلحق الضرر بصورتها كمركزٍ تجاريٍّ ودبلوماسيٍّ دوليٍّ، وهي الصورة التي بنتها لسنوات، وستسعى للعودة إلى دور الوسيط، الذي تستمد منه نفوذها الإقليمي والدولي، لكن علاقاتها مع الولايات المتحدة، شريكتها، قد تتضرر من احتمال تورطها في الهجوم، وسواءً نجحت العملية أم لا، سيواجه الاحتلال الآن حملةً دبلوماسيةً وإعلاميةً قطريةً مكثفةً، ستنضم إليها دولٌ عربية التي يصل قادتها إليها للتضامن معها".

وختم بالقول: "لا يخفي الاسرائيليون قناعتهم أن الهجوم على قطر يُفاقم القلق والاستياء المتراكم لدى دول الخليج، التي تخشى الآن، من تغيير في نهج الاحتلال تجاهها، من دولة تسعى للتطبيع والتعايش إلى دولة تطمح للهيمنة الإقليمية، وهذه تحديات ستشكل عقبة في طريق التطبيع".