مقابلات

حماس لـ"عربي21": لم تصلنا معلومات استخباراتية قبل العدوان على قطر

أكد القيادي في حماس محمد نزال أنه من السابق لأوانه اتخاذ موقف بشأن التفاوض- موقع الحركة
أكد القيادي في حماس محمد نزال أنه من السابق لأوانه اتخاذ موقف بشأن التفاوض- موقع الحركة
نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزّال، صحة جميع الروايات التي جرى تداولها في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول ورود معلومات استخباراتية للحركة قبيل شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما جويا على قيادة الحركة في العاصمة القطرية الدوحة.

وقال نزّال خلال مقابلة خاصة مع "عربي21": "الأحاديث التي تحدثت عن ورود معلومات استخباراتية للحركة بشأن عملية الاستهداف قبل وقوعها، ليست صحيحة على الإطلاق، ولو كانت هناك معلومات فعلية لتم إخلاء منزل القيادي خليل الحيّة من أسرته، والأمر نفسه بالنسبة للإداريين والمرافقين".

وزعمت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية أن مصر وتركيا أبلغتا قيادات بارزة في حركة حماس، بوجود تحذيرات جدية من عمليات اغتيال محتملة يخطط لها الاحتلال قبيل العدوان الإسرائيلي على قطر.

في المقابل، كشف نزّال عن "وجود تحذيرات استخباراتية عامة وصلتنا من جهات صديقة (لم يسمّها) تشير إلى نوايا الاحتلال في استهداف قيادات حركة حماس في الخارج، وأن الاحتلال لن يلتزم بقواعد الاشتباك السابقة، وأنه لم تعد هناك حصانة لأحد أو لمكان مُحدّد، بما في ذلك تركيا وقطر، إلى جانب التهديدات العلنية الصادرة عن قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين والأمنيين".

اظهار أخبار متعلقة


وأوضح أن "حركة حماس تعاملت مع هذه التهديدات العلنية والتحذيرات الاستخباراتية بجدية عالية، واتخذت إجراءات أمنية واحترازية مُشدّدة، ورفعت مستوى الاستعدادات الأمنية في أماكن تواجد قادة الحركة وكوادرها، وقد فشلت العملية الغادرة بفضل الإجراءات الأمنية الاحترازية التي اتخذتها قيادة الحركة".

وبسؤاله عن احتمالية حدوث تغييرات على وجود حماس في قطر خلال المرحلة المقبلة، أجاب: "وجود رئيس المكتب السياسي وبعض أعضائه في قطر ليس جديدا، بل يعود إلى ربع قرن ونيّف، ونحن نقدّر لقطر مواقفها الشجاعة والمتقدّمة في دعم القضية الفلسطينية وشعبها، وفي احتضان قيادات حماس، وإذا قررت الدوحة انتهاء مدة الضيافة للحركة فإننا سنحترم قرارها".

وعن مستقبل المفاوضات، تابع: "من السابق لأوانه اتخاذ موقف نهائي الآن بشأن مسار العملية التفاوضية، وحركة حماس ستدرس الموقف من المفاوضات في أطرها القيادية، وستتشاور مع فصائل المقاومة الفلسطينية ومع الوسيطين، وسيُعلَن عن الموقف النهائي بعد الأخذ بعين الاعتبار مواقف الحلفاء والأصدقاء"، مردفا: "واهم نتنياهو إذا اعتقد أن الضغوط السياسية والعسكرية والأمنية التي يمارسها على قيادات حماس ستدفعها إلى تغيير بوصلتها أو نهجها".

وتاليا نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":

ما أبعاد وملابسات عملية استهداف وفد حركة حماس المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة؟
لقد فشلت عملية استهداف وفد حركة حماس المفاوض فشلا ذريعا؛ إذ نجا الإخوة القادة المُستهدفون جميعهم، وأبلغ تعبير عمّا حدث هو قول الله تبارك وتعالى: "ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا". والمفارقة أن الوفد كان مجتمعا لمناقشة المبادرة الأمريكية لوقف حرب الإبادة الجماعية بناءً على الحوار الذي جرى مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي كان قد اجتمع بالوفد المفاوض قبلها بيوم واحد.

أصابت الصواريخ التي تم إطلاقها خمسةً من الإخوة الإداريين والمرافقين، بينهم همّام نجل الأخ المجاهد خليل الحيّة، إضافة إلى رجل الأمن القطري بدر الحميدي الدوسري، وقد أدّى ذلك إلى استشهادهم جميعا على الفور. كما أصابت شظايا الصواريخ الأخت أم أسامة، زوجة الأخ خليل الحيّة، وزوجة الشهيد همّام الحيّة، وحفيد الحيّة عبد الرحمن، نجل الشهيد أسامة، ولكن الإصابات كانت طفيفة ولله الحمد.

في حين جاءت نجاة الوفد المفاوض بلطف الله ورعايته، وبسبب الإجراءات الأمنية الوقائية التي تم اتخاذها من قِبل الحركة، والتي حالت دون استهداف الوفد، وهو ما يثبت أن القوة المطلقة التي يتفاخر بها الاحتلال ليست قدرا لا يُردّ.

هناك تقارير صحفية زعمت أن مصر وتركيا وجّهتا تحذيرا لحماس قبل ضرب الدوحة.. ما مدى صحة ذلك؟

جميع الروايات التي تم تداولها في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عن ورود معلومات استخباراتية لحركة حماس بشأن عملية الاستهداف قبل وقوعها، ليست صحيحة على الإطلاق، ولو كانت هناك معلومات وردت إلينا بالفعل، لتم إخلاء منزل الأخ خليل الحيّة من أسرته، والأمر نفسه بالنسبة للإداريين والمرافقين.

اظهار أخبار متعلقة



بينما كانت هناك تحذيرات استخباراتية عامة وصلتنا من جهات صديقة، تشير إلى نوايا الاحتلال في استهداف قيادات حركة حماس في الخارج، وأن الاحتلال لن يلتزم بقواعد "الاشتباك" السابقة، وأنه لم تعد هناك حصانة لأحد ولا لمكان محدّد، بما في ذلك تركيا وقطر.

يضاف إلى ذلك التهديدات العلنية الصادرة عن قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين والأمنيين.

لقد تعاملت حركة حماس مع هذه التهديدات العلنية والتحذيرات الاستخباراتية بجدية عالية، واتخذت إجراءات أمنية واحترازية مشدّدة، وكان من الطبيعي أن نقوم برفع مستوى الاستعدادات الأمنية في أماكن تواجد قادة الحركة وكوادرها، واعتبرنا أنفسنا في معركة عسكرية وأمنية وسياسية وإعلامية ودولية ضد الكيان الغاصب المدعوم أمريكيا.

كيف تنظرون إلى تداعيات عملية الاغتيال الفاشلة التي استهدفت وفد حركة حماس في الدوحة؟

النجاحات التي حقّقها نتنياهو في عمليات الاستهداف بالخارج، خلال معركة "طوفان الأقصى"، سواء في إيران أو سوريا أو لبنان أو اليمن، أشعرته بالنشوة وجعلته يتوهّم أنه قادر على الوصول إلى أي مكان واستهداف أي قائد أو مسؤول يريده، لكن هذه العملية الفاشلة ستكون لها ارتدادات سلبية عليه، سواء داخليا أو خارجيا، ويمكن القول هنا إن "السحر انقلب على الساحر"؛ إذ كان نتنياهو يستعد لإعلان "النصر المطلق" فإذا به يتجرّع مرارة الفشل الذريع. لقد أراد نتنياهو أن يمكر بنا، فتحولت هذه العملية التي أراد أن يحتفي بها إلى كابوس يقض مضجعه.

كيف تقيمون ردود الفعل المختلفة إزاء العدوان الإسرائيلي على الدوحة والمحاولة الفاشلة لاغتيال قادة حركة حماس؟ وما المأمول من مخرجات القمة العربية الإسلامية الطارئة التي ستحتضنها الدوحة؟

في المجمل، كانت ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية جيدة؛ فقد جاءت الإدانات صريحة وواضحة وقوية، باستثناء الموقف الأمريكي الملتبس والمتناقض. لكن هذه المواقف تحتاج إلى الانتقال من مستوى الإدانة إلى خطوات عملية تحاصر الكيان الصهيوني وتعزله وتردعه.

ونحن نأمل أن يخرج الاجتماع المشترك للمنظومتين العربية والإسلامية في الدوحة، يومي الأحد والإثنين المقبلين، بخطوات جريئة تتجاوز "الإدانة بأشد العبارات" إلى قرارات رادعة للاحتلال.

لقد استمعنا أيضا إلى خطابات قوية ومتقدّمة في جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت لمناقشة العدوان على قطر، لكن للأسف "تمخّض الجبل فولد فأرا"؛ إذ صدر عن المجلس بيان صحفي فقط، وهو لا يقدّم ولا يؤخّر، بل إنه أقل قوة سياسيا من "البيان الرئاسي"، على الرغم من أن كليهما غير ملزم قانونيا، وكان الأصل أن يصدر قرار تحت الفصل السابع يفرض عقوبات على المعتدي أو يجيز استخدام القوة ضدّه.

وماذا عن موقف السلطة الفلسطينية مما جرى؟

الموقف كان مؤسفا للغاية؛ إذ اكتفت السلطة الفلسطينية بإدانة العدوان على قطر، لكنها لم تُدن عملية استهداف قادة حركة حماس، ولم تنع الشهداء الذين ارتقوا جرّاء هذه العملية الغاشمة والآثمة. وبذلك تؤكد السلطة مُجددا أنها لم ترتقِ إلى مستوى المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني العظيم.

البعض يتساءل: لماذا لم يُلقِ رئيس حركة حماس في غزة ورئيس الوفد المفاوض خليل الحيّة بيان الحركة الأخير وتولّى القيادي فوزي برهوم ذلك بدلا منه؟ وما صحة المزاعم حول إصابته؟
الأخ المجاهد خليل الحيّة حيّ يُرزق، وقد صلّى بترتيبات أمنية خاصة صلاة الجنازة على نجله وبقية الشهداء، وهناك "إدلاء صحفي" غير دوري تعقده الحركة كلّما دعت الحاجة، ويُسند عادة إلى أحد المتحدثين باسمها، وبالتالي لا غرابة في أن يلقيه أحد المتحدثين، وليس الأخ خليل الحيّة أو أحد قيادات الصف الأول.

اظهار أخبار متعلقة



ترامب قال إن الهجوم على دولة قطر كان قرارا اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن مثل هذا الأمر لن يتكرر على أرض قطر مجددا.. لكن هل تعتقدون أن مثل هذا الهجوم قد يتكرر في الدوحة مرة أخرى؟
نحن لا نثق بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ إذ أنه أكد أنه أبلغ قطر مسبقا بالعملية، لكن تبين أن الرسالة وصلت متزامنة مع تنفيذها، ما يشير إلى أن الإدارة الأمريكية كانت على علم وربما متواطئة في هذه العملية الإجرامية. كما أن القواعد الأمريكية في المنطقة قادرة على رصد الطائرات حتى لو لم ترصدها الرادارات القطرية، ومع ذلك لم تُبلّغ قطر. لذلك نعتبر هذه التصريحات تضليلا ومحاولة لامتصاص الصدمة بعد فشل العملية، كما أننا لا نستبعد من كيان مارق ومتمرد وإجرامي أن يقدم على أي فعل.

ومن المؤسف أن إدارة ترامب تطرح مبادرة سياسية تفاوضية، وفي الوقت نفسه تعطي الضوء الأخضر لنتنياهو لانتهاك سيادة دولة صديقة للولايات المتحدة تقوم بمهمة نبيلة تتمثل في التفاوض لوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

هل سيطرأ تغيير على وجود حركة حماس في قطر في أعقاب عملية الاغتيال الفاشلة ولا سيما في ظل مطالبة نتنياهو بطرد القيادات من الدوحة؟
وجود رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وبعض أعضائه في قطر ليس جديدا، بل يعود إلى ربع قرن ونيّف، ولم يبدأ مع معركة "طوفان الأقصى"، وخلال هذه الفترة الطويلة لم يطالب قادة الكيان الصهيوني، بمن فيهم نتنياهو، بما يطالب به الآن، بل إن العامين الأخيرين، اللذين شهدا معركة الطوفان، زار الدوحة خلالهما عشرات الوفود الأمنية من الكيان، التي التقت المسؤولين القطريين وانخرطت في عملية المفاوضات غير المباشرة مع حماس، ولم يُعترض حينها على وجود الحركة، فلماذا الآن؟ وما الجديد الذي طرأ؟

الجديد أن نتنياهو، بعد أن عجز عن تحقيق ما أسماه "النصر المطلق" على حركة حماس، أراد أن يمارس ضغوطاته على قطر لكي تضغط بدورها على الحركة للانصياع لشروطه، وهو ما ترفضه قطر، لأنه يفقدها حياديتها كوسيط معني بعدم الانحياز إلى أي من الطرفين.

واهم نتنياهو إذا اعتقد أن الضغوط السياسية والعسكرية والأمنية التي يمارسها على قيادات حماس ستدفعها إلى تغيير بوصلتها أو نهجها. نحن نقدّر لقطر مواقفها الشجاعة والمتقدّمة في دعم القضية الفلسطينية وشعبها، وفي احتضان قيادات حركة حماس، وإذا قررت قطر انتهاء مدة الضيافة للحركة، فإننا سنحترم قرارها.

كيف ستنعكس محاولة اغتيال قادة حماس على مسار التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي؟
من السابق لأوانه اتخاذ موقف نهائي بشأن مسار العملية التفاوضية، في ضوء هذه العملية الآثمة التي انتهكت سيادة الدولة الوسيطة الراعية للمفاوضات، والتي كان لها دورها الإيجابي، وهو ما دفع قطر لتعليق وساطتها، وهذا حقها الطبيعي، بسبب شعورها بالغدر والخيانة. حركة حماس ستدرس الموقف من العملية التفاوضية في أطرها القيادية، وستتشاور مع فصائل المقاومة الفلسطينية ومع الوسيطين، وسيُعلَن عن الموقف النهائي بعد الأخذ بعين الاعتبار مواقف الحلفاء والأصدقاء.

نحن مع أي اتفاق يفضي إلى وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين، سواء على دفعات أو دفعة واحدة، والشروع مباشرة في إدخال الغذاء والدواء والماء والوقود، والبدء في عملية تفاوضية للاتفاق على مجمل القضايا.

لكن نتنياهو لا زال يماطل ويناور ويكذب، لأنه لا يريد وقف الحرب، ولذلك يعمل على تعطيل الوصول إلى أي اتفاق. ما يريده الآن هو التخلّص من عبء الأسرى، ثم مواصلة حرب الإبادة على غزة. إن نتنياهو يرى أن وقف الحرب يعني بدء نهاية حياته السياسية، وما يجعله متعنّتا في موقفه هو الدعم المطلق الذي يتلقاه من الإدارة الأمريكية، إضافة إلى الموقف العربي البائس.

ما أوجه الشبه بين محاولة اغتيال خالد مشعل في عمّان عام 1997 والمحاولة الفاشلة في الدوحة عام 2025؟
هناك نقاط تشابه بين محاولة اغتيال الأخ خالد مشعل في عمّان عام 1997، وعملية الدوحة عام 2025، حيث وقعت المحاولتان في الشهر نفسه، إذ جرت الأولى في 25 أيلول/ سبتمبر، والثانية في 9 أيلول/ سبتمبر، كما أنهما وقعتا في دولتين من من الدول المصنّفة بالاعتدال، ولهما علاقات مميزة ووثيقة بالولايات المتحدة الأمريكية؛ فقد ارتبطت الأردن بمعاهدة سلام مع الكيان الصهيوني (وادي عربة) التي كان قد مضى عليها ثلاثة أعوام عندما جرت محاولة اغتيال الأخ أبو الوليد، أما قطر فهي ترعى عملية تفاوض غير مباشر بين الكيان الصهيوني وحركة حماس.

كلتا المحاولتين تمّتا بطريقة غادرة ومن دون معرفة مسبقة للدولتين، اللتين استُبيحت وانتهكت سيادتهما، وقد فشلتا فشلا ذريعا، وتم إفشالهما بإجراءات أمنية ذاتية من حركة حماس نفسها.

أما الاختلاف فيكمن في أن الإدارة الأمريكية لم تكن على علم مسبق بعملية عمّان، في حين كانت على علم بعملية الدوحة، كما أن عملية عمّان كان المخطط لها أن تجري بسرّية دون اعتراف رسمي من الاحتلال بمسؤوليته عنها، بينما عملية الدوحة أعلن الاحتلال مسؤوليته عنها فور وقوعها.

هناك أحاديث متكررة حول ضرورة نزع سلاح حماس، خاصة في ظل قيام مصر بتدريب آلاف الشرطيين الفلسطينيين بالتنسيق مع الأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية لسد الفراغ في غزة. فما موقفكم الأخير من مطالبات نزع السلاح؟ ولماذا ترفضون بشكل قاطع أي مقترح لنزع سلاح المقاومة مقابل إنهاء الحرب؟

نزع السلاح مرفوض من قِبل حركة حماس وقوى المقاومة الفلسطينية، ونزعه مرتبط بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. نزع السلاح من المقاومة يهدف إلى تجريدها من أي وسيلة للدفاع عن شعبها وأرضها.

مَن يدعوننا إلى نزع السلاح بحجة أنه سلاح خفيف أو بدائي، وأنه لا يستحق استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة بحكم تذرّع نتنياهو به، يجهلون أو يتجاهلون أن هذا السلاح هو الذي يكبّد العدو خسائر باهظة في الأرواح والمعدات، وآخرها عملية جباليا البطولية التي جندل فيها المجاهدون أربعةً من جنود الاحتلال على الأقل.

كما أن العملية البطولية التي نفّذها الشابان البطلان عند مفرق مستوطنة (راموت) بالقدس المُحتلة، والتي أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى من المستوطنين الصهاينة، تمّت بسلاح بدائي اسمه "كارل جوستاف". نحن نطمح لأن يكون سلاح المقاومة متطوّرا، لكن عدم وجود هذا السلاح المتطوّر لا يعني إلقاء السلاح المتوافر لدى المقاومة، وما تزال المقاومة تقاتل وتصمد وتملك زمام المبادرة.

ما احتمالية إرسال قوات عربية وإسلامية إلى داخل قطاع غزة في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب؟ وهل طُرح عليكم ذلك بشكل رسمي؟
نحن نسمع عن مسألة دخول قوات عربية وإسلامية من وسائل الإعلام، ولم تطرح علينا من أي طرف، كما لم ترد في أي مبادرة مطروحة، وبالتّالي نحن لسنا معنيين بالتعليق على أفكار تُطرح في وسائل الإعلام. الأصل أن أي فكرة تُعرض علينا تكون على طاولة المفاوضات، ونعرف تفاصيلها وبنودها، عندها سيتم دراستها والرد عليها.

هل يمكن أن تنطلق لجنة الإسناد المجتمعي قريبا خلال المرحلة المقبلة؟
حماس هي صاحبة الاقتراح أصلا بتشكيل لجنة وطنية لإدارة شؤون قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وقد طوّرت السلطات المصرية هذا الاقتراح وطرحت مبادرة على الفصائل الفلسطينية، فقبلتها جميعها باستثناء حركة فتح. وقدّمت الفصائل الفلسطينية أربعين اسما من الشخصيات المستقلة والمهنيّة ليُختار منها خمس عشرة شخصية من طرف السلطات المصرية. وحتى الآن لم تنطلق هذه اللجنة، لأن الأمر في المحصّلة يحتاج إلى وقف الحرب وتضمين اللجنة في أي اتفاق يتم الوصول إليه والموافقة عليه من الأطراف ذات العلاقة.
التعليقات (0)

خبر عاجل