انطلق الجنرال غادي
آيزنكوت في حملة سياسية مستقلة مع حزبه المعلن حديثاً المسمى "مباشر"، وذلك في محاولة لإسقاط رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين
نتنياهو في
الانتخابات القادمة، والتي يتوقع أن يتم تبكيرها.
وتسمح له التحالفات الجديدة بالانضمام لأحزاب أخرى، مع الحفاظ على استقلاليته، ومع وجود شخصيات يمينية رسمية في القائمة التأسيسية. ويستهدف آيزنكوت أيضًا الليكوديين المُحبطين من بنيامين نتنياهو، وقد منحته استطلاعات الرأي حتى الآن قوة كبيرة، وسط تساؤلات عن مدى جدوى شراكته المحتملة مع رئيس الحكومة الأسبق، نفتالي بينيت لتشكيل كتلة رابحة في انتخابات 2026.
شالوم يروشالمي محلل الشئون الحزبية في موقع "
زمان إسرائيل"، كشف أن "آيزنكوت، قائد الجيش الأسبق، شرع في مسار سياسي مستقل، عبر تسجيله حزبه الجديد، الذي سيُطلق عليه اسم "يشار"، ويعني بالعربية "مباشر"، مستلهما فكرته من أحد المحتجزين لدى حماس، صاحب عبارة "هذا ليس يمينًا، هذا ليس يسارًا، بل مباشر"، وأصبحت شعار النضال لتحريرهم".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "آيزنكوت يركّز على مواقفه السياسية بزعم أنه يسعى لقيادة الدولة في مواجهة الفساد المستشري في كل مكان، وشعاره هو اللونين الأزرق والأبيض، وهو يُنشئه ليس للترشح منفردًا، بل من أجل بناء علاقات حقيقية مع أحزاب أخرى، حتى لو كانت استطلاعات الرأي تُرشّحه في الوقت الحالي، وقد توصل لهذا الاستنتاج بعد مغامرته الفاشلة مع حزب بيني غانتس، حيث دخل معسكر الدولة دون حزبه، وبالتالي لم يستطع فرض قواعده، وفي النهاية، اضطر لتركه، والتخلي عن مقعده في الكنيست".
وأشار إلى أن "آيزنكوت يبدأ الآن من جديد، مع ظهور المرشح الفوري والمتاح للتحالف المشترك معه وهو نفتالي بينيت مع حزبه "بينيت 2026"، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أنه لو أُجريت الانتخابات خلال هذا الأسبوع، فسيكون الأخير مرشحًا لرئاسة الوزراء، وآيزنكوت مرشحه لمنصب وزير الحرب، وهو مُقتنع بهذا الترتيب، لكن التحالف الرسمي لن يُعقد الآن، حيث ستُحدد استطلاعات الرأي قبل الانتخابات القادمة هيكلية أحزاب المعارضة".
وأوضح أن "أحد أهداف آيزنكوت وأصدقائه هو إبعاد الأحزاب التي قد لا تتجاوز نسبة الحسم عن مسار الانتخابات، مما يعرض فرص فوز كتلة المعارضة بأكملها للخطر، لأن هدفه الرئيسي هو استبدال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يرى فيه خطرًا حقيقيًا على أمن الدولة، لاسيما وأن علاقتهما معقدة".
وشرح قائلا إن "آيزنكوت عارض بشدة إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، الذي قاده نتنياهو، بعد إقناع الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب منه، وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، في أيامه الأولى في مجلس الوزراء الحربي، أجبر نتنياهو على تضمين إعادة الرهائن كأحد أهداف الحرب، لكنه اكتشف لاحقًا أنه كان يخرب المفاوضات من أجل إعادة المختطفين".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف أنه "بعد سقوط ابنه في الحرب على غزة، ازدادت قناعة آيزنكوت بأن نتنياهو يُشكل خطرًا على الدولة، وأن شراكته مع غانتس لن تُسقطه، فانفصل عنه، والآن، يُغازله الجميع: بينيت، وأفيغدور ليبرمان، ويائير لابيد، ويائير غولان، لكنه سينضم لمن لديه أكبر فرصة لإسقاط نتنياهو، وكما ذُكر، لن ينضم وشريكه ماتان كاهانا كمسافرين عابرين، بل كحزب مستقل سيحصل على تمثيل قائم على قوته في استطلاعات الرأي، مثل حزب يمين الدولة بزعامة غدعون ساعر، الذي انضم إلى غانتس مقابل أربعة مقاعد في مقاعد حقيقية".
وأشار إلى أن "هذا الحزب المستقل سيسمح لآيزنكوت بحرية التصرف بعد الانتخابات، وعلى عكس الباحثين عن السلطة والشرف والمال، أو المشبوهين أو المجانين في الساحة السياسية اليوم، فقد سجّل حزبه الجديد مع أشخاص بعيدين عن هذه الجوقة، ومن بين مؤسسيه: الجنرال تال روسو، والبروفيسور مانويل تراختنبرغ، اللذان شغلا منصبي عضوي كنيست لفترة قصيرة عن حزب العمل؛ ورئيس ديوان نتنياهو السابق، يوآف هورويتز، الذي اكتشف هوية من يتعامل معه، فاستقال، وانضم للمظاهرات؛ وماتان كاهانا".
ورغم ما ينتظر آيزنكوت من فرص قوية بالفوز في الانتخابات القادمة، لكن السؤال الأهم هو هل سيوافق هو وبينيت، إذا ترشحا معًا، على الاعتماد على حزب من فلسطينيي 48 مثل "قائمة عربية موحدة" لبناء أغلبية ائتلافية، وإسقاط حكومة نتنياهو، خاصة وأن التقديرات تشير إلى أنهما لن يوافقا على مثل هذا الوضع، مما سيزيد من احتمالية الوصول لطريق مسدود في انتخابات 2026، والمستفيد الوحيد من ذلك هو نتنياهو، الذي قد يبقى رئيسًا للوزراء حتى تشكيل حكومة أخرى.