سياسة عربية

ما الذي دفع نتنياهو للتراجع عن حضور قمة شرم الشيخ؟

القمة تركز على تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة  - الأناضول
القمة تركز على تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة - الأناضول
تراجع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن المشاركة في "قمة شرم الشيخ للسلام"، التي تستضيفها مصر الاثنين، رغم تأكيدات رسمية سابقة من القاهرة وتل أبيب بمشاركته إلى جانب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعدد من القادة الدوليين.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن مكتب رئيس الوزراء أبلغ الجانب المصري بعدم قدرة نتنياهو على السفر إلى شرم الشيخ، بعد أن كانت الاستعدادات جارية لاستقباله ضمن الوفود المشاركة في القمة التي تبحث سبل تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وكان مكتب بنيامين نتنياهو، قد أعلن الاثنين، أن الأخير لن يشارك في "قمة شرم الشيخ للسلام" بحجة "عيد العُرش" اليهودي، مؤكدا في بيان أن نتنياهو "تلقى دعوة من الرئيس الأمريكي (دونالد) ترامب للمشاركة في مؤتمر يُعقد اليوم في مصر".

اظهار أخبار متعلقة


وأشار إلى أن نتنياهو شكر ترامب على دعوته "لكنه أوضح أنه لن يتمكن من المشاركة بسبب اقتراب العيد "العُرش".

السر وراء عدم الحضور
وذكرت تقارير إسرائيلية، من بينها صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن القرار المفاجئ جاء بعد جدل داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية ومعارضة من بعض الدول المشاركة في القمة وعلى رأسها تركيا، الأمر الذي دفع تل أبيب إلى إبلاغ القاهرة بعدم الحضور.

في المقابل، أعلنت الرئاسة المصرية أن غياب نتنياهو يعود إلى "الاحتفال بالأعياد الدينية اليهودية"، مشيرة إلى أن مشاركته كانت مقررة بعد مشاورات جرت بين رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، أثناء زيارة الأخير لإسرائيل بحضور نتنياهو.

افاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس الاثنين بأن تركيا بدعم من العراق، مارست ضغوطا لمنع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من المشاركة في قمة شرم الشيخ حول غزة.

وقال المصدر "بمبادرة من إردوغان وبفضل الجهود الدبلوماسية لتركيا ودعم قادة آخرين، لن يحضر نتانياهو الاجتماع في مصر"، وبعدما أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي أنه سيحضر القمة، عاد وألغى هذا الأمر بحجة تزامنه مع الأعياد اليهودية.

العراق وطائرة أردوغان
بدوره، أعلن العراق رفضه لمشاركة نتنياهو في القمة، وفق ما افاد علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.

وقال المسؤول لفرانس برس إن "الوفد العراقي ابلغ الجانب المصري بعدم استعداده للمشاركة في القمة الاقليمية إذا حضر نتنياهو".

واضاف أن "الجانب المصري أبلغ نتنياهو بعدها بأنه لا يمكن استقباله، ما ادى الى إلغاء مشاركته".

وكانت طائرة الرئيس التركي تستعد للهبوط في مدينة شرم الشيخ المصرية حين أعلن نتنياهو مشاركته التي لم تكن مقررة سابقا.

وذكر مراسل لصحيفة حرييت كان في طائرة إردوغان أن الطائرة حلقت لوقت إضافي فوق البحر الاحمر في انتظار تأكيد المشاركين أن نتنياهو لن يحضر.

الأسباب المعلنةوأوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان رسمي أن نتنياهو تلقى دعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمشاركة في القمة التي تعقد في شرم الشيخ، لكنه "لن يتمكن من الحضور نظرًا لتزامنها مع عيد العُرش اليهودي"، الذي بدأ في السادس من أكتوبر/تشرين الأول ويستمر أسبوعًا.

وأضاف البيان أن نتنياهو "شكر الرئيس ترامب على دعوته وعلى جهوده لتعزيز السلام في المنطقة"، لكنه فضّل البقاء في إسرائيل للمشاركة في طقوس العيد، وهو أحد أهم المناسبات الدينية اليهودية المرتبطة بذكرى إقامة اليهود في الصحراء تحت المظلات والخيام.

غير أن تقارير إسرائيلية أخرى ربطت القرار بعوامل سياسية، مشيرة إلى أن بعض الدول المشاركة، بينها دول عربية، أبدت تحفظًا على حضور نتنياهو بسبب الانتقادات الواسعة التي تواجهها حكومته بعد حرب غزة الأخيرة، كما أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن اتصالات سابقة بين السيسي ونتنياهو تمت بحضور ترامب داخل مبنى الكنيست، وتم خلالها الاتفاق مبدئيًا على المشاركة قبل أن يتم التراجع عنها في اللحظة الأخيرة.

اظهار أخبار متعلقة


تعقد قمة شرم الشيخ للسلام الاثنين في شرم الشيخ بمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة، من بينهم يتقدمهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ورئيس وزراء بريطانيا والرئيس الفرنسي إلى جانب الرئيس التركي

وتركز القمة على تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد اتفاق تم التوصل إليه برعاية أمريكية ومصرية وقطرية وتركية، دخل حيز التنفيذ الجمعة الماضي، وبموجب الاتفاق، أفرجت حركة حماس عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء في غزة وعددهم عشرون، بينما بدأت إسرائيل الإفراج عن نحو ألفي أسير فلسطيني، من بينهم محكومون بالسجن المؤبد.

ويعد مؤتمر شرم الشيخ أول قمة دولية بهذا المستوى تعقد بعد وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، ويأمل المنظمون أن تفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من التهدئة، وتثبيت ترتيبات ما بعد الحرب بمشاركة الأطراف الإقليمية الفاعلة.
التعليقات (0)