من كمبالا إلى نيويورك.. جذور عائلة ممداني بين الأكاديميا والسينما

في مشهد عائلي لافت، ألقى عمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني خطاب فوزه مساء الثلاثاء أمام أنصاره، وإلى جانبه والداه: الأكاديمي البارز محمود ممداني والمخرجة العالمية ميرا ناير، اللذان يعدان من أبرز الشخصيات الثقافية والفكرية في العالم الناطق بالإنجليزية.

ولد زهران كوامي ممداني في 18 أكتوبر/تشرين الأول 1991 في العاصمة الأوغندية كمبالا، قبل أن تنتقل عائلته إلى كيب تاون في جنوب أفريقيا حين كان في الخامسة من عمره، ومنها إلى نيويورك بعد عامين، حيث نشأ وتلقى تعليمه.

عرض هذا المنشور على Instagram

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏

ينتمي والده محمود ممداني (79 عاما) إلى جيل المفكرين الأفارقة الذين ربطوا بين السياسة والاستعمار والديمقراطية في القارة السمراء. ولد في مدينة مومباي الهندية ونشأ في أوغندا، وهو أستاذ العلوم السياسية والأنثروبولوجيا في جامعة كولومبيا الأمريكية، ويواصل الإشراف على أبحاث أكاديمية في جامعات أوغندية. 

ويعد ممداني من أبرز المفكرين في مجالي ما بعد الاستعمار ودراسات الهوية، وله مؤلفات مؤثرة تناولت جذور الصراع العرقي والسياسي في أفريقيا، من أبرزها "المواطن والتابع" و"حين تساءلت هتلر عن الهوتو".

أما والدته، ميرا ناير (68 عاما)، فهي مخرجة هندية حازت شهرة عالمية بأفلامها التي تناولت تحولات المجتمع الهندي وتحديات الهوية في المهجر. قدمت أعمالا لاقت صدى واسعا مثل فيلم "ميسيسيبي ماسالا" (Mississippi Masala) الذي لعب بطولته دنزل واشنطن وتناول قصة حب بين مهاجر هندي وامرأة أمريكية من أصول أفريقية على خلفية طرد الآسيويين من أوغندا في عهد عيدي أمين، وهي الحادثة التي عاشها زوجها محمود ممداني شخصيا عام 1972. 

اظهار أخبار متعلقة

كما أخرجت التحفة السينمائية "زفاف في موسم الأمطار" (Monsoon Wedding) عام 2001، التي ناقشت بشجاعة قضايا مسكوتا عنها في المجتمع الهندي مثل التحرش والعنف الأسري.

تأثر زهران ممداني بعمق بتراث والده الفكري وأعمال والدته الفنية، وهو ما انعكس في مسيرته السياسية والاجتماعية التي تركز على العدالة الاقتصادية وحقوق الفئات المهمشة والمهاجرين في نيويورك. 

وقد نال الجنسية الأمريكية عام 2018، قبل أن يتزوج في شباط/فبراير 2025 من الفنانة الأمريكية السورية راما دواجي، التي أصبحت حديث الإعلام الأمريكي بعد فوزه بالانتخابات، لتعرف بلقب "السيدة الأولى لمدينة نيويورك".

بهذا يجسد زهران ممداني مسيرة عائلة متعددة الجذور واللغات والثقافات، تمثل مزيجا فريدا من الفكر والسياسة والفن.