سياسة دولية

مديرة منظمة "بيتسيلم": يجب محاسبة "إسرائيل" وأمريكا على الإبادة الجماعية بغزة

الاحتلال دمر أكثر من 90 بالمئة من مناطق غزة بالكامل- جيتي
الاحتلال دمر أكثر من 90 بالمئة من مناطق غزة بالكامل- جيتي
طالبت المديرة التنفيذية لمنظمة ‏حقوق الإنسان "بيتسيلم"، يولي نوفاك، بمحاسبة دولة الاحتلال وأمريكا والغرب على الإبادة الجماعية المرتكبة في قطاع غزة.

وقالت بمقال في صحيفة الغارديان، إن ‏الإبادة الجماعية عملية مستمرة، وليست حدثا عندما تحدث ‏إبادة جماعية، غالبا ما لا تظهر جذورها والظروف التي ‏سمحت بها إلا بعد فوات الأوان. وإذا ظلت هذه الظروف على ‏حالها ولم تكن هناك محاسبة، فهناك كل الأسباب للاعتقاد بأن ‏العنف سيعود، وربما أسوأ، خاصة إذا لم يتوقف تماما.

وأكدت أنه لما يقرب من عامين، "شنت إسرائيل حملة في ‏غزة تفي بأوضح تعريف للإبادة الجماعية: محاولة ممنهجة، ‏غالبا ما تكون معلنة علنا، لتدمير مجموعة من الناس، ‏الفلسطينيين في غزة، من خلال القتل والتجويع والتهجير ‏القسري وتدمير الظروف المعيشية. فالإبادة الجماعية ليست ‏استعارة هنا، بل هو المصطلح الوحيد المناسب‎".‎

وقالت في المقال: "نشرت منظمتنا، بتسيلم، تقريرا في تموز/ ‏يوليو الماضي بعنوان إبادتنا الجماعية واخترنا هذا الاسم ‏لأننا لسنا مراقبين بل جزء من هذه القصة المروعة. عمل ‏باحثون ومحققون وعاملون ميدانيون إسرائيليون ‏وفلسطينيون معا لتوثيق الأحداث في غزة والضفة الغربية ‏وداخل إسرائيل. يؤكد استنتاجنا ما قاله الفلسطينيون ‏والخبراء الدوليون منذ زمن طويل: هذه إبادة جماعية ‏هجوم مباشر على شعب يهدف إلى تدميره".‏

وأوضحت أن الفلسطينيين في غزة تعرضوا للقصف، ثم ‏التهجير القسري، ثم التجويع المتعمد. وقتل أكثر من 68 ألف ‏شخص، ثلثهم من الأطفال والنساء. قد يكون هذا العدد أعلى ‏بكثير، مع وجود عشرات الآلاف ممن لا يزالون في عداد ‏المفقودين. وأصيب مئات الآلاف. استهدفت المستشفيات ‏والصحفيون بشكل منهجي. دفن الأطفال أحياء تحت ‏الأنقاض محيت عائلات بأكملها هدمت البنية التحتية. أعلن ‏المسؤولون الإسرائيليون صراحة أن الهدف هو تدمير غزة ‏وجعلها غير صالحة للسكن. بحسب التعريف العلمي، هذه ‏إبادة جماعية: الاستهداف المتعمد للأشخاص ليس بسبب ‏هويتهم كأفراد، ولكن لأنهم أعضاء في جماعة محددة ‏للتدمير.‏

وأشارت إلى أن جذور هذه الإبادة الجماعية لم تبدأ في 7 ‏تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ولم تنتهِ باتفاق وقف إطلاق ‏النار. جذورها تمتد إلى عقود من الحكم العسكري ‏الإسرائيلي على الفلسطينيين، والفصل العنصري، والإفلات ‏من العقاب، ونزع الإنسانية، مدفوعة بنظام بني لضمان ‏التفوق اليهودي على كامل الأرض. هذا لا يعني أن هذه ‏الإبادة الجماعية كانت حتمية. فكل إبادة جماعية تعتمد على ‏الظروف المواتية والأحداث التي تدفعها إلى الأمام.‏

وشددت على أن المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة ‏والحكومات الغربية الأخرى، سمح بحدوث كل هذا. هكذا ‏تبدو الإبادة الجماعية في القرن الحادي والعشرين: ليس فقط ‏من حيث النطاق أو الطريقة، ولكن في كيفية تطبيعها. كيف ‏تراقب الحكومات والقادة، وخاصة في الولايات المتحدة ‏وأوروبا، الدمار دون أن يحركوا ساكنا. أو الأسوأ من ذلك، ‏يدعمونه ويمكّنونه.‏

اظهار أخبار متعلقة



ثم أكدت أنه وعلى الرغم من دعاية إسرائيل، فقد أدرك ‏الناس في الولايات المتحدة وحول العالم ما يحدث. تتصاعد ‏حركة متنامية من المواطنين، ليس فقط ضد الإبادة ‏الجماعية، بل ضد النظام الذي يمكّنها. لا بد من تسمية هذا ‏النظام: نظام تحكم عنيف بملايين يوصفون بالدونية. نظام ‏فصل عنصري، تقوده حكومة إسرائيلية تتبنى العنصرية، ‏ويمكّن مليشيات المستوطنين من إرهاب مجتمعات الضفة ‏الغربية، ويدير معسكرات تعذيب تحتجز آلاف الفلسطينيين ‏دون محاكمة، ويرتكب جرائم حرب يومية‎.‎

وقالت إن من المغري، وخاصة بالنسبة للإسرائيليين، ‏الاعتقاد بأن الأسوأ قد انتهى. لكن في غزة، لا تزال الإبادة ‏الجماعية مستمرة في الأطراف المبتورة، والصدمات النفسية ‏غير المعالجة، وانتشار الجوع تواصل إسرائيل منع دخول ‏الغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى وضياع أجيال لن ‏يقع ثمن تطبيع هذه الإبادة الجماعية على عاتق الفلسطينيين ‏وحدهم إن تداعياتها العالمية هي بالضبط السبب الذي دفع ‏المجتمع الدولي، بعد الحرب العالمية الثانية، إلى إنشاء إطار ‏قانوني لمنع تكرار الفظائع، مثل الإبادة الجماعية فعندما ‏يسمح لدولة ما بمحو أمة أخرى دون عواقب، فإنها تقول ‏للحكومات المستقبلية: يمكنك فعل هذا أيضا والإفلات من ‏العقاب‎.‎

وأكدت أنه "يجب ألا نغض الطرف يجب ألا نمضي قدما ‏يجب على أولئك الذين يرغبون في الوقوف معنا، جميعنا، ‏شعب هذه الأرض، أن يتحركوا لوقف هذا النظام العنيف ‏والعنصري والفاشي بشكل متزايد، ومحاسبة قادته".

وخلصت إلى أن المساءلة ضرورية ليس للانتقام، ولكن ‏لأنه لا حساب دون مسؤولية يجب ألا يتم تطبيع الإبادة ‏الجماعية ويجب ألا يمر النظام الذي يرتكبها دون تحد.‏
التعليقات (0)

خبر عاجل