نقلت مجلة "
دير شبيغل" الألمانية، الجمعة، عن مصادر دبلوماسية أوروبية، أن مبعوث
الولايات المتحدة حذر من احتمال غياب الرئيس الأميركي دونالد
ترامب، عن قمة حلف شمال الأطلسي "
الناتو" المقبلة، في حال لم تتخذ الدول الأعضاء خطوات ملموسة لتعزيز تقاسم الأعباء الدفاعية داخل الحلف.
ووفقاً للتقرير، فإن ألمانيا واجهت ضغوطاً خاصة لرفع إنفاقها العسكري بشكل كبير، حيث ناقش وزير الدفاع الأميركي، بيتر هيغسيث، هذا الملف مع نظيره الألماني بوريس بيستوريوس الأسبوع الماضي.
وكان ترامب، خلال ولايته الأولى، قد هدد بانسحاب الولايات المتحدة من الحلف إذا لم تلتزم الدول الأعضاء بزيادة إنفاقها الدفاعي إلى ما لا يقل عن 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
ويثير موقف ترامب المتشدد من الناتو قلقاً واسعاً في العواصم الأوروبية، لاسيما في ضوء تعهداته الانتخابية الأخيرة بوقف المساعدات لأوكرانيا، والضغط لإجبار كييف على الدخول في مفاوضات سلام، فضلاً عن تهديده بترك حلفاء الناتو دون حماية إذا لم يلبوا متطلبات الإنفاق الدفاعي.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، في السابع من أبريل/ نيسان الجاري، إن بلاده تأمل في مشاركة ترامب في قمة الناتو المقبلة، المقررة في مدينة لاهاي الهولندية يومي 25 و26 حزيران/يونيو المقبل، مؤكداً أن بولندا وجهت دعوة رسمية له لزيارة وارسو قبل انعقاد القمة، بطلب من الرئيس البولندي أندريه دودا.
وكان ترامب قد جدد، في السادس من آذار/ مارس الماضي، تشكيكه في التزام الحلف بمبدأ الدفاع المشترك، قائلاً في تصريحات صحفية: "إذا لم يدفعوا، فلن أدافع عنهم"، في إشارة إلى الدول الأعضاء التي لا تفي بالتزاماتها المالية.
وأضاف: "لقد تعرضت لانتقادات كبيرة عندما قلت ذلك، لكنه انتقاد لحلف الناتو بحد ذاته".
وعلى الرغم من وصفه لشركاء الحلف بأنهم "أصدقاء"، أبدى ترامب تساؤلاً عن مدى استعدادهم للدفاع عن الولايات المتحدة في حال تعرضها لأزمة، قائلاً: "إذا واجهت أميركا مشكلة واتصلنا بفرنسا أو دول أخرى، فهل سيهبّون لمساعدتنا؟ من المفترض أن يفعلوا ذلك، لكنني لست واثقاً".