كشفت معطيات رسمية، اليوم الجمعة، عن واقع
التعليم
الكارثي في قطاع
غزة، نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من تشرين
الأول/ أكتوبر لعام 2023.
وقال وكيل وزارة التربية والتعليم في غزة خالد أبو
ندى في تصريحات صحفية، إننا "نواجه إبادة معرفية ممنهجة بفعل العدوان الإسرائيلي
الذي حرم 785 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم"، مشيرا إلى أن "القطاع
التربوي يمر بأسوأ مراحله التاريخية، ويواجه
كارثة تمس مستقبل جيل بأكمله".
وتابع أبو ندى قائلا: "600 ألف طالب في المرحلة
الأساسية و74 ألفًا في الثانوية و100 ألف جامعي، يعيشون ظروف نزوح قاسية ويفتقرون إلى
مقومات الحياة".
ولفت إلى أن 96% بالمئة من المباني المدرسية تضررت،
و89 بالمئة منها خرجت عن الخدمة، بسبب التدمير الكلي أو الجزئي، منوها إلى أن "
الاحتلال
يستهدف المدارس رغم تحويلها إلى مراكز إيواء تضم مبادرات تعليمية".
وذكر أن "الجامعات تعرّضت لتدميرٍ ممنهج كان آخره قصف مباني الجامعة الإسلامية في خانيونس"، مضيفا أن "القطاع التعليمي لا يتعرض لضرر مادي فحسب، بل يُستهدف بجريمة حرب تهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية".
وأفاد أبو ندى بأن 13 ألف طالب و800 تربوي استشهدوا
خلال حرب الإبادة، إلى جانب اغتيال 150 أستاذا جامعيا في استهداف مباشر للنخبة
الأكاديمية.
وأكد أن وزارة التربية والتعليم تواصل العملية
التعليمية عبر مدارس ميدانية ونقاط شعبية، التحق بها 250 ألف طالب، إلى جانب منصات
إلكترونية التحق بها 300 ألف طالب.
وأشار إلى أنه تم استحداث أنظمة طوارئ تتماشى مع المعايير
الدولية، إضافةً إلى تقديم دعم نفسي وصحي للطلبة في مراكز الإيواء، موضحا أنه تم
وضع "خطة تعافٍ تدريجية تستهدف إنقاذ مستقبل 37 ألف طالب توجيهي لعام 2024، رغم
تعثّر الامتحانات بفعل الحرب".
وشدد على أن "طلبة التوجيهي لعام 2025 مهددون بخسارة
عامين دراسيين، وقد أُعدّت خطة مكثفة لتعويضهم"، مبينا أن "أكثر من 350 ألف
طالب ما زالوا خارج أي مسار تعليمي، في تهديد غير مسبوق لمعدلات الالتحاق".
ونوه إلى أن "معدلات الأمية والتسرّب الدراسي في
ارتفاع، بعد أن كانت فلسطين تسجّل أفضل المؤشرات عربياً"، مطالبا بتحرك عربي ودولي
عاجل لإعادة إعمار المدارس، ودعم المعلمين وتوفير منح دراسية للطلبة المتفوقين،
مؤكدا أن "إنقاذ التعليم في غزة ضرورة إنسانية وأخلاقية لا تحتمل التأجيل".