أثار نقاش تلفزيوني بثّ على "القناة 12" العبرية، جدلاً واسعاً٬ حيث أعرب عضو الكنيست عن حزب "
الصهيونية الدينية"، تسفي
سوكوت عن رأيه بأن الاحتلال الإسرائيلي "بات قادرا على استخدام قوة عسكرية غير مسبوقة، في عدة جبهات، دون أن تواجهه معارضة داخلية أو دولية تُذكر"،
وقال سوكوت، خلال المناظرة التي شارك فيها الصحفي حاييم ليفنسون: "في الليلة الماضية قُتل نحو 100
فلسطيني في
غزة، ومع ذلك، لم يطرح أحد في النقاش سؤالاً واحداً عن غزة. هل تعرف لماذا؟ لأن الأمر لم يعد يثير اهتمام أحد. الجميع اعتاد على حقيقة أننا نستطيع قتل 100 فلسطيني في ليلة واحدة خلال الحرب، ولا أحد في العالم يكترث".
وجاءت هذه التصريحات في وقت أعلن فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه نفذ، أمس الجمعة، غارات جوية استهدفت 150 في أنحاء متفرقة من قطاع غزة.
إلى ذلك، عكست تصريحات سوكوت على ما وصف بـ"تبلّد الموقف العربي والإسلامي والدولي تجاه تصاعد وتيرة الإبادة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي كانت تثير في السابق موجات احتجاج وإدانة على نطاق واسع".
من هو تسفي سوكوت؟
يذكر أن تسفي سوكوت٬ وهو عضو الكنيست المتطرف٬ كان قد عُيّن رئيساً للجنة فرعية في الكنيست معنية بشؤون الضفة الغربية، في وقت تتعرض فيه الأراضي الفلسطينية المحتلة لحملة اعتقالات وتنكيل وتهجير متواصلة منذ اندلاع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.
وفي عام 2009، كان قد ذاع صيت سوكوت في أوساط المستوطنين اليهود كأحد أبرز رموز التطرف القومي والديني. حيث كان قائداً لخلية يهودية يُشتبه في تورطها بإحراق مسجد في الضفة الغربية، إلا أنه أُفرج عنه لاحقاً بزعم "عدم كفاية الأدلة"، من دون أن يُقدَّم إلى المحاكمة أو يُقضى بحقه حكم بالسجن.
ولم تتوقف مسيرة سوكوت المتطرفة عند ذلك الحد٬ ففي عام 2021، اعتدى جسدياً على رئيس مجلس قروي فلسطيني، كما شارك في إقامة بؤرة استيطانية في منطقة النقب. وعلى إثر ذلك، أصدرت المحكمة الإسرائيلية قراراً رمزياً بمصادرة سلاحه لمدة شهر فقط.
وفي عام 2022، تسلّق سوكوت عاموداً في بلدة حوارة لانتزاع علم فلسطيني، وهو المشهد الذي انتشر على نطاق واسع في وسائل الإعلام العبرية، ما أكسبه شهرة واسعة بين جمهور المستوطنين. وهذه الخلفية جعلته مرشحاً بارزاً على قائمة حزب "الصهيونية الدينية" بزعامة وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، وانتُخب عضواً في الكنيست في عام 2023.
ويذكر أن حركة "إخوان السلاح"، التي تضم ضباط احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد حذّرت من أن شخصية سوكوت المتطرفة "لا تصلح لتولي منصب على تماس مباشر مع قضايا أمنية وإنسانية بالغة الحساسية كقضية الضفة الغربية".
تجدر الإشارة إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي، بدعم مطلق من الولايات المتحدة، يواصل ارتكاب مجازر ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن سقوط أكثر من 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن أكثر من 11 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولاً تحت الأنقاض أو في مناطق محاصرة.