أعاد مقطع
فيديو نشره مساعد الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، دان سكافينو، الجدل من جديد حول
طريقة استقبال الرؤساء الأمريكيين في
السعودية، حيث أظهر الفيديو الفارق الكبير في
حفاوة الاستقبال الذي حظي به ترامب خلال زيارته الأخيرة للرياض مقارنة بزيارة جو
بايدن السابقة.
وشهدت زيارة
دونالد ترامب للسعودية في الشهر الجاري استقبالًا استثنائيًا، تميز بحفاوة كبيرة وقد
رافقت طائرات F-15 مقاتلة
الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" أثناء دخولها الأجواء السعودية، في
مشهد استعراضي.
وعند وصول
ترامب إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض، استقبله ولي العهد السعودي الأمير محمد
بن سلمان على سجادة أرجوانية، وسط حرس شرف رسمي، في مراسم رسمية تعكس حالة من
التحالف والتقارب، وهذا الاستقبال جاء بعد فترة من التوترات السياسية التي شهدتها
العلاقات الأمريكية-السعودية في عهد إدارة جو بايدن، التي تميزت بحذر وترقب متبادل.
وأشعل
الفيديو الذي نشره سكافينو منصات التواصل الاجتماعي دون تعليق مباشر منه، لكن
الفيديو عاد ليشعل نقاشًا واسعًا حول طبيعة العلاقات الثنائية، حيث انتقد ترامب في
تصريحات لاحقة أسلوب مصافحة بايدن لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال
زيارته، واصفًا المصافحة بأنها كانت "بقبضة اليد" وهو ما اعتبره أقل
احترامًا من المصافحة التقليدية التي يفضلها السعوديون.
وخلال
الزيارة، شارك ترامب في منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي الذي حضره عدد كبير من
رجال الأعمال وكبار المسؤولين من البلدين، حيث تم توقيع اتفاقيات استثمارية بقيمة
تقارب 600 مليار دولار، وهذه الاتفاقيات تغطي مجالات عدة من بينها الطاقة، الدفاع،
التكنولوجيا، والصناعات التحويلية، في محاولة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الرياض
وواشنطن.
كما شهدت
الزيارة لقاءً هامًا بين ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع، في أول اتصال رسمي بين
مسؤولين من البلدين منذ سنوات طويلة، حيث دعا ترامب سوريا للانضمام إلى اتفاقيات
إبراهيم التي تسعى إلى تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما يمكن
اعتباره تحركًا جديدًا في مسار السياسة الأمريكية تجاه المنطقة.
ويبرز
استقبال ترامب الاستثنائي في السعودية كمؤشر على تغيرات استراتيجية داخل العلاقات
الأمريكية-السعودية، حيث يبدو أن الرياض تميل حاليًا إلى تعزيز علاقاتها مع
الإدارة السابقة التي أبدت موقفًا أكثر حزمًا ودعمًا لقضايا المملكة، مقارنة
بالإدارة الحالية التي اتبعت سياسات أكثر تحفظًا وحرصًا على الحقوق الإنسانية
ومواقف متشددة تجاه بعض السياسات السعودية.
في المقابل،
تظهر زيارة بايدن التي سبقت ترامب بحوالي ثلاث سنوات نوعًا من البرود في استقبال
المسؤولين السعوديين، ما أثار تساؤلات حول مستقبل التحالف الاستراتيجي بين البلدين
في ظل التغيرات السياسية الراهنة.