عرض رئيس
مجلس الوزراء
المصري الدكتور
مصطفى مدبولي، مجموعة من الفرص
الاستثمارية الواعدة
أمام دولة الإمارات، وذلك خلال لقائه ولي عهد إمارة الفجيرة الشيخ محمد بن حمد
الشرقي، الذي يزور القاهرة حاليا على رأس وفد إماراتي رفيع المستوى.
وأكد مدبولي
خلال اللقاء، أن الحكومة المصرية تدعم بقوة زيادة حجم الاستثمارات الإماراتية في
مختلف القطاعات، مشددا على أن الدولة تعمل على تهيئة مناخ استثماري جاذب من خلال
تقديم حوافز وتيسيرات تشمل الإعفاءات الضريبية، وتسهيل إجراءات تخصيص الأراضي،
وتسريع التراخيص الصناعية.
وأشار رئيس
الوزراء إلى أن العلاقات المصرية الإماراتية تمثل نموذجًا للتعاون العربي المثمر،
موضحًا أن الإمارات تحتل المرتبة الأولى عربيًا من حيث حجم الاستثمارات في مصر،
والتي تجاوزت 55 مليار دولار حتى عام 2024، وفق بيانات الهيئة العامة للاستثمار
والمناطق الحرة.
وبحسب بيان
رسمي صادر عن مجلس الوزراء المصري، فقد تم خلال اللقاء مناقشة فرص التعاون في مجالات
الطاقة الجديدة والمتجددة، والنقل، والتصنيع، والبنية التحتية، والزراعة،
والسياحة، والعقارات، بالإضافة إلى المشروعات اللوجستية في محور قناة السويس.
من جانبه،
أعرب
ولي عهد الفجيرة عن تقديره لما تقوم به الحكومة المصرية من إصلاحات اقتصادية
وخطوات لتهيئة بيئة العمل، مؤكدا أن رجال الأعمال والمستثمرين الإماراتيين
يتطلعون إلى تعزيز تواجدهم في السوق المصري، خاصة في ظل المؤشرات الإيجابية التي
يحققها الاقتصاد المصري رغم التحديات الإقليمية والدولية.
ويأتي هذا
اللقاء في وقت تسعى فيه مصر إلى زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية لتقليص الفجوة
التمويلية، في ظل انخفاض الجنيه المصري وارتفاع الديون الخارجية. كما يأتي اللقاء
بعد أيام من توقيع اتفاقيات بين مصر والإمارات بقيمة تفوق 35 مليار دولار، تشمل
مشاريع تنموية كبرى في مدينة رأس الحكمة.
وكانت
الحكومة المصرية قد أطلقت في الأعوام الأخيرة "الرخصة الذهبية"
للمستثمرين الجادين، وخفضت القيود البيروقراطية أمام تأسيس الشركات، في مسعى
لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل.
ويُتوقع أن
يشهد التعاون المصري الإماراتي مزيدًا من التوسع في الفترة المقبلة، لا سيما مع
اهتمام الطرفين بتعميق الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بينهما.
ومن ناحية
أخرى استقبل وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هَنو، ولي عهد إمارة الفجيرة خلال زيارته
الرسمية لتعزيز التعاون الثقافي بين الجانبين، وبحث سبل الشراكة في مجالات صون
التراث والحفظ الرقمي، وتنظيم الفعاليات الفنية والمعارض المتخصصة التي تُبرز ثراء
التراث العربي المشترك.
واصطحب وزير
الثقافة ولي عهد الفجيرة في جولة بمبنى دار الكتب بباب الخلق، أحد أعرق المؤسسات
الثقافية في مصر والعالم العربي، حيث اطلع على مجموعة من أندر المخطوطات
والمقتنيات التراثية التي تُجسد مراحل تطور الفكر الإنساني في مختلف الحقول
المعرفية.
وأكد الدكتور
أحمد فؤاد هَنو، خلال اللقاء، عمق ومتانة العلاقات المصرية الإماراتية على
المستويين الشعبي والرسمي، مشددًا على أهمية تعزيز الشراكات الثقافية باعتبارها
جسرًا للتقارب وتبادل الخبرات، وبوابة لانفتاح المجتمعات على آفاق أرحب من الإبداع
والمعرفة. وأضاف أن التعاون بين وزارة الثقافة وإمارة الفجيرة يمكن أن يشكل
نموذجًا فاعلًا للتعاون العربي المشترك، وبناء مستقبل ثقافي عربي أكثر إشراقًا، من
خلال الابتكار والاحتفاء بالموروث الحضاري المشترك.