علّق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مساء
الثلاثاء، على "فشل" الشركة الأمريكية المدعومة من تل أبيب، في توزيع
المساعدات على الفلسطينيين في منطقة خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال غرب مدينة رفح جنوب
قطاع
غزة.
وقلل
نتنياهو خلال كلمة له في "المؤتمر الدولي
لمكافحة معاداة السامية، الذي نظمته وزارة خارجية الاحتلال بالقدس، من
"الفشل"، وقال إن "فقدان السيطرة مؤقتا"، وفق ما أوردته صحيفة
"يديعوت أحرونوت" العبرية.
وأضاف نتنياهو أنه "وقعت اليوم عدة حوادث خلال
توزيع المساعدات، وكان هناك فقدان مؤقت للسيطرة، لكننا استعدنا السيطرة على
الوضع"، على حد زعمه.
وبسياسة متعمدة تمهد لتهجير قسري، وفق الأمم
المتحدة، دفع الاحتلال الإسرائيلي 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، عبر
تجويعهم بإغلاقها المعابر لمدة 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، وفق
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وبعيدا عن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية،
شرعت تل أبيب الثلاثاء، عبر "مؤسسة غزة للإغاثية الإنسانية" المدعومة
إسرائيليا وأمريكيا ومرفوضة أمميا، بتوزيع مساعدات شحيحة فيما تُسمى "مناطق
عازلة" جنوب القطاع.
لكن المخطط الإسرائيلي سجل فشلا، وتحت وطأة المجاعة،
اقتحم آلاف الفلسطينيين الجائعين مركزا لتوزيع مساعدات، فأطلق عليهم الجيش
الإسرائيلي الرصاص، ما أصاب عددا منهم، وفق المكتب الإعلامي بغزة.
ومتحديا الصور والمقاطع المصورة وتقارير الأمم
المتحدة ومنظمات إغاثة دولية، قال نتنياهو: "الكذبة هي أننا نتبع سياسة تجويع
في غزة".
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال البدء في توزيع
المساعدات جنوب قطاع غزة وفق الآلية الجديدة وبتنفيذ من الشركة الأمريكية الأمنية،
فيما أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الاحتلال فشل فشلا ذريعا في مشروع توزيع
المساعدات بمناطق العزل "العنصرية".
وبحسب شهادات حية حصلت عليها "عربي21" من
مواطنين كانوا متواجدين في منطقة "المواصي"، فقد بدأت أعداد قليلة من
الفلسطينيين ظهر الثلاثاء، بالتوجه إلى مركز توزيع المساعدات الكائن قرب
"دوار العلم" غرب مدينة رفح جنوب القطاع، وعادوا بصناديق كرتونية تحتوي
على مواد غذائية.
ومع بث قنوات عبرية وإعلام الاحتلال لفيديوهات
ومقاطع صور تظهر عملية توزيع المساعدات، بدأت الأعداد تتزايد وتتجه إلى مركز توزيع
المساعدات، في ظل المجاعة التي يعاني منها الفلسطينيون، بسبب الحصار الإسرائيلي
المتزامن مع حرب الإبادة الوحشية.
وقال شهود عيان لـ"عربي21" إنّ "مسار
الوصول إلى مركز المساعدات يقع ضمن المنطقة التي يسيطر عليها جيش الاحتلال غرب
مدينة رفح"، مشيرين إلى أن "المركز محاط بسياج وبوابة أمنية عليها بصمة
عين".
ولفت الشهود إلى أنه نتيجة لتدافع الفلسطينيين
والحشد الكبير، باتت الشركة الأمريكية تفقد السيطرة على توزيع المساعدات، ما أدى
إلى هروب المسلحين التابعة للشركة، وأطلقت طائرات الاحتلال نيرانها لتفريق
الفلسطينيين.