طب وصحة

علاج "مبتكر" لسرطان الثدي يبطئ تقدّم المرض و"يطيل الحياة"

أظهرت النتائج أن العلاج القائم على إينافوليسيب يساعد المرضى على العيش لفترة أطول - الأناضول
كشفت دراسة حديثة عن علاج ثلاثي جديد لسرطان الثدي المتقدم يعتمد على دواء "إينافوليسيب" مع "بالبوسيكليب" و"فولفيسترانت"، وأظهر فاعلية كبيرة في إبطاء تطور المرض.

ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحرر الشؤون الصحية، أندرو غريغوري، قال فيه إن الدراسة كشفت أن العلاج الجديد يُبطئ تقدّم المرض، ويُؤخّر الحاجة إلى مزيد من العلاج الكيميائي، ويُساعد المرضى على العيش لفترة أطول.

يتكون العلاج المُركّب من دواءين مُوجّهين: إينافوليسيب وبالبوسيكليب، بالإضافة إلى العلاج الهرموني فولفيسترانت. وقد حسّن هذا العلاج من مُعدّل البقاء على قيد الحياة الإجمالي بمتوسط سبعة أشهر، مُقارنة بالمرضى في المجموعة الضابطة، الذين تلقوا بالبوسيكليب وفولفيسترانت فقط.

كما أخّر تقدّم المرض بمتوسط 17.2 شهرا، مُقارنة بـ 7.3 شهرا في المجموعة الضابطة، وتمكّن المرضى الذين تناولوا إينافوليسيب من تأخير العلاج الكيميائي اللاحق بما يُقارب عامين أطول من المرضى في المجموعة الضابطة.

عُرضت نتائج الدراسة، التي موّلتها شركة روش، في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (Asco) في شيكاغو، ونُشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية.

شملت التجربة الدولية 325 مريضا من 28 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وأستراليا، وسنغافورة، والبرازيل، وفرنسا، وألمانيا.

وأكد الخبراء أنها أثبتت إمكانات العلاج الثلاثي في استهداف سرطان الثدي المتحوّر بجين  PIK3CA HR+ و HER2 وهو نوع شائع من هذا المرض.

يُعاني حوالي 70% من المرضى من سرطان الثدي المتحوّر بجين  HR+وHER2. وتُوجد طفرات PIK3CA في 35% إلى 40% من حالات سرطان الثدي المتحوّر بجين HR+، وترتبط بنمو الورم، وتطور المرض، ومقاومة العلاج.



قالت الدكتورة جين لوي مايزل، المديرة المشاركة لقسم أورام الثدي الطبية في معهد وينشيب للسرطان بجامعة إيموري، وخبيرة في سرطان الثدي في جمعية السرطان الأمريكية: "حددت تجربة INAVO120 نظام علاج مستهدف يُحسّن بشكل كبير معدلات البقاء على قيد الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات المتحورة PIK3CA غير المعالج - وهي خطوة كبيرة إلى الأمام لهؤلاء المرضى".

كما أظهرت النتائج انكماشا كبيرا في نمو السرطان لدى حوالي 62.7% من المرضى في مجموعة العلاج الثلاثي مقارنة بـ 28% في المجموعة الضابطة. وصرح الدكتور سيمون فينسنت، مدير الأبحاث والدعم والتأثير في منظمة سرطان الثدي الآن، بأن النتائج تُمثل "إنجازا كبيرا".

وقالت الدكتورة نيشارنتي دوغان، مديرة معلومات الأبحاث في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "هذه النتائج تُمثل أخبارا إيجابية حقا للأشخاص الذين يعانون من نوع من سرطان الثدي يصعب علاجه".

وأضافت: "أوضحت التجربة أن إضافة إينافوليسيب إلى خطط العلاج المستهدفة يُحسّن معدلات البقاء على قيد الحياة. علاوة على ذلك، فقد أبطأ أيضا تطور السرطان لدى المرضى وقلّل الحاجة إلى العلاج الكيميائي، مما قد يُحسّن جودة حياتهم. نأمل أن تساعد المزيد من الأبحاث المماثلة في منح المرضى خيارات علاجية أكثر لطفا للسرطان، وقضاء وقت أطول مع أحبائهم".



في التجربة، كان أكثر من نصف المرضى مصابين بمرض انتشر بالفعل إلى ثلاثة أعضاء أو أكثر. استخدم الباحثون فحوصات خزعة الدم السائلة للحمض النووي للورم الدائر (ctDNA) لتحديد ما إذا كان المرضى مصابين بطفرة في جين PIK3CA. ثم وُزّع المشاركون لتلقي إما نظام علاجي قائم على إينافوليسيب أو مزيج من بالبوسيكليب وفولفيسترانت وحبة دواء وهمية.

يعمل دواء إينافوليسيب الجديد عن طريق تثبيط نشاط بروتين PIK3CA. وقد كان مزيج إينافوليسيب جيد التحمل بشكل عام، ولم يتعرض سوى عدد قليل من المرضى لآثار جانبية دفعتهم إلى التوقف عن العلاج.

قاد نك تيرنر، أستاذ علم الأورام الجزيئي في معهد أبحاث السرطان بلندن، واستشاري الأورام الطبية في مؤسسة رويال مارسدن التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، فرعا من التجربة في المملكة المتحدة.

قال تيرنر: "أظهرت النتائج الرئيسية لهذه الدراسة أن العلاج القائم على إينافوليسيب لم يساعد المرضى على العيش لفترة أطول فحسب، بل ضاعف أيضا الوقت الذي يسبق تطور السرطان أو تفاقمه. كما منحهم ذلك وقتا أطول قبل الحاجة إلى العلاج الكيميائي اللاحق، وهو أمر نعلم أنه أمر يخشاه المرضى بشدة ويرغبون في تأجيله لأطول فترة ممكنة".

وأضاف: "تمنحنا هذه النتائج الثقة بأن هذا العلاج قد يصبح الخيار الأمثل للمرضى المصابين بسرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات (HR+) والسالب لمستقبلات HER2 مع طفرة PIK3CA، حيث أظهر تحسنا ملحوظا في معدلات البقاء على قيد الحياة وجودة الحياة".