حذر عدد من
الخبراء والهيئات الصحية في بريطانيا من المخاطر الصحية الجسيمة المرتبطة باستخدام
عقار "فيناسترايد"
Finasteride،
والذي يسوق بشكل شائع لعلاج
تساقط الشعر، رغم كونه مخصصًا في الأصل لعلاج تضخم
البروستاتا الحميد.
وتأتي هذه
التحذيرات بعد تزايد الحالات التي أبلغ أصحابها عن أعراض جسدية ونفسية مزمنة
يُعتقد أنها ناتجة عن استخدام الدواء، أبرزها فقدان
الرغبة الجنسية، ضعف الانتصاب،
اضطرابات نفسية حادة، بل ووصول بعض المرضى إلى أفكار انتحارية.
ومن بين هذه
الحالات حالة روب ديكسون، منتج موسيقي بريطاني يبلغ من العمر 33 عامًا، والذي كشف
مؤخرًا لوسائل إعلام بريطانية أنه بدأ معاناته مع "فيناسترايد" قبل نحو
9 سنوات، بعد بحث سريع عن علاج لتساقط الشعر، دون استشارة طبية.
وبحسب
ديكسون، ظهرت عليه الأعراض خلال 24 ساعة من تناول أول قرص، وتفاقمت لاحقًا رغم
توقفه عن الدواء، لتشمل نوبات هلع، مشاكل في الرؤية والجهاز الهضمي، وآلامًا مزمنة
في المفاصل.
ورغم تحسنه
الجزئي بعد سنوات، لا يزال ديكسون يعاني من آثار جانبية دائمة. وقد دفعته هذه
التجربة إلى تأسيس جمعية خيرية تحمل اسم "SIDEfxHUB" لدعم الرجال المتضررين من العقار، في
ظل ما يعتبره كثيرون ضعفًا في التوعية والتحذير الرسمي.
ورغم أن هيئة
تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية (MHRA) أصدرت في نيسان / أبريل 2024 تعليمات جديدة
بضرورة تضمين "بطاقة تنبيه للمريض" داخل عبوة الدواء تحذر من الآثار
النفسية والجنسية المحتملة، يؤكد متخصصون أن تلك التحذيرات جاءت متأخرة ولا تزال
غير كافية، ومنهم البروفيسور ديفيد هيلي، الذي أشار إلى وجود مئات الحالات التي
تستمر فيها الأعراض حتى بعد التوقف عن الدواء.
ويُذكر أن
"فيناسترايد" يُباع بسهولة عبر الإنترنت، بما في ذلك من خلال مواقع توصل
الدواء للمستهلك مباشرة دون إشراف طبي. ويثير ذلك مخاوف كبيرة، خاصة مع استخدامه
الواسع بين الشباب دون وعي كافٍ بالمخاطر المحتملة.
من جانبه،
أكد الصيدلي ثورون جوفيند على أهمية إشراك الأهل أو الأصدقاء عند بدء العلاج بهذا
الدواء لمراقبة التغيرات النفسية. أما أخصائي الشعر ستيف أوبراين، فقد شدد على أن
عيادته لا توصي إطلاقًا باستخدام "فيناسترايد"، مفضلًا العلاجات
الطبيعية والبدائل غير الدوائية.