كشفت وسائل إعلام أمريكية، السبت، أن أحد
الصواريخ الإيرانية التي استهدفت العاصمة الإسرائيلية
تل أبيب الليلة الماضية، أصاب نقطة داخل مجمع وزارة الدفاع، في تطور غير مسبوق ضمن التصعيد العسكري المتبادل بين إيران والاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن الهجوم الصاروخي الإيراني طال منطقة "غوش دان" وسط تل أبيب، مشيرة إلى أن مبنى داخل مجمع وزارة الحرب الإسرائيلية تعرض لإصابة مباشرة أثناء بث مباشر من المكان.
وقد أظهرت اللقطات قيام قوات الأمن بإبعاد طاقم القناة ومنعه من استكمال التصوير، وسط حالة من الاستنفار والتوتر الأمني في الموقع.
في السياق ذاته، أفاد فريق التحقق البصري التابع لصحيفة نيويورك تايمز بأن الصور ومقاطع الفيديو المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي توثق "إصابة مؤكدة في قلب تل أبيب، وتحديداً ضمن محيط مجمع وزارة الدفاع"، في إشارة إلى طبيعة الأهداف الحساسة التي استهدفتها الضربات الإيرانية.
ورغم أهمية الحدث، لم تصدر أي تصريحات رسمية من جانب الاحتلال الإسرائيلي تؤكد أو تنفي إصابة مجمع وزارة الدفاع، في ظل استمرار الرقابة العسكرية المشددة المفروضة على وسائل الإعلام العبرية، التي يُحظر عليها نشر أي معلومات أمنية حساسة دون إذن من الجيش.
بين "الأسد الصاعد" و"الوعد الصادق 3"
وتأتي هذه التطورات في أعقاب الهجوم الجوي الإسرائيلي الواسع على إيران، الذي بدأ فجر أمس الجمعة تحت اسم "الأسد الصاعد"، وشاركت فيه عشرات الطائرات المقاتلة، مستهدفة منشآت نووية، وقواعد صواريخ، ومراكز عسكرية حساسة في مناطق متفرقة داخل إيران.
كما أعلنت تل أبيب اغتيال عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين خلال العملية.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن العملية جاءت "استباقية" وبتعليمات مباشرة من القيادة السياسية، فيما وصفها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنها "الأوسع والأكثر جرأة في تاريخ المواجهة مع إيران"، مشيراً إلى أن هدفها هو "شل البنية التحتية النووية، وتدمير مصانع الصواريخ الباليستية، وتقويض القدرات العسكرية الإيرانية الأخرى".
وفي مساء أمس الجمعة٬ أطلقت إيران عملية انتقامية واسعة حملت اسم "الوعد الصادق 3"، شملت ست موجات من الضربات الصاروخية الباليستية وهجمات بالطائرات المسيّرة، طالت مواقع حيوية في الداخل المحتل٬ وأسفرت بحسب وسائل إعلام عبرية عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 172 آخرين، فضلاً عن أضرار مادية جسيمة لحقت بعدد من المباني والمركبات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن "حدث خطير جداً" في تل أبيب نجم عن قصف استهدف "موقعاً استراتيجياً"، من دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل، وسط تشديد غير مسبوق للرقابة العسكرية وتعليمات التعتيم الإعلامي.