كشفت
صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير لها عن إمكانية اندلاع الجولة الثانية من الحرب
الإيرانية الإسرائيلية قبل شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل، متوقعة أن تكون الجولة المقبلة أعنف وأكثر دموية, حيث تحاول "إسرائيل" من خلالها تحقيق 3 أهداف أسياسية، بينما ستعمد إيران، على عكس الجولة الأولى، خيار المواجهة المفتوحة، بهدف كسر أي انطباع بأن "إسرائيل" قادرة على إخضاعها أو فرض هيمنتها العسكرية.
ويشير التقرير إلى أنه من المحتمل أن تكون الحرب المقبلة أكثر "دموية" بكثير من الأولى, مضيفة أنه إذا خضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً للضغوط الإسرائيلية وانضم إلى القتال، فإن الولايات المتحدة قد تجد نفسها في مواجهة حرب شاملة مع إيران ستجعل غزو العراق يبدو سهلاً بالمقارنة.
ولفت إلى أن حرب الإيرانية الإسرائيلية كانت تهدف إلى تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط، حيث مثّلت القدرات
النووية الإيرانية عاملاً مهماً ولكن غير حاسم. وعلى مدى أكثر من عقدين، دفعت "إسرائيل" الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران لإضعافها واستعادة توازن إقليمي لا تستطيع إسرائيل تحقيقه بمفردها.
وسعت "إسرائيل" من خلال ضرباتها إلى ثلاثة أهداف رئيسية, جر الولايات المتحدة إلى صراع عسكري مباشر مع إيران، وإضعاف النظام الإيراني، وفق ما جاء في النص, بالإضافة إلى تحويل البلاد إلى "سوريا أو لبنان جديدة" تُقصف دون عقاب أو تدخل أمريكي.
وقالت الصحيفة إن "إسرائيل حققت نصرا جزئيا في أفضل الأحوال. وكانت النتيجة المفضّلة لديها أن ينخرط ترامب بشكل كامل، مستهدفاً القوات التقليدية والبنية الاقتصادية لإيران, وبينما يفضل ترامب العمل العسكري السريع والحاسم، إلا أنه يخشى الحرب الشاملة".
بالنتيجة صمّمت استراتيجية ترامب في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية للحد التصعيد بدلا من توسيعه, وعلى المدى القصير نجح ترامب "مما أثار استياء إسرائيل" لكنه على المدى الطويل سمح لإسرائيل بأن تحاصره في دوامة تصعيدية.
أما الهدفان الآخران لـ"إسرائيل" فقد باءا بالفشل الواضح. فرغم قتل 30 قائداً كبيرا و19 عالماً نوويا فإنها لم تتمكن إلا من تعطيل القيادة والسيطرة الإيرانية مؤقتاً, ففي غضون 18 ساعة فقط، كانت إيران قد عوّضت معظم هؤلاء القادة، إن لم يكن جميعهم، وأطلقت وابل صواريخ كثيفا, لتُظهر قدرتها على امتصاص خسائر كبيرة وما زالت قادرة على شن هجوم مضاد شرس.
وعلى عكس توقعات "إسرائيل"، لم يؤد مقتل قادة كبار من الحرس الثوري الإسلامي إلى احتجاجات واسعة أو انتفاضة ضد الجمهورية الإسلامية. بل إن الإيرانيين من مختلف التيارات السياسية اصطفوا خلف العلم، إن لم يكن خلف النظام نفسه، مع صعود موجة قومية اجتاحت البلاد.
وتنوه الصحيفة إلى أنه من المرجح, أن تبادر إيران إلى ضربات قوية وسريعة في بداية الحرب المقبلة. مشيرة إلى خطاب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على منصة إكس"إذا تكرر العدوان، فلن نتردد في الرد بطريقة أكثر حسما وبأسلوب يستحيل التستر عليه", وتضيف "ويعتقد القادة الإيرانيون أن الكلفة التي يجب أن تتكبدها إسرائيل ينبغي أن تكون هائلة، وإلا فإنها ستواصل تدريجيا استنزاف القدرات الصاروخية الإيرانية وتترك البلاد بلا دفاع".
وأكدت الصحيفة أن كل من ترامب وسلفه جو بايدن استنزفا جزءا كبيرا من منظومات الدفاع الجوي الأميركية في منطقة لا يعتبرها أي منهما حيوية للمصالح الأساسية للولايات المتحدة, ومع ذلك، فإن موافقة ترامب على الضربة الافتتاحية جعلته يسير في فخ نصبته إسرائيل ومن غير الواضح إن كان يمكنه أن يجد مخرجا.
وختمت الصحيفة, "نتيجة الحرب المقبلة ستتوقف على أي من الطرفين تعلم أكثر ويتحرك بسرعة أكبر, وفي الوقت الحالي، لا يستطيع أي طرف الإجابة على هذه الأسئلة بثقة, وبما أن إيران لا يمكنها أن تكون واثقة من أن ردا أكثر قوة سيبطل استراتيجية إسرائيل، فمن المرجح أن تعيد تقييم موقفها النووي خاصة بعد أن ثبت أن ركائز ردعها الأخرى، بما في ذلك ما يُعرف بمحور المقاومة وغموضها النووي لم تكن كافية".