عاد
ناصر القدوة، ابن شقيقة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إلى الضفة الغربية بعد أربع سنوات من المنفى الاختياري، حاملا معه خارطة طريق لضمان السلام في قطاع
غزة مع تحويل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" إلى حزب سياسي، وأعلن استعداده للمساعدة في الحكم.
وحث القدوة، وهو أحد أبرز منتقدي القيادة الفلسطينية الحالية، على "مواجهة جادة للفساد في هذا البلد"، قائلا إن حركة فتح التي يتزعمها رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس، تحتاج إلى إصلاح عميق، ويجب أن تبذل مزيدا من الجهد لمواجهة عنف المستوطنين اليهود في الضفة الغربية التي تحتلها "إسرائيل"
وقال القدوة "الواجب الأول.. هو استعادة ثقة الشارع، وهو أمر فقدناه، وعلينا أن نتحلى بالشجاعة الكافية ونقول إننا لم نعد نملكها، ومن دونها لا فائدة من ذلك بصراحة"، بحسب مقابلة أجراها مع وكالة "رويترز".
وغادر القدوة الضفة الغربية في 2021 بعد أن طردته حركة فتح، التي أسسها خاله، بسبب قراره تقديم قائمته الخاصة في الانتخابات متحديا عباس الذي ألغى التصويت.
وأعاد عباس (89 عاما) قبول القدوة في حركة فتح الأسبوع الماضي بعد أن أصدر عفوا عن الأعضاء المطرودين.
وتتزامن عودة القدوة مع تجدد الضغوط على عباس لإجراء إصلاحات طال انتظارها في السلطة الفلسطينية في وقت تسعى فيه السلطة للاضطلاع بدور في قطاع غزة، الذي خسرته لصالح حماس في 2007، على الرغم من الاعتراضات الإسرائيلية وتهميشها في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأصبح مستقبل الحكم في غزة موضع اهتمام مع إعلان ترامب انتهاء الحرب. ويجب أن تتناول المرحلة المقبلة المطالبات بنزع سلاح حماس وإنهاء حكمها في غزة التي شنت منها هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على "إسرائيل" والذي أشعل فتيل الحرب.
وعلى الرغم من أن اقتراح ترامب لا يتضمن الكثير من التفاصيل، فإنه يتضمن تصورا لتشكيل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين بإشراف دولي لإدارة غزة، ونشر قوة دولية تدعم شرطة فلسطينية جديدة.
واعتمادا على كيفية تطور خطط ترامب، يقول محللون فلسطينيون إن القدوة قد يضطلع بدور، مستشهدين بعلاقاته مع الدول العربية، واتصالاته مع حماس، ومكانته بصفته ابن شقيقة عرفات، وأصوله التي تعود إلى قطاع غزة، فهو من مواليد خان يونس.
وقال القدوة (72 عاما) "إذا كانت هناك حاجة إليّ، فلن أتردد".
تتمحور أفكار القدوة حول مدى التزام حماس بإنهاء السيطرة الإدارية والأمنية على غزة، ووضع سلاحها تحت سيطرة هيئة حاكمة جديدة.
ورغم أن حماس أعلنت عدم نتيها للاضطلاع بدور في السلطة في قطاع غزة، لكنها رفضت في الوقت ذاته نزع سلاحها.
وقال القدوة "لا بد أن تتاح الفرصة لهم للتحول السياسي نحو حزب سياسي"، مضيفا أن الأصول التي تمتلكها السلطة الفلسطينية حاليا في غزة يجب أن تستغل في تشكيل قوة شرطة جديدة، وأنه يمكن التحقق من هوية أفراد الشرطة الحاليين في القطاع والاستعانة بهم أيضا.
وأوضح "يتعين أن تدرك حماس أنها لا تتعرض للملاحقة، وأن بعض هؤلاء الموظفين سيحظون بفرصة أخرى، وأنهم لن يتعرضوا للاغتيال، وأن الفرصة ستتاح لهم للمشاركة في الحياة السياسية".
وأضاف أن بإمكان "مجلس مفوضين" فلسطيني إدارة غزة. وبينما يمكن لعباس تعيين رئيس لهذا المجلس، مع الحفاظ على الصلة بين الضفة الغربية وغزة، قال القدوة إنه لا يرجح "عودة السلطة (الفلسطينية) كما هي لحكم غزة".
واستطرد أن الإشراف الدولي سيكون أمرا "جيدا"، بيّد أن غزة لا بد أن يديرها الفلسطينيون وأن يتسنى لهم إجراء الانتخابات، التي أجريت آخر مرة عام 2006.
وأحجم القدوة عن الإدلاء بتفاصيل حول الفساد الذي أشار إليه، لكنه قال إنه "مندهش" من المدى الذي وصل إليه. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن السلطة الفلسطينية يعتبرها الفلسطينيون على نطاق واسع أنها فاسدة.