رياضة دولية

منتخب فلسطين يلتقي "كتالونيا" بعد "الباسك".. التضامن مستمر

منتخب فلسطين حضر إلى إسبانيا في إطار تضامن تام من إقليمي الباسك وكتالونيا- الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم
يستعد المنتخب الفلسطيني لكرة القدم لخوض مباراة ودية مع فريق إقليم كتالونيا، بعد أيام على خوضه لقاء مع إقليم الباسك.

وكان منتخب فلسطين خسر أمام "الباسك" بثلاثية نظيفة في ملعب سان ماميس بمدينة بلباو قبل أيام.

وحظي المنتخب الفلسطيني باستقبال حافل لدى وصوله مطار بلباو، كما حظي باستقبال مماثل في برشلونة، بالزيارة التي جاءت في إطار تضامن الإقليمين مع القضية الفلسطينية، وضحايا الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وكان بيب غوارديولا، المدرب التاريخي لبرشلونة ومانشستر سيتي، دعا الجماهير إلى الحضور للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.





تقاطع النضال
يشترك الباسك والكاتالونيون مع الفلسطينيين في عدة عناصر أساسية للنضال الوطني، فكُلٌّ منهم يعتبر شعبه أمة لها لغة وثقافة مميزة عُرضة للتهميش في إسبانيا، في مقابل الإبادة والإزالة في فلسطين. فالمطالبة بحق تقرير المصير تشكّل حجر الزاوية في كلٍّ من الحركتين القوميتين الباسكية والكتالونية كما هي في النضال الفلسطيني.

وفي جميع الحالات هناك إحساس عام بممارسة قمع سياسي من قبل الحكم المركزي: فقد عانى الكتالونيون والباسكيون من القمع في ظل ديكتاتورية فرانكو، التي حرمتهم من لغاتهم وعاداتهم الثقافية، بينما يرى الفلسطينيون أنهم شعب يتم اضطهاده بشكل منهجي بفعل الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، وهو ما دفع معظمهم إلى المطالبة بدولتهم المستقلة.

كما تجمع هذه الحركات قيم المقاومة ورفض الوصاية؛ فكلٌّ من القوميين الباسك والكتالونيين يخوض معركة سياسية وحقوقية لسماع صوت شعوبهم، على غرار الفلسطينيين الذين لجأوا إلى القانون الدولي والاحتجاج الشعبي للتأكيد على حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير.


 لم تقتصر مواقف التضامن من كتالونيا والباسك على القضية الفلسطينية وحدها، بل امتدت لتشمل شعوباً أخرى تسعى لاستقلالها أو حماية حقوقها.

أظهرت كتالونيا حساً عالياً بالتضامن مع الشعوب الأصلية في أميركا اللاتينية، ففي حزيران/ يونيو 2019 قام وزير خارجية الإقليم ألفريد بوش بتقديم اعتذار رسمي للشعوب الأصلية في المكسيك عن الظلم المرتكب خلال فترة الغزو الإسباني، مؤكداً دعمه لمطالبها في استعادة كرامتها والمطالبة بحقوقها.

وجاء ذلك في سياق اهتمامه بحقوق الشعوب الأصلية بشكل عام ودعمه لحقها في تقرير المصير، مع ترحيب الجانب المكسيكي بالرسالة التضامنية.


وعبّرت قيادات الأقاليم أيضاً عن دعمها لمبادئ العدالة الدولية، فعلى سبيل المثال، دانت الحكومتان الكتالونية والباسكية في مناسبات مختلفة انتهاكات حقوق الإنسان عالمياً، ودعتا إلى احترام القانون الدولي.

وفي أيلول/ سبتمبر 2025 أصدرت الحكومة الباسكية بياناً رسمياً يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، مع إدانة قاطعة لاستغلال الجوع كأداة حرب والعرقلة المتعمدة للمساعدات الإنسانية، ومؤكدةً دعمها الصريح لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".