كشفت بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن مقترح بديل لخطة السلام الأمريكية المكونة من 28 بندا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، بحسب ما أفادت به وكالة رويترز التي قالت إنها اطلعت على نص الوثيقة الأحد.
وأكد مسؤول أوروبي وآخر دبلوماسي صحة الوثيقة في تصريحات لشبكة CNN، موضحين أن النص يعكس بصورة دقيقة المساعي الأوروبية لتعديل المسودة الأمريكية، مع الإشارة إلى أن مزيداً من التغييرات كان يمكن بحثها خلال المحادثات المتسارعة التي جرت في جنيف الأحد.
وتضمن المقترح الأوروبي تعديلات رئيسية، أبرزها تخفيف الصياغة المتعلقة بتقييد تمدد حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أوروبا.
وحذفت الصياغة الأوروبية أي ذكر للتنازلات الإقليمية التي تضمنتها الخطة الأمريكية، والتي كانت تعترف بشكل صريح بالقرم ودونيتسك ولوغانسك كمناطق خاضعة لروسيا بحكم الأمر الواقع، في حين أزال المقترح الأوروبي كل الإشارات التي تتضمن أي اعتراف بالسيطرة الروسية.
ويطالب المقترح الجديد بوقف إطلاق النار قبل الشروع في تحديد تبادل الأراضي، وأن يُعتمد خط المواجهة الحالي أساساً للنقاشات المستقبلية، كما ألغى الأوروبيون مهلة المئة يوم لإجراء انتخابات في أوكرانيا، معتبرين أنها ستُعقد في أقرب موعد ممكن بعد توقيع اتفاق السلام.
وحذف المقترح الأوروبي جميع الإشارات إلى هياكل الاستثمار الأمريكية الروسية، متجها نحو مقاربة تتولى فيها
روسيا دفع تعويضات لأوكرانيا.
ونص المقترح الأوروبي على أن يُحدد حجم الجيش الأوكراني في زمن السلم بحد أقصى يبلغ 800 ألف جندي، وهو العدد نفسه تقريباً للقوات الحالية، وذلك بخلاف الخطة الأمريكية التي حددت السقف الأعلى بـ600 ألف جندي فقط.
أشارت شبكة CNN إلى أن مسودة خطة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، المؤلفة من 28 بندا والتي جرى تسريبها على نطاق واسع، تُعدّ بمثابة تراجع مخيف بالنسبة لكييف، موضحة أن الروس شاركوا في صياغتها بهدف إظهار انخراطهم في مسار السلام، في حين رأى الأوكرانيون والأوروبيون أنها خطة "سخيفة" محكوم عليها بالفشل بمجرد خروجها للعلن.
ولفتت الشبكة إلى أن مضمون الخطة يشبه، إلى حد كبير، المواقف المتشددة التي تبنتها موسكو خلال محادثات إسطنبول عام 2022، في الفترة التي كانت فيها القوات الروسية تسيطر على مساحات أوسع من الأراضي الأوكرانية، ولم تكن قد واجهت بعد سلسلة الانتكاسات العسكرية البطيئة والمرهقة على مدى السنوات الثلاث الماضية.