سياسة دولية

تقرير أمريكي: الجمهوريون يواجهون أزمة انتخابية تلوح في الأفق

تراجع شعبية ترامب بنسبة 41.9 بالمئة- الأناضول
يبدي المشرّعون الجمهوريون في الولايات المتحدة قلقًا متزايدًا من أن انتخابات منتصف المدة لعام 2026 قد تتحول إلى نكسة سياسية كبيرة تهدد سيطرتهم على مجلس النواب وتقلّص أغلبيتهم في مجلس الشيوخ بمقعدين أو ثلاثة.

وتعامل الجمهوريون مع نتائج انتخابات نيوجيرسي وفرجينيا وغيرها في 4 تشرين الثاني/نوفمبر بوصفها “جرس إنذار”، محذرين من أن الرئيس دونالد ترامب وقيادة الحزب في الكونغرس بحاجة إلى معالجة قلق الناخبين من تباطؤ الاقتصاد وارتفاع الأسعار المستمر، إلى جانب أزمة تكاليف الرعاية الصحية التي يعتزم الديمقراطيون جعلها محور حملتهم.


وفق تقرير موسع نشره موقع "The Hill"، يعترف عدد من الجمهوريين بأن ارتفاع أقساط التأمين الصحي وتكاليف الرعاية يمثل تحديًا انتخابيا كبيرا، ويخشون من أن تراجع شعبية ترامب التي تشير أحدث استطلاعات Decision Desk HQ إلى انخفاضها إلى 41.9 بالمئة مقابل 55.7 بالمئة غير راضين سيخلق رياحًا معاكسة في الولايات المتأرجحة. كما يظهر أحدث متوسط لبطاقة الاقتراع العامة في الكونغرس تقدّم الديمقراطيين بنسبة 46.8 بالمئة مقابل 41.4 بالمئة للجمهوريين.

ونقل التقرير عن أعضاء جمهوريين قولهم إن المخاوف داخل مؤتمري الشيوخ والنواب “مرتفعة”، مشيرين إلى أن الجمهوريين لم يفوزوا بأي سباق انتخابي مهم في 4 تشرين الثاني/نوفمبر. وفي فرجينيا مثلًا، فازت الديمقراطية أبيغيل سبانبرغر بسباق الحاكم بفارق 15 نقطة، ونجح الديمقراطيون في انتزاع أكثر من عشرة مقاعد في مجلس المندوبين.

ورغم امتلاك الجمهوريين أغلبية بثلاثة مقاعد في مجلس الشيوخ، يتوقع بعض المشرعين خسارة مجلس النواب، خصوصًا مع إمكانية خسارة ثلاثة مقاعد فقط لإسقاط الأغلبية الحالية (219 مقابل 213). وازدادت الحسابات تعقيدًا بعد إبطال المحكمة الفدرالية لخريطة الدوائر الانتخابية في تكساس، رغم حصول الجمهوريين على وقف مؤقت من المحكمة العليا.

وفي المقابل، يتوقع الديمقراطيون اكتساب ما يصل إلى ستة مقاعد جديدة في كاليفورنيا ويوتا.


ويشير التقرير إلى أن معركة إعادة تقسيم الدوائر لا تزال مضطربة، وأن المحاكم سيكون لها دور حاسم في تحديد الخرائط النهائية لعام 2026، ويرجح الاستراتيجيون أن تظل خريطة الدوائر التنافسية صغيرة، لكن الديمقراطيين يعتقدون أنها قد تتسع إلى 60 سباقًا محتملًا.

وفي مجلس الشيوخ، يرى الجمهوريون أن الديمقراطيين لديهم فرصة واقعية لانتزاع ثلاثة مقاعد يشغلها الحزب الجمهوري: مقعد توم تيليس في كارولاينا الشمالية، ومقعد سوزان كولينز في مين، ومقعد جون هوستد في أوهايو، رغم أن ترامب فاز بأوهايو سابقًا بفارق كبير، كما تبرز تساؤلات حول قدرة هوستد على تحفيز الناخبين دون وجود ترامب على رأس السباق.

وفي المقابل، يستهدف الجمهوريون مقاعد ديمقراطية في جورجيا وميشيغان، حيث يخوض الحزب الديمقراطي انتخابات تمهيدية معقدة بين مرشحين وسطيين وتقدميين.

كما تستمر المنافسة في ولايات أخرى مثل أيوا وتكساس وألاسكا، حيث يأمل الديمقراطيون بإقناع المرشحة السابقة ماري ساتلر بيلتولا بخوض السباق ضد السيناتور الجمهوري دان سوليفان. ويرى التقرير أن نجاح الديمقراطيين في استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ يعتمد على الفوز بمقعد إضافي من هذه المجموعة.


ويلفت التقرير  إلى أن انخفاض شعبية ترامب وتقدم الديمقراطيين في استطلاعات البطاقة العامة يمثلان التحدي الأبرز للجمهوريين، لكنه ينقل أيضا عن أعضاء الحزب أنهم يعتقدون بامتلاك الوقت الكافي لعكس المسار، شرط تحسين موقفهم في ملف الرعاية الصحية واحتواء آثار الإغلاق الحكومي الأخير، الذي استمر 43 يومًا وأضر بشعبية الحزب على المستوى الوطني.