قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن
تركيا "تسعى إلى تكثيف حضورها الإقليمي، مع تركيزها على تحويل سوريا إلى منطقة نفوذ مباشر، والعمل ضمن قوة متعددة الجنسيات في غزة، إلى جانب تعاونها مع حكومتي ليبيا لإبرام اتفاقية بحرية تمنحها موقعا متقدما للسيطرة على المجال البحري في شمال وشرق البحر الأبيض المتوسط".
وأوضحت صحيفة "معاريف"
الإسرائيلية في تقرير أن "إسرائيل" لا تنظر بإيجابية إلى هذه التحركات، وهو ما انعكس في رد عملي خلال الأسبوع الماضي، إذ شرعت "تل أبيب" في بناء تحالف إقليمي يضم
اليونان وقبرص في مواجهة التمدد التركي.
وجرى تكليف قائد القوات الجوية الإسرائيلية، اللواء تومر بار، وعدد من كبار ضباط سلاح الجو، بنقل رسالة مباشرة إلى أنقرة تؤكد جدية "إسرائيل" في المضي بهذا التحالف، وبحسب المعطيات، عقد بار اجتماعا ثلاثيا مع قائدي القوات الجوية في كل من اليونان وقبرص.
ويعبر سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي عن قلق متزايد إزاء التوسع التركي، لا سيما ما يتعلق بمحاولات إغلاق أو تقييد الممرات الجوية في شمال وشرق البحر الأبيض المتوسط.
وبحسب الصحيفة، يثير القلق احتمال إقدام تركيا على نشر أنظمة رادار ودفاع جوي داخل سوريا، في خطوة قد تؤدي إلى تقليص حرية الحركة الجوية التي يتمتع بها سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي حاليا فوق
إيران والعراق وسوريا ولبنان، وتعد هذه الحرية، وفق التقديرات الإسرائيلية، عاملا أساسيا في توفير ممر جوي آمن وسهل للوصول إلى إيران، في حال اضطرت "إسرائيل" إلى تنفيذ عمليات جوية هناك مجددا.
وتنظر "إسرائيل" إلى شراكتها مع اليونان وقبرص بوصفها تحالفا استراتيجيا، حيث تمتلك اليونان قوة جوية متقدمة تضم طائرات إف-35 وإف-16 المطورة، في حين تملك
قبرص قوة جوية محدودة الحجم، لكنها تمتلك قدرات في مجال الطائرات العمودية القتالية وطائرات النقل.
وخلال ما وُصف بـ"الحرب مع الشعب الألباني"، تحولت مطارات قبرص إلى مركز بديل للطيران المدني الإسرائيلي، إذ استخدمتها شركات العال وأركيا وإسراير والخطوط الجوية الإسرائيلية وإير حيفا، كما سبق للقوات الجوية الإسرائيلية أن أجرت تدريبات على استخدام مدارج المطارات القبرصية كبديل لمدارج قواعدها الجوية في حال تعرضت لهجمات صاروخية.
وفي هذا السياق، تعامل قبرص داخل إسرائيل، وكذلك لدى أطراف أخرى، باعتبارها أشبه بـ"حاملة طائرات"، ويعد التحالف مع كل من اليونان وقبرص رصيدا استراتيجيا مهما لسلاح جو الاحتلال الإسرائيلي.
وقاد اللواء تومر بار مؤخرا سلسلة خطوات لتعميق هذا التعاون، شملت تنفيذ مناورات مشتركة والعمل على تطوير منظومات دفاعية متكاملة للجيوش الثلاثة.
وفي "إسرائيل"، يُنظر إلى الاجتماع الذي عُقد الأسبوع الماضي على أنه لم يقتصر على التنسيق العسكري فحسب، بل حمل أيضا رسالة سياسية وعسكرية واضحة إلى أنقرة، مفادها أن "تل أبيب" لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء محاولات تركيا تغيير موازين القوى والواقع القائم في المنطقة.