هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أخطأت القاهرة حين سمحت لإثيوبيا بوضع حجر الأساس لسد النهضة، وأخطأت حين وقع السيسي على اتفاقية المبادئ، وأخطأت حين تركت إثيوبيا تمضي قدما بقرار منفرد نحو إنهاء السد، وستخسر النيل إذا لم تتحرك بالسرعة الكافية في لحظات السد الأخيرة
لا يمكن التقليل من حجم المخاطر الأمنية المتصاعدة في منطقة السد بسبب ذلك التمرد. ولعل ذلك يضعف من موقف أديس أبابا المتشدد من المفاوضات بشأن السد مع كل من مصر والسودان
يجب إطلاق مسار تفاوضي جاد يسفر عن اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد الإثيوبي، والإدارة المشتركة لتشغيله وفي التكلفة، بما يحفظ حقوق الدول الثلاث، ووضع خطة تنمية مشتركة لتوفير احتياجات شعوبها
نتعلم ذلك من درس التاريخ تارة حينما خاضت مصر معظم معاركها في الشام وفلسطين استباقا، وكذلك درس الجغرافيا الذي يتعلق بنهر النيل فيكون تأمين المياه هدفا أساسيا واستراتيجيا في مصر، ضمانا لأمن الإنسان والمواطن فيها، والأمن القومي للوطن للحفاظ على مقدراته وضروراته
لقد فعل ما عليه فعلا، لكن ليس لمصلحة مصر ولكن لصالح إثيوبيا، فليشكروه!
جولة أفريقية يقوم بها وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى 6 دول أفريقية بدأها الأحد، من العاصمة الكينية نيروبي، تليها جزر القمر، وجنوب أفريقيا، والكونغو، والسنغال، وتونس، ولذلك لبحث الأوضاع الحالية التي وصلت إليها أزمة مياه النيل مع إثيوبيا..
أطلقت السلطات المصرية العنان لأذرعها الإعلامية للتحذير من نقص المياه المرتقب بالتزامن مع فشل مفاوضات سد النهضة، وتحميل المواطنين مسؤولية الإسراف وعدم ترشيد الاستهلاك، وتجاهل اخفاق المسؤولين المصريين على مدار 10 سنوات في الخروج باتفاق يضمن حقوق مصر المائية..
يتوازى ذلك مع فشل المسار التفاوضي بين البلدان الثلاثة؛ مصر والسودان وإثيوبيا بعد جولة كينشاسا الأخيرة، بسبب استراتيجية إثيوبيا التفاوضية لكسب الوقت حتى انتهاء المراحل المقررة من بناء السد بما فيها الملء الثاني.
تتصاعد أزمة سد النهضة بين السودان ومصر من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، مع تعثر المفاوضات الفنية بينهم والتي بدأت منذ نحو 10 سنوات، وانتهت آخر جولاتها قبل أيام دون التوصل لاتفاق.
تغير العالم وكان من الطبيعي أن يتغير الآخرون.. تغيرت إثيوبيا، فهي التي كانت تشكو طيلة قرن من الزمان من سطوة النفوذ السياسي والاقتصادي ومنظومة العلاقات الدولية والإقليمية؛ التي مكنت مصر من أن تكون لها اليد العليا في منطقة حوض النيل وإعاقة تنفيذ مشروع السد.. أصبح الوضع الآن معكوساً تماماً
هذا الذي يشاع حول أن القضية تسير في مسارات معقدة حتى يتم ابتزاز مصر والنيل من مقدراتها المائية، حتى يمكن تمرير اتفاق قادم حول توصيل المياه للكيان الصهيوني
مصر والسودان ابتلاهما الله ببلاء عظيم.. هذا البلاء اسمه "حكم العسكر"، وقد تسبب هذا البلاء في مصائب كثيرة، منها سد النهضة.. وهو سد ضمن سدود كثيرة ستقام خلال السنوات القادمة، في إثيوبيا، وفي جميع دول المنبع.. ولا عزاء لشعوب المصبّ..
في سنوات التيه التي يحياها المصريون منذ فقدوا الكفاءات وتولى أهلُ ولاء الحاكم لمقاليد السلطة، تأثر النيل بالتلوث وعدم الصيانة، ثم طرأت أزمة سد النهضة التي تضع تاريخ وحاضر ومستقبل المصريين على المحك
لن ننتظر كثيراً لنعرف الناسخ من المنسوخ في كلام السيسي..
ذكرنا مرة كيف أن عباس محمود العقاد كان يسخر من أدب الحزن واللطم والتفجّع في تلك الأيام، ويستنكره على أصدقائه وخصومه سيان، وقد تخصص في نقد ومطاردة المسكين مصطفى لطفي المنفلوطي صاحب "النظرات والعبرات" وشيخ البكّائين في تلك المرحلة..