هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
منذ ما يقرب من عشرين عاما، كتبت دراسة بعنوان: الخارجون عن الإخوان.. كيف ومتى ولماذا؟ ونوهت في أول الدراسة أني لن أناقش من خرجوا بفضائح، أو خرجوا بمشكلات تتعلق بهم أو بأشخاص في التنظيم، بل اكتفيت بشريحة محددة، وهم الذين خرجوا من التنظيم لخلاف إداري، أو فكري، ثم ذهبوا لمشاريع أخرى، كان التنظيم وسيلتهم السابقة لخدمة الإسلام، فاختاروا وسيلة أخرى، سواء كان اختيار الوسيلة الأخرى عن خلاف، أو عن قناعة فكرية.
لا يدري إلى أين سينهي هذا الوضع، هل سيبرز من القوى المعارضة أقلية خلاقة جديدة، تحمل مشاريع إبداعية جادة، تصنع تيارا شعبيا متأثرا برؤية المرجعيات الجديدة فيبزغ فجرها ونقيم دولة قوية من الداخل تقهر كل التهديدات الخارجية، أم أن الأقلية المسيطرة ستواصل جرنا إلى الأسفل في غفلة تامة من الأغلبية التابعة النائمة، فيكون انتحارنا داخليا، ونفكك دولتنا الوطنية بأيدينا، ونسقط بإرادتنا جميعا بين يدي القوى الخارجية.
رغم الحضور الانتخابي المتكرر للحركات الإسلامية في المشهد السياسي، فإنّها سرعان ما تُستأصل بسهولة ودون صدى مجتمعي، وهو ما يكشف عمق أزمتها البنيوية، لا في غياب الديمقراطية أو المؤامرات الخارجية، بل في افتقادها لحزام مدني صلب يقيها الانكشاف السياسي، ويمنحها شرعية مجتمعية تتجاوز سند الصندوق. ففي غياب الترسّبات الثقافية والعمل النقابي، ظلت هذه الحركات خارج الدولة وخارج المجتمع في آن، عاجزة عن بناء توازن قوى حقيقي، ومستسلمة لعزلة مزدوجة غذّتها مرجعيات فقهية مترددة ونظرة مرتابة للعمل المدني، ما جعلها دائمًا فريسة سهلة لكل موجة قمع أو إقصاء.
منذ يومين، أصدر المصرف المركزي الليبي بياناً أوضح فيه، بخطاب حذر، قيمة المبالغ التي تم سحبها من فئة الخمسين ديناراً. وأشار البيان إلى أن هناك نحو 3.5 مليار دينار من هذه الفئة (تعادل نحو 600 مليون دولار أمريكي) كانت في التداول وتم استرجاعها، وهي مبالغ لم تصدر عن المصرف المركزي، ولم تكن أيضاً ضمن قيمة الأموال التي تم طباعتها بواسطة المصرف المركزي بمدينة البيضاء خلال فترة الانقسام، والتي أقرها مصرف طرابلس المركزي.
مع الضغط الأوروبي والعربي على الولايات المتحدة لرفع العقوبات الاقتصادية عن سورية، نشأ رأي أمريكي أن الوقت قد حان لضم سورية إلى الخارطة الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة تحت العباءة الخليجية، وبذلك أقدم ترمب على رفع العقوبات بعيد لقائه الشرع في الرياض، وهو لقاء جرى فيه تأكيد سورية وموافقتها على إقامة سلام دائم مع إسرائيل.
يقطن نحو خمسين في المائة من مجموع الفلسطينيين داخل فلسطين التاريخية، التي تبلغ مساحتها 27,009 كيلومترات مربعة، أي في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، والداخل المحتل. ووفقاً للإسقاطات السكانية، يتضاعف عدد الشعب الفلسطيني كل عشرين عاماً، حيث يُتوقّع أن يبلغ عددهم نحو 30 مليوناً بحلول عام 2050، غالبيتهم من الأطفال.
أداء الإعلام السيساوي يشعرك بأن حدثا جللا سيحدث غدا، وهو ما يهدد عرش السيسي، وكأن الإخوان عائدون للحكم غدا، هياج غير طبيعي من الإعلام تجاه جماعة يزعم هذا الإعلام منذ سنوات، أن السيسي قد قضى عليهم قضاء مبرما، ولا أمل في عودتهم.
"الزلزال السياسي" كان يوم 24 يونيو 2025 حين فاز "زهران ممداني" المرشّح الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية لعمدة نيويورك، بعد حصوله على حوالي 43.5٪ من الأصوات في الجولة الأولى، مقارنة بنحو 36.4٪ لـ "أندرو كووومو" الذي اعتبر الهزيم "ضرورية” وهنّأ ممداني على الفوز.
تأخذ "متلازمة الإسلاموفوبيا" الممزوجة بالعنصرية في فرنسا بعدا يتجاوز الهذيان المرَضي إلى ردود فعل تفوق السخافة والكاريكاتورية. ولعل أشد أنواع هذه "الإسلاموفوبيا الفرنسية، هو الهوس بـ"الإخوان المسلمين"، الذين يتم رؤيتهم أو بالأحرى تخيلهم واختراعهم في كل شيء، وفي كل مكان!
في مشهد يبدو كأنه نهاية فصل من مسرحية مشوشة، أعلن ترامب بلهجة انتصارية روحانية عن "وقف شامل لإطلاق النار" بين إيران وإسرائيل، مُنهياً حرباً لم تدم سوى اثني عشر يوماً لكنها زلزلت موازين المنطقة وكشفت أعطاب القوة لدى الطرفين. وبينما سارعت طهران إلى إعلان "نصر عظيم"، وتغنّت برغبتها في التسوية، تعددت القراءات والتحليلات، معظمها سقط في فخ العاطفة أو الأهواء المسبقة، مغفلاً السياق الحضاري والسياسي الأعمق لهذه المواجهة. تسعى هذه الورقة إلى تجاوز لحظة الإعلان المسرحي، وفتح جبهة التفكير النقدي في الربح والخسارة الحقيقيين، من منظور استراتيجي يعاين أداء إيران ومآلات صراعها لا مع إسرائيل وحدها، بل مع منطق الهيمنة الجديد الذي بات يحكم الإقليم والعالم.
الرد الليبي، ومن كلا الحكومتين بغرب وشرق البلاد، كان رافضا بالقطع للإعلان اليوناني عن فتح الباب لشركات التنقيب جنوب كريت، وهو وضع جديد ربما لم تتوقعه حكومة اليونان، وهذا ما دعا وزيرة خارجيتها للترتيب لزيارة ليبيا اليومين القادمين، والاجتماع بالحكومتين غربا وشرقا، مرجحا خيار الدبلوماسية لحل النزاع.
كما هي العادة في العالم العربي، هناك الكثير من الجدل والاستقطاب حول ما انتهت إليه الجولة الأخيرة من التصعيد بين إسرائيل وإيران بعد مرور 12 يوماً على إنطلاقها. إيران أعلنت الإنتصار على إسرائيل والولايات المتّحدة الأمريكية، ودعت الى الإحتفال في ساحة النصر. كذلك فعل أنصار إيران في العالم العربي.
ما كانت إسرائيل ستوقف عدوانها على إيران، لولا أن الأخيرة كالت لها الصاع صاعات، وأثبتت أن القبة الحديدة التي ياما تباهت بها إسرائيل كدرع واق من الصواريخ، تغدو قبة من كرتون إذا انهالت عبرها صواريخ كثيرة في زخات متتالية، بدليل أن إسرائيل استنجدت بواشنطن لتوافيها بالصواريخ الاعتراضية، لأن مخزونها منها أوشك على النفاد.
لو أن شخصا لا يعيش الأحداث التي عاشتها مصر والعالم العربي، ويدرك حقيقة وواقع جماعة الإخوان الحالي، من ضعف وانقسامات، ثم ترجمت له المواد الإعلامية للغته، لظن أن الإخوان حزب سياسي ينافس على السلطة، وأن وصوله إليها ليس وشيكا، بل بات محققا ومؤكدا، وأن الإخوان لا هم لها الآن سوى إعداد قوائم بمن يتولون المواقع والمناصب الرفيعة في مصر.
نحن نعيش اليوم نهاية حضارة عالمية تشكّلت منذ قرون وسببها نصرة الباطل واستعلاء الظالم على المظلوم، وهي الحضارة الغربية الحديثة التي بدأت مع النهضة الأوروبية واستمرت في التوسع حتى بلغت ذروتها بعد الحرب الباردة. لكن اليوم، نشهد أفول هذا النموذج، وصعود نظام دولي متعدد الأقطاب، يعيد توزيع القوة والنفوذ بين الشرق والغرب، وبين الدول الكبرى والقوى الإقليمية، داخل الأرض وخارجها.
مما يزيد من تأكّد الضبط للحرية الدينية وفق الرؤية الشرعية ما نراه يتوجّه إليها في هذه الرؤية من شُبه ترد أحيانا من الخارج وتأتي أحيانا من الداخل. فالبعض من خارج الدائرة الإسلامية يزعم أن الحرية الدينية في الإسلام هي قيمة مهدرة، إذ الإكراه الديني هو المعنى الذي تتضمنه نصوصه، وهو الذي جرى به التاريخ، وربما مالأه في هذا الرأي بعض من الداخل ممن هم متأثرون بنفس الوجهة. والبعض من داخل الدائرة الإسلامية تعدّى بالحرية الدينية ضوابطها فانتهى بها إلى تمييع لا تبقى معه لهذه الحرية حقيقة ثابتة.