وصل الرئيس السوري أحمد
الشرع، الأربعاء، العاصمة
الفرنسية باريس وذلك في أول زيارة رسمية لدولة أوروبية، تلبية لدعوة من نظيره
الفرنسي إيمانويل
ماكرون، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية "سانا".
وأشارت الوكالة الرسمية، إلى أن الرئيس الشرع والوفد
المرافق له، وصلوا إلى العاصمة باريس، للتباحث مع ماكرون، بشأن إعادة الإعمار
والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على
سوريا.
وخلال مؤتمر صحفي عقده الشرع وماكرون في قصر
الإليزيه، توجه الرئيس السوري بالشكر لنظيره الفرنسي، على استقبال اللاجئين
السوريين في السنوات الماضية وعلى استقباله اليوم.
إعادة إعمار سوريا
وقال الشرع: "عندما نهض الشعب السوري في 2011
ضد نظام الأسد، لم نكن نتوقع أن تمر ثورتنا بمراحل عدة، وتتعرض لأقصى درجات العنف،
لكن الشعب رفض الخضوع للاستبداد".
وتابع قائلا: "
فرنسا كانت صديقة للشعب السوري
ووقفت بجانبه طيلة سنوات الثورة"، منوها إلى أنه ناقش مع ماكرون سبل التقدم
في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وإعادة الإعمار واستقرار سوريا الذي يمثل
استقرار المنطقة بأكملها.
وذكر الشرع أننا "ندرك أن فترة ما بعد الثورة
صعبة، ونحاول بشكل جماعي استيعاب انتهاء حكم استبدادي، استخدم الطائفية والرعب
سلاحا ضد المجتمع السوري طيلة 54 عاما".
اظهار أخبار متعلقة
من جانبه، أكد ماكرون أن "سقوط الأسد لاقى
ارتياحاً لدى الجميع، وعلى السوريين اليوم أن يتحدوا لتحقيق السلام والاستقرار"،
مشددا على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، والمساواة في الحقوق بين جميع
مكونات الشعب السوري.
ونوه إلى أن "سوريا تواجه صعوبات كبيرة، وعلى
المجتمع الدولي التعاون معها ودعمها، للتغلب على هذه الصعوبات"، مضيفا أننا
"نحيي الخطوات التي قام بها الرئيس الشرع للاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية
وضمان السلم الأهلي".
التعاون المشترك
وأشار إلى أن فرنسا مستعدة للتعاون مع سوريا، من أجل
محاربة "داعش" بما فيه مصلحة البلدين، لافتا إلى أنه سيتم العمل على رفع
العقوبات الأوروبية تدريجيا عن سوريا.
ومساء الثلاثاء، نقلت وكالة "سانا" عن
مصدر بوزارة الإعلام، لم تسمه: "الشرع، سيجري مباحثات مع نظيره الفرنسي
إيمانويل ماكرون تشمل عددا من القضايا الثنائية والإقليمية".
وأضاف: "تأتي مسألة إعادة الإعمار وآفاق
التعاون الاقتصادي والتنمية في سوريا في مقدمة القضايا التي ستركز عليها
المباحثات، ولا سيما في مجالات الطاقة وقطاع الطيران".
وأوضح المصدر، أن "المباحثات تشمل أيضا ملفات
مهمة، أبرزها التحديات الأمنية التي تواجه الحكومة السورية الجديدة، والاعتداءات
الإسرائيلية المتكررة على السيادة السورية، والعلاقات مع دول الجوار وخاصة لبنان".
المصدر، قال إن "الزيارة الرسمية للرئيس الشرع
تكتسب أهمية كبيرة كونها الأولى إلى دولة أوروبية، بعد سقوط النظام البائد (برئاسة
بشار الأسد)، بما يسهم في تطوير العلاقات الخارجية للدولة واستعادة مكانتها".
وأردف: "الزيارة تأتي ضمن مسار تطور العلاقات
بين البلدين، حيث سبقتها مكالمات هاتفية عدة بين الرئيسين، ناقشت عددا من القضايا
المشتركة ذات الأهمية".
وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، أكملت فصائل سورية
سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة
الأسد، بينها 24 عاما تولى خلالها بشار الأسد الرئاسة (2000-2024).
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلنت الإدارة
السورية الجديدة الشرع، رئيسا للبلاد خلال فترة انتقالية من المقرر أن تستمر 5
سنوات.