تمكن مهندسو وكالة
الفضاء الأمريكية "
ناسا" من إعادة تشغيل محركات احتياطية لمركبة "فوياجر 1"، التي تُعد أبعد جسم من صنع البشر عن الأرض، بعد أن توقفت عن العمل منذ 20 عاما، في خطوة وُصفت بالمنقذة للمهمة التي اقتربت من فقدان الاتصال نهائيا بالمركبة.
وذكر موقع "
سبيس" في تقرير، أن هذه المحركات الاحتياطية، التي تُستخدم لضبط اتجاه المركبة، لم تفعل منذ عام 2004 وكانت تُعتبر غير صالحة للاستخدام.
ولفت إلى أن تدهور المحركات الرئيسية بسبب تراكم الرواسب قد يهدد قدرة "فوياجر 1" على توجيه هوائيها نحو الأرض، ما يُنذر بانقطاع الاتصال بها بعد قرابة 50 عاما من الخدمة المستمرة.
اظهار أخبار متعلقة
وأشار التقرير إلى أن المهندسين واجهوا مهلة حرجة لإتمام الإصلاح، إذ كان من المقرر أن يُغلق الهوائي الأرضي الذي يتواصل مع "فوياجر" في 4 أيار /مايو الجاري لإجراء ترقيات، ما كان سيجعل أي تدخل لاحق مستحيلا.
وكانت "ناسا" أطلقت مركبتي "فوياجر 1" و"فوياجر 2" عام 1977 لاستكشاف الكواكب الخارجية، قبل أن تتجه لاحقا لدراسة الفضاء بين النجوم.
وغادرت "فوياجر 1" النظام الشمسي في آب /أغسطس عام 2012، تلتها "فوياجر 2" في تشرين الثاني /نوفمبر عام 2018، وقد قطعتا معا أكثر من 46.7 مليار كيلومتر.
وأكد الموقع أن التحديات التقنية المرتبطة بالعمر الطويل وبعد المسافة عن الأرض دفعت "ناسا" لإيقاف بعض الأجهزة والسخانات للحفاظ على الطاقة، كما واجهت "فوياجر 1" خللا برمجيا في إحدى الشرائح تم حله مؤخرا، ما أعاد الاستقرار للمركبة.
ولفت التقرير إلى أن إحياء دافعات التدحرج الاحتياطية شكل "إنجازا هندسيا رائعا" ساهم في إنقاذ المهمة. وكانت هذه الدافعات توقفت عن العمل بعد تعطل السخانات المرتبطة بها، وفشل الفريق سابقا في إصلاحها عن بعد.
وقال كريم بدر الدين، مدير مهمة "فوياجر" في مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا"، "أعتقد أنه في ذلك الوقت، كان الفريق مرتاحًا لقبول أن محركات الدفع المتدحرجة الأساسية لم تعمل، لأن لديهم محركًا احتياطيا جيدا للغاية".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف أنه "وبصراحة، ربما لم يعتقدوا أن مركبات فوياجر ستستمر في العمل لمدة 20 عاما أخرى".
وبيّن التقرير أن الفريق واجه مخاطرة عالية عند إعادة تنشيط الدافعات، إذ تطلب الأمر إعادة محاذاة دقيقة لجهاز تتبع النجوم، تجنبًا لارتفاع الضغط الناتج عن إعادة تشغيل السخانات.
وقال تود باربر، قائد الدفع في البعثة، "لقد كانت لحظة مجيدة. كانت معنويات الفريق مرتفعة للغاية ذلك اليوم"، مضيفا: “اعتُبرت هذه الدوافع معطلة. وكان هذا استنتاجًا سليمًا. كل ما في الأمر أن أحد مهندسينا أدرك وجود سبب محتمل آخر، وكان من الممكن إصلاحه. لقد كانت معجزة أخرى أنقذت فوياجر".
ويُظهر هذا النجاح مرونة تصميم المركبة وابتكار المهندسين الذين حافظوا على استمرارية مهمتها رغم مرور ما يقارب نصف قرن. ولا تزال المركبتان ترسلان بيانات فريدة من الفضاء بين النجوم، تُعزز فهم البشرية لمحيطها الكوني الأوسع، وفقا للتقرير.