سياسة دولية

بعد ترحيلها.. ريما حسن تتوعد بمزيد من سفن كسر الحصار عن غزة (شاهد)

من سجن الاحتلال إلى ساحة باريس.. ريما حسن تواصل التحدي: "حصار غزة سينكسر" - الصفحة الرسمية ريما حسن "إكس"
من سجن الاحتلال إلى ساحة باريس.. ريما حسن تواصل التحدي: "حصار غزة سينكسر" - الصفحة الرسمية ريما حسن "إكس"
أعلنت النائبة الفرنسية-الفلسطينية في البرلمان الأوروبي، ريما حسن، مساء الخميس، عزمها المضي قدمًا في إرسال "أكبر عدد ممكن من القوارب" إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات، وذلك عقب عودتها إلى فرنسا بعد ترحيلها من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي اختطفتها واحتجزتها مع نشطاء آخرين كانوا على متن سفينة "مادلين" الإنسانية قبل وصولها إلى وجهتها.

وفي تجمع شعبي أقيم في ساحة الجمهورية بوسط باريس، بحضور مئات من أنصار حزب "فرنسا الأبية" اليساري، قالت حسن: "لديّ كلمة أقولها لإسرائيل: المركب التالي على وشك المغادرة".

وجاء هذا التصريح بعد أن أمضت ثلاثة أيام في مركز احتجاز للاحتلال الإسرائيلي، بينها فترة وجيزة في الحبس الانفرادي، إثر اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفينة "مادلين" على بُعد 185 كيلومترًا من سواحل غزة. 

وكانت السفينة قد أبحرت من إيطاليا في الأول من حزيران/يونيو الجاري وعلى متنها 12 ناشطًا دوليًا، في محاولة رمزية وسياسية لكسر الحصار وتوصيل مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر.

استقبال شعبي حافل في باريس
فور وصولها إلى مطار رواسي شارل ديغول قادمة من تل أبيب، واجهت حسن ما وصِف بأنه "مواجهة مع مسافرين عدائيين" على متن الطائرة، وفقًا لمصدر ملاحي أفاد وكالة فرانس برس، قبل أن ترافقها شرطة الحدود الفرنسية إلى خارج الطائرة عند هبوطها. 

ولم تظهر حسن في قاعة الوصول، حيث كان في انتظارها عدد من أعضاء حزبها وناشطون مؤيدون للقضية الفلسطينية، رفعوا لافتات ورددوا شعارات من بينها: "فلسطين حرة" و"هذه ليست حربًا، هذه إبادة جماعية".

اظهار أخبار متعلقة


في المقابل، خرج بعض الركاب من الطائرة وقد لفوا أنفسهم بعلم الاحتلال الإسرائيلي، ورد بعضهم برفع قبضاتهم في وجه المتظاهرين.

ومن المطار، توجهت حسن مباشرة إلى ساحة لا ريبوبليك، حيث كان في استقبالها زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان-لوك ميلانشون ونحو 15 نائبًا من حزبه. 

وأشاد ميلانشون بها أمام الحشد، قائلاً:"هذه امرأة أعطت درسًا في الشجاعة. أيتها الشابات، أيتها الفتيات، حاولن جميعًا عندما تكبرن أن تصبحن مثل ريما حسن".

رحلة رمزية... وهدفها كسر الحصار
وخلال كلمتها في التجمع، قالت ريما حسن، وقد لفت رأسها بالكوفية الفلسطينية: "رحلة سفينة مادلين كانت خطوة رمزية، والجميع يعلم ذلك، لكنها كانت سياسية بامتياز".

وأضافت أن "الهدف الأول والأهم كان إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة"، لكن الرحلة كانت أيضًا، وقبل كل شيء، صرخة سياسية للتنديد بالحصار وكسره.

وشاركتها الوقفة التضامنية الناشط الفرنسي ريفا فيار، الذي كان برفقتها على متن السفينة، وظهر مرتديًا الكوفية الفلسطينية، في مشهد رمزي قوي يعكس حجم التضامن الشعبي الفرنسي مع القضية الفلسطينية.

اظهار أخبار متعلقة


لن نتوقف حتى يُكسر الحصار
من جهته، أصدر تحالف أسطول الحرية الذي نظم رحلة "مادلين"، بيانًا الجمعة، أكد فيه التمسك بمواصلة العمل لكسر الحصار، وجاء فيه: "نحن متحدون في هدف واحد: كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني واللاإنساني، وإنهاء معاناة غزة، وإظهار أن فلسطينيي غزة ليسوا وحدهم ولن يكونوا كذلك أبدًا".

وشدد التحالف على التزامه بمبادئ اللاعنف والتضامن الدولي، مشيرًا إلى أن "آلاف الناس في القارات الخمس ينتفضون – سيرًا على الأقدام، وفي القوارب، وفي الشوارع والساحات – ليقولوا: كفى. كفى حصارًا. كفى جوعًا. كفى احتلالًا. كفى إبادة جماعية".

وختم البيان بالتأكيد على أن التحالف سيواصل جهوده: "لن نتوقف، ولن نرتاح، حتى يُكسر الحصار الإسرائيلي، وتنتهي الإبادة الجماعية، ويتحرر الشعب الفلسطيني من الظلم".

ردود فعل رسمية وإعلامية متباينة
وأثارت حادثة ترحيل ريما حسن وتوقيفها في الاحتلال الإسرائيلي ردود فعل سياسية وإعلامية واسعة في فرنسا، بين داعم لموقفها الإنساني والسياسي، ومنتقد لتوجهاتها ومشاركتها في رحلة بحرية تُعد "استفزازية" في نظر بعض الأوساط المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي. لكن رغم الانقسام، فإن ظهور حسن في ساحة الجمهورية محاطة بزملائها وأنصارها شكل رسالة واضحة باستمرار النضال السياسي الفرنسي الرافض للحصار الإسرائيلي على غزة.

وتتزامن هذه التطورات مع تنامي الحركة الشعبية الأوروبية المطالِبة بوقف الحرب والجرائم ضد المدنيين الفلسطينيين، لا سيما بعد التقارير الحقوقية المتزايدة التي تتحدث عن كارثة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة بسبب الحصار المستمر منذ أكثر من 17 عامًا، والهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.

اظهار أخبار متعلقة


ترحيب شعبي حاشد في برلين بالناشطة ياسمين آكار 
كما حظيت الناشطة الألمانية ياسمين آكار، إحدى المشاركات في سفينة "مادلين" الإنسانية، باستقبال شعبي حار في مطار برلين أمس الخميس، بعد ترحيلها من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إثر اعتراض السفينة في المياه الدولية ومنعها من الوصول إلى قطاع غزة.

فور وصولها إلى العاصمة الألمانية، تجمهر عشرات المؤيدين في قاعة الاستقبال بالمطار، رافعين الأعلام والأوشحة الفلسطينية، ومرددين هتافات داعمة من بينها: "الحرية لفلسطين" و"الحرية لياسمين". 

وبحسب تقديرات الشرطة، فقد تجاوز عدد المستقبلين المئة شخص، فيما جرى رفع آكار على الأكتاف وسط أجواء حماسية عارمة.

وفي مؤتمر صحفي عقدته داخل المطار، وجهت آكار اتهامات صريحة للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن قوات الاحتلال "اختطفت طاقم سفينة مادلين في المياه الدولية"، في خطوة اعتبرتها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

وقالت الناشطة الألمانية أمام وسائل الإعلام والجمهور: "لن نتوقف. سنعود مجددًا حتى نكسر هذا الحصار"، في إشارة إلى استمرار الحملة الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا.

وتُعرف ياسمين آكار في الأوساط السياسية والإعلامية في ألمانيا، حيث اشتهرت بمواقفها العلنية الرافضة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، وبدعمها الصريح للقضية الفلسطينية، وهو ما جعلها محط متابعة من قبل الأجهزة الأمنية الألمانية، حسبما ذكرت تقارير محلية.

ويأتي هذا الحدث في سياق حملة دولية متنامية تقودها منظمات ونشطاء من مختلف أنحاء العالم، تحت راية أسطول الحرية، بهدف تسليط الضوء على المأساة الإنسانية في غزة، والدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع.

وتعكس مشاهد الاستقبال الحاشد في برلين تصاعد الوعي الشعبي الأوروبي بقضية غزة، وتزايد الدعم الشعبي لجهود كسر الحصار، خصوصًا في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.


التعليقات (0)

خبر عاجل