سياسة دولية

من لندن.. تأسيس جبهة دولية لمواجهة الاحتلال والفصل العنصري

حضور لافت في المؤتمر على مستوى المتحدثين والحضور - عربي21
حضور لافت في المؤتمر على مستوى المتحدثين والحضور - عربي21
شهدت العاصمة البريطانية لندن، السبت، انطلاق أعمال المؤتمر التأسيسي الأول لـ”التحالف العالمي من أجل فلسطين” (Global Alliance for Palestine – GAFP)، بمشاركة نخبة من الشخصيات البرلمانية والحقوقية والنقابية والثقافية من مختلف القارات، في خطوة وُصفت بأنها “لحظة مفصلية” في مسار حركة التضامن العالمي مع فلسطين.

وجاء إطلاق التحالف بعد تصاعد غير مسبوق في الحراك الشعبي العالمي منذ اندلاع حرب غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتكشّف الانتهاكات الواسعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وسط اتهامات متزايدة بتكريس نظام فصل عنصري واستهداف ممنهج للعمل التضامني حول العالم.

ما هو التحالف العالمي من أجل فلسطين؟

التحالف هو مبادرة دولية تهدف إلى توحيد جهود التضامن مع فلسطين ضمن جبهة استراتيجية منظمة، تجمع بين النقابات ومنظمات المجتمع المدني والحركات الطلابية والمبادرات الإعلامية والثقافية، إلى جانب برلمانيين ومفكرين ونشطاء من مختلف دول العالم، خاصة خارج المنطقة العربية.

اظهار أخبار متعلقة



ويقوم المشروع على قناعة مفادها أن “التضامن مع فلسطين يجب أن يكون مؤسسيًا، منظمًا، ومؤثرًا”، وفق ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر، الذي دعا إلى “بلورة قوة عالمية رادعة لسياسات الاحتلال، ومجابهة حملات التشويه والتضليل التي تستهدف القضية الفلسطينية وأنصارها”.

كوربن، البرغوثي، فاروفاكيس… قامات بارزة في الواجهة

ترأس المؤتمر الدكتور أنس التكريتي، رئيس اللجنة التحضيرية، وشارك في الجلسات عدد من الشخصيات الدولية البارزة، في مقدمتهم: النائب البريطاني جيريمي كوربن، الذي يتولى رئاسة اللجنة التوجيهية للتحالف، الدكتور مصطفى البرغوثي من فلسطين، الزعيم الإيرلندي جيري آدامز (عبر الفيديو)، وزير المالية اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس (عبر الفيديو)، المناضل الجنوب إفريقي روني كاسريلز، النائب الإيطالي أنجيلو بونيلي.


Image1_7202526174133655604033.jpg

من الجلسات الحوارية إلى الهيكلة التنظيمية

وشمل المؤتمر ثلاث جلسات رئيسية، تناولت: تأطير اللحظة الدولية في ضوء الزخم التضامني الأخير مع فلسطين، دروس من تجارب الحركات العالمية، لا سيما BDS، و”أوقفوا الحرب”، و”CODEPINK”، بناء الهيكل التنظيمي للتحالف، ووضع خطة عمل استراتيجية و”ميثاق تأسيسي”، بإشراف شخصيات أكاديمية ونقابية من أوروبا وأمريكا اللاتينية ونيوزيلندا.

خارطة طريق لمواجهة الاحتلال

واختتم المؤتمر بإعلان بيان تأسيسي أكد على: دعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، رفض نظام الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي، الدفاع عن الحق في التضامن والعمل المدني اللاعنفي، بناء تحالف دولي متعدد المستويات والقطاعات.

ودعا البيان إلى تكثيف العمل البرلماني والإعلامي والقانوني في دول الشمال العالمي، وتوسيع حملات المقاطعة، وتعزيز أدوات المقاومة الشعبية السلمية حول العالم.

كوربن: “نقطة تحوّل في النضال العالمي”

وفي كلمته خلال الجلسة الختامية، قال النائب البريطاني جيريمي كوربن: "نحن لا نؤسس لتحالف عابر، بل نُطلق حركة عالمية دائمة تتحدى الظلم، وتُعيد لفلسطين مكانتها في ضمير الإنسانية. هذه لحظة تاريخية ونقطة تحوّل في النضال من أجل العدالة.”


Image1_7202526174147758849299.jpg

ما بعد لندن.. خارطة تحرك دولية

أعلن المنظمون أن المؤتمر القادم سيُعقد في 2026، في دولة سيتم الإعلان عنها لاحقًا، مؤكدين أن الخطوة التالية تشمل: تشكيل لجان عمل دولية متخصصة، تعزيز شبكات الإعلام البديل، دعم التعليم الشعبي حول القضية الفلسطينية، إطلاق حملات ضغط سياسي وتشريعي في العواصم المؤثرة عالميًا.

يمثل إطلاق التحالف العالمي من أجل فلسطين نقلة نوعية في العمل التضامني المنظم، وسط ما يصفه منظموه بـ”فراغ دولي أخلاقي وسياسي تجاه الجرائم المرتكبة في فلسطين”. كما يعكس رغبة متجددة في بناء حركة مقاومة مدنية عالمية تُواجه الفصل العنصري، وتنحاز إلى القيم الإنسانية والعدالة.

اظهار أخبار متعلقة



وقال زياد العالول، المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، في تصريح خاص لـ”عربي21”، إن “انعقاد هذا المؤتمر في قلب العاصمة البريطانية لندن، وبهذا الزخم الدولي، يعكس حجم التعاطف العالمي المتنامي مع قضية فلسطين، وضرورة الارتقاء به إلى مستوى تنسيق فعّال ومستدام للجهود الدولية المناصرة لحقوق شعبنا”.

وأضاف العالول أن “الحاجة لمثل هذا التحالف باتت أكثر إلحاحًا في ظل حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا، والتي لم تكتف بالقصف والقتل، بل لجأت إلى أحد أقذر الأسلحة وهو سلاح التجويع، على مرأى ومسمع العالم كله”.


Image1_720252617421285019089.jpg

وأكد أن “الثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني في هذه المواجهة غير مسبوق في العصر الحديث، وهو ثمن لا بد أن يقابل ليس فقط بدعم نضاله من أجل نيل حقوقه، بل بملاحقة قادة الاحتلال أمام القضاء الدولي على الجرائم التي ارتكبوها بحق المدنيين، والنساء، والأطفال، والبنية التحتية للحياة”.

وختم العالول تصريحه بالقول: “نحن هنا لنقول إن التضامن مع فلسطين لم يعد رفاهًا أخلاقيًا، بل مسؤولية دولية سياسية وإنسانية، يجب أن تتحول إلى قوة منظمة تُحدث فرقًا حقيقيًا على الأرض”، وفق تعبيره.
التعليقات (0)