يعيش
المغرب خلال فصل الصيف الحالي، على إيقاع تفاقم الحرائق في المناطق الشمالية، خاصةً بالقرب من مدينتي شفشاون وتطوان؛ وذلك على الرغم من الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الحكومة عبر إطلاق خطّة مبكرة لمكافحة الحرائق في 16 أيار/ مايو الماضي، مدعومة بميزانية تقارب 17 مليون دولار.
وبحسب عدد من الخبراء فإنّ أسباب تفاقم الحرائق ترجع لعدّة عوامل، أبرزها: الكثافة العالية للغابات، والكثافة السكانية، والتضاريس الوعرة التي تعيق عمل فرق الإطفاء، ناهيك عن سرعة الرياح التي تساهم في انتشار النيران.
أيضا، يشير معظم الخبراء إلى أنّ: "العامل البشري يبقى هو الشرارة الأساسية وراء معظم هذه الحرائق، سواء أكان ذلك عن قصد أو نتيجة للإهمال"؛ وكانت السلطات، في تموز/ يوليو الماضي، قد حذّرت السكان القاطنين قرب الغابات من خطر اندلاع حرائق خلال الأيام المقبلة، داعية إلى توخي الحيطة والحذر واتخاذ أقصى درجات اليقظة.
وأشارت إلى "خطورة مرتفعة لاندلاع حرائق غابات في أقاليم الحسيمة والعرائش ووزان وتطوان وإفران (شمال)، وتاونات (شرق)"، كما حدّدت عبر بيان، وصل "عربي21" نسخة منه: "خطورة متوسطة في أقاليم بركان ووجدة (شمال شرق)، والدرويش والناظور وصفرو وأزيلال وبني ملال والخنيفرة (شمال)، والرباط وسلا والصخيرات تمارة والصويرة (غرب)، وأكادير (وسط)".
أيضا، دعت الوكالة "المواطنين إلى تبليغ السلطات المحلية بسرعة في حال رصد أي دخان أو سلوك مشبوه".
حرائق شفشاون.. الأكبر من نوعها
المدير الجهوي للوكالة الوطنية للمياه والغابات بجهة طنجة تطوان (شمال)، سعيد بنجيرة، قال في عدد من التصريحات الإعلامية، إنّ: "حرائق شفشاون، التي اندلعت ما بين 12 و14 أغسطس الجاري هي الأكبر من نوعها في البلاد خلال العام الجاري".
وأضاف بنجيرة، بأنّ: "الرياح وارتفاع درجات الحرارة ساهمت في هذا الحريق"؛ فيما أبرز المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، عبد الرحيم هومي، أنّ: "أسباب تسجيل شمال البلاد عدد حرائق أكبر يرجع إلى كثافة الغابات والغطاء النباتي، بالإضافة إلى الكثافة السكانية أيضا".
وأوضح هومي، وفقا لتصريحات لوكالة "الأناضول" أنّ: "كثافة الغابات وعدد السكان عاملين أساسيين في ارتفاع عدد حرائق الغابات بشمال البلاد"، مردفا بأنّ: "السلطات حقّقت هذا العام نتائج إيجابية في إخماد الحرائق والوقاية منها".
"حرائق الدردارة التي اندلعت بضواحي مدينة شفشاون (شمال)، ما بين 12 و14 أغسطس الجاري أتت على 500 هكتار من الغابات (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع)، مشيرا إلى أنها من أكبر الحرائق بالبلاد خلال عام 2025" وفقا للمدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات (رسمية).
وفي السياق نفسه، أكّد هومي أنّ: "صعوبات تضاريس المنطقة وكثافة الغابات وسرعة الرياح تصعب أيضا من أعمال الفرق الميدانية في مواجهة الحرائق". وكانت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، قد نشرت خرائط تنبؤية بالمخاطر في مناطق الشمال، مع إطلاق حملة توعية ومجهودات مكثفة من أجل إخماد الحرائق في مراحلها المبكرة.
اظهار أخبار متعلقة
أي تحديات؟
عدد من الباحثين والخبراء المغاربة، أكّدوا عبر تصريحات متفرّقة، أنّ: "هناك نقص في الموارد البشرية والتقنية المتخصّصة في مجال محاربة الحرائق. ويجب إثر ذلك الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة مثل الطائرات بدون طيار والمحطات الذكية".
كذلك، هناك مطالب متصاعدة، بضرورة نشر الطائرات بدون طيار، مع استخدام الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي بغية تحديد الحرائق في مراحلها الأولى وتوجيه فرق التدخل. وذلك بالإضافة إلى أهمية تجهيز بنية تحتية مناسبة في بعض المناطق المنعزلة.
تجدر الإشارة إلى أنّ السلطات المغربية قدّرت عدد الحرائق المسجلة خلال عام 2024 بما يناهز 382 حريقا قد أتت على نحو 874 هكتارا من الغابات، بانخفاض 82 في المئة مقارنة بعام 2023. وتغطي الغابات ما يقدّر بـ12 في المئة من مساحة المغرب الذي يشهد سنويا حرائق تتفاوت شدتها باختلاف الظروف المناخية والسلوك البشري.