سياسة دولية

الاحتلال ينفذ عملية عسكرية بعمق 38 كلم في سوريا ويتمسك بجبل الشيخ

الاحتلال سيطر على قمة جبل الشيخ عقب سقوط نظام الأسد- الأناضول
الاحتلال سيطر على قمة جبل الشيخ عقب سقوط نظام الأسد- الأناضول
أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي على تمسكه بقمة جبل الشيخ السوري باعتبارها موقعا إستراتيجيا "لا يمكن التنازل عنه"، كما كشف عن عملية تفاصيل سرية نفذتها قواته داخل الأراضي السورية وصلت إلى عمق 38 كيلومترًا، وصادرت خلالها "أطنانا من الأسلحة".

وتحدث جيش الاحتلال عن مصادرة "أطنانا من الأسلحة من قواعد عسكرية سورية مهجورة"، خلال عملية عسكرية سرية نفذتها قواته مؤخرا داخل العمق السوري، على مسافة وصلت حتى 38 كيلومترا من المنطقة الحدودية، تقع قرب العاصمة دمشق.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن ضباط إسرائيليين قولهم، إن السيطرة على قمة جبل الشيخ السوري أتاحت لهم مجال رؤية مباشر نحو مواقع عسكرية حساسة داخل الأراض السورية.

وذكر أحد الضباط أنه تفاجأ حين تمكن من "رؤية بوضوح مقر قيادة الفرقة العسكرية المسؤولة عن منطقة الجولان المحتل في ‘محاني يتسحاك‘ (قاعدة نفح)"، مبينا أن هذا الموقع كان هدفًا للقوات السورية في حرب تشرين عام 1973.

ووفق المصدر العسكري، الذي نقلت عنه الصحيفة، فإن "الجيش أقام منذ ذلك الحين ثمانية مواقع عسكرية على امتداد شريط بعمق خمسة إلى 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية".

وأشار الصحيفة، إلى أن عملية وصفت باسم "أخضر–أبيض" نفذت مؤخرا على مسافة 38 كيلومترا داخل سورية، واستمرت 14 ساعة، بمشاركة قوات احتياط من فرقة 210 ووحدات أخرى بينها كتيبة الاحتياط الدرزية (حيرف 299).

اظهار أخبار متعلقة



وقال ضباط شاركوا في العملية إنها استهدفت "قاعدتين سوريتين كبيرتين خلت من الجنود لكن بقيت ممتلئة بالأسلحة الثقيلة والذخائر".

وبين التقرير، أن قوات الاحتياط التابعة للفرقة 210 جلبت إلى إسرائيل نحو 3.5 طن من المواد المتفجرة ووسائل القتال من عتاد الجيش السوري النظامي، وذلك من أصل 7 أطنان كان "لواء الجبال" قد جمعها من داخل الأراضي السورية خلال الأشهر الماضية.

وأشار التقرير إلى أن التخطيط لعملية تالية بدأ بالفعل مع إدراك أنّ مستوى الخطر سيكون أعلى هذه المرة، مضيفا أن الغاية لا تقتصر على "تنظيف" المنطقة من السلاح، بل تشمل تعطيل مزيد من شحنات التهريب إلى حزب الله، وأنّ الوجود الإسرائيلي المتكرر "يصعّب على أطراف معادية ملء الفراغ الذي خلّفه جيش النظام السوري" السابق.

ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فإن القوات التقت خلال تقدمها نحو تلك القواعد بمجموعات من السكان الدروز في قرية رخلة، على مشارف دمشق، الذين "استقبلوا القوات وطلبوا مساعدتها" بعد أن تعرضت أحياء درزية لهجمات من فصائل مسلحة. وبحسب التقرير، قدّم الجيش الإسرائيلي "مساعدات إنسانية" لهؤلاء السكان مقابل حصوله على معلومات حول مخازن أسلحة تركها الجيش السوري في المنطقة.

كما زعم التقرير أن بعض الأسلحة التي تُركت في المنطقة استخدمتها مجموعات مسلحة لمهاجمة القرى الدرزية جنوب سورية، فيما يخشى الجيش الإسرائيلي من أن تتحول تلك المخازن إلى "مصدر تسليح لفصائل معادية".

ويقول الجيش الإسرائيلي إن عملياته في الجانب السوري تستهدف "منع تهريب السلاح إلى حزب الله في لبنان"، مدعيا أن بعض الشحنات كانت في طريقها إلى تجار سلاح في شبعا ومناطق حدودية أخرى.

وقال أحد الضباط: "صودرت قافلة شاحنات محمّلة بقذائف وصواريخ مضادة للدروع، كانت في طريقها شمالًا". وأضاف أن "المصادرة تمت بمحض الصدفة خلال العملية الليلية".

وبحسب ما ورد في الصحيفة، يعتبر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن القمة التي سيطر عليها قبل نحو عشرة أشهر تشكل موقعًا إستراتيجيا "لا يمكن التنازل عنه"، إذ تمنح القدرة على مراقبة "طرق التهريب" الممتدة نحو جنوب لبنان.

كما تكشف خطوط إمداد يصفها الجيش الإسرائيلي بأنها "شريان لوجستي لحزب الله".

وأشار التقرير إلى وجود قوات الاحتلال في هذه المواقع يتيح أيضًا مراقبة طريق دمشق–بيروت الحيوي، والإشراف على البقاع اللبناني الذي يعتبره الجيش "مركزًا خلفيًا لوجستيًا لحزب الله". وخلص الضباط إلى أن "التواجد المستمر داخل العمق السوري يعقّد على أي طرف معادٍ محاولة ملء الفراغ الذي خلّفه انهيار الجيش السوري في المنطقة".
التعليقات (0)

خبر عاجل