عبرت السلطات الفرنسية عن إدانتها للهجوم البري الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة
غزة، مطالبة حكومة بنيامين نتنياهو بوقف ما وصفته بـ"الحملة التدميرية التي لم يعد لها أي منطق عسكري".
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان رسمي الثلاثاء، إن "الوضع الإنساني والصحي في غزة بلغ مستوى خطيرا للغاية، يتسم بالمجاعة وغياب الوصول إلى الضروريات الأساسية والرعاية الطارئة"، داعية حكومة الاحتلال إلى "رفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع فورا، واستئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن".
وجاء القصف الإسرائيلي العنيف على غزة فجر أمس الثلاثاء، بعد ساعات من زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى تل أبيب، حيث جدد تأكيد دعم واشنطن "الراسخ" لإسرائيل في عدوانها.
من جهته، قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، إن "القصف لا يزال مستمرا بشكل كثيف على مدينة غزة، وأعداد الشهداء والإصابات في ازدياد"، مشيرا إلى أن "طائرات الاحتلال استهدفت مربعا سكنيا في محيط ساحة الشوا، ما أدى إلى وقوع شهداء ومصابين ومفقودين تحت الأنقاض"، واصفا ما جرى بأنه "مجزرة كبيرة".
في المقابل، صعّد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس لهجته قائلا: "غزة تحترق ولن نتراجع"، مضيفا أن جيشه "يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل بشجاعة لتهيئة الظروف أمام إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس. لن نتوقف ولن نتراجع حتى ننجز مهمتنا".
اظهار أخبار متعلقة
وكانت حكومة الاحتلال قد أقرت في الثامن من آب/ أغسطس الماضي خطة طرحها نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بشكل كامل وتدريجي، بدءا من مدينة غزة.
وفي الحادي عشر من الشهر ذاته، شرع جيش الاحتلال في هجوم واسع على المدينة انطلاقا من حي الزيتون (جنوب شرق)، في عملية أطلق عليها اسم "
عربات جدعون 2"، تخللها استخدام روبوتات مفخخة لنسف منازل، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.
وبدعم أمريكي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ارتكاب مجازر وجرائم ترقى إلى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في القطاع، خلفت حتى اليوم 64 ألفا و964 شهيدا، و165 ألفا و312 جريحا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب مجاعة أودت بحياة 428 فلسطينيا، بينهم 146 طفلا.