نشرت مجلة "
فورين بوليسي" الأمريكية، مقالا، للزميل الأول لدراسات
الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية، ستيفن كوك، قال فيه إنه: متأكد تماما من أنه لا يوجد مكان في العالم يتجلى فيه التناقض بين الواقع الموضوعي والسياسة الخارجية الأمريكية، بشكل أكبر، ممّا هو عليه في الشرق الأوسط.
وأوضح كوك، في
المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "غزو العراق، وأجندة الحرية، والمحاولات المختلفة لعملية السلام الإسرائيلية
الفلسطينية، كلها أمثلة على تقاطع الخيال الأمريكي، مع الفشل على مدى العقود القليلة الماضية. ومع ذلك، لا تزال هذه الأوهام قائمة".
وأشار إلى أنه: "ليس هناك مثال معاصر على ذلك أفضل من التذمر الخافت بين ما لا يقل عن 26 عضوا ديمقراطيا في الكونغرس ممّن يؤيدون الاعتراف بدولة فلسطينية".
وفي اجتماع رسمي، انعقد الأسبوع الماضي، في مجلس العلاقات الخارجية، قال النائب رو خانا من كاليفورنيا، الذي يقود هذه الجهود، إنّ: "اعتراف الولايات المتحدة بفلسطين من شأنه أن يعزّز حل الدولتين"، مضيفا: "سيمنح هذا الناس أملا في المنطقة. سيُقدّم حلا ملموسا بعيدا عن حماس".
إلى ذلك، أورد الكاتب نفسه: "بغض النظر عن القضية الأخلاقية واهتمام خانا الجاد والمثير للإعجاب بتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لما فيه خير الشعبين، فإن رؤيته تشبه تماما ما عبّر عنه الرئيس جورج بوش الإبن قبل 23 عاما: دولتان ديمقراطيتان -إسرائيل وفلسطين منزوعة السلاح- تعيشان جنبا إلى جنب في سلام. لقد قلب خانا الترتيب، واضعا الاعتراف بفلسطين قبل السلام".
وبحسب
المقال فإنّ: "إشارات خانا العديدة إلى سياسيين إسرائيليين كانوا غير ذي صلة لفترة طويلة، بمن فيهم إسحاق رابين، الذي اغتيل عام 1995 وشمعون بيريز، الذي توفي عام 2016 وإيهود باراك، الذي قاد إسرائيل آخر مرة منذ ما يقرب من ربع قرن، كشف عن رغبة أمريكية نموذجية في أن يكون العالم كما نتمناه وليس كما هو عليه في الواقع".
ويقول إنّ: "الأمر لا يقتصر على خانا وزملائه. فإدارة ترامب مذنبة أيضا برمي الأمنيات -بشأن نزع سلاح حزب الله وحماس"، موضّحا أنه: "مع ذلك، فعلى الرغم من كل الإنجازات العسكرية الإسرائيلية والنوايا الحسنة لقادة لبنان الجدد، لم يتم تدمير حزب الله".
واسترسل: "لهذا السبب، دأبت إسرائيل على "فرض" وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه واشنطن في لبنان في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بضربات عسكرية من حين لآخر، وهو السبب الذي يدفع فريق ترامب إلى نزع سلاح حزب الله".
وتابع: "لتحقيق هذه الغاية، اقترح السفير الأمريكي لدى تركيا، توم باراك -وهو مبعوث الشرق الأوسط الثاني بعد ستيف ويتكوف- خطّة من أربع مراحل للقوات المسلحة اللبنانية لتحقيق هذا الهدف"، بحسب كاتب
المقال.
ولفت إلى أنّه: "بالطبع، يمكن للجيش اللبناني استخدام القوة، لكن خطر العنف واضح"، مردفا بأنّ: "إدارة ترامب وغيرها من الجهات في واشنطن، ممّن يطالبون بنزع سلاح حزب الله، تبدو ساذجة بشأن عواقب نشوب صراع مسلح بين حزب الله والقوات اللبنانية".
اظهار أخبار متعلقة
وأكّد بأنّ: "هناك ديناميكية مماثلة تجري فيما يتعلق بحماس (حركة المقاومة الإسلامية). لن تتخلى الحركة عن سلاحها إلا إذا أُجبرت على ذلك، ورغم كل جهودهم وقوتهم النارية، لم يتمكن الإسرائيليون من إجبار حماس على الاستسلام. إن مطالبة الحركة بالتخلي عن سلاحها ليس أمرا سيئا، ولكن هل هو متسق مع الواقع؟ كلا".
إلى ذلك، يضيف الكاتب بأنّ: "هذا ليس رأيه فقط، بل هو أيضا رأي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الذي نصح الحكومة الإسرائيلية بقبول مقترحات وقف إطلاق النار الأخيرة"، مردفا: "من الغريب أن تكون إدارة ترامب مستعدة للتورط في قضية نزع السلاح المعقدة، وخاصة في لبنان".
"هذا يتعارض مع الأفكار التي طرحها الرئيس خلال زيارته للخليج في أيار/ مايو، عندما رفض صراحة هذا النوع من المشاركة الأمريكية" استرسل الكاتب نفسه، فيكا ختم المقال بالقول: "من المثير للإعجاب أن يسعى المسؤولون الأمريكيون إلى جعل العالم مكانا أفضل، ولكن عندما تنحرف السياسة عن الواقع، فمن المرجح أن يكون الفشل هو النتيجة".