أكد جنرال إسرائيلي أنّ
تصرفات حكومة بنيامين نتنياهو طول الحرب على قطاع
غزة، اتسمت بغياب الاستراتيجية
الواضحة، وهو ما قد يُمكّن حركة
حماس من العودة بقوة إلى المشهد.
وأوضح الجنرال يسرائيل زيف
القائد الأسبق لفرقة غزة في جيش
الاحتلال، أن "المشكلة الكبرى التي لاصقت تل
أبيب طوال الحرب هي غياب الاستراتيجية، والاستمرار حتى الآن دون تخطيط مسبق، بل
السير وفق اعتبارات حزبية تتعارض مع الاحتياجات الأمنية والقومية لإسرائيل".
وتابع زيف في مقال نشرته
القناة الـ12 العبرية وترجمته "
عربي21"، أنّ "ما يحدث الآن في غزة
هو نفس ما حدث في كل جبهات الحرب"، مبينا أن "أي جبهة حربية لم تنتهِ
بسياسة مدروسة ومخطط لها، وكل شيء قرره وفرضه الأمريكيون فوق رؤوس
الإسرائيليين".
وحذر أن غياب الاستراتيجية
سيمكّن من عودة حركة حماس أقوى من أي وقت مضى، وكل ذلك يعود إلى السياسة الفاشلة
لحكومة نتنياهو، متطرقا إلى المحطات التي تخلت فيها واشنطن عن تل أبيب، بسبب
استمرار الهجمات لفترات طويلة واتساعها في أكثر من جبهة.
وذكر أنه فيما يتعلق بقطاع
غزة، فإن نتنياهو لم يكن ينوي إنهاء الحرب التي أوقفها ترامب بشكل طارئ، مضيفا أنه
"لم يتم التخطيط لليوم التالي للحرب، رغم استمرارها لمدة عامين، رغم أن
الإنجاز الأعظم هو عودة جميع الأسرى الأحياء وبعض الجثامين".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع: "الصوت العاقل
دأب على القول طوال الحرب إن الأسرى لن يعودوا إلا بالتسوية وليس بالقتال،
والنتيجة أن حماس بقيت بلا أدوات ضغط، ولذلك فهي في عجلة من أمرها لإعادة بناء
سلطتها وقدرتها على المساومة".
وأكد أنه "ليس مهماً
ما يمكن قوله من كلمات عن اتفاق وقف إطلاق النار، ففي النهاية نحن أمام حماس،
المنظمة المسلحة التي مع مرور كل يوم تزداد قوة، وتتضاءل فرصة تحقيق مضمون اتفاق
انفصال غزة عن الحركة، لكن ما تقوم به منذ التوقيع هي استراتيجية لصياغة واقع جديد
يتمثل في حرب استنزاف ضمن ترتيبات مفروضة، لأنها تدرك جيدا أن الأمريكيين لن
يتركوا الاتفاق يتبخّر، لأنه إنجاز مهم جداً بالنسبة لهم".
وأوضح أن "حماس تعلم
الآن أن الأيدي الإسرائيلية مقيدة خلف ظهرها، وباتت حرة بمواصلة استفزازها، أما تل
أبيب فقد وجدت نفسها في فخّ سياسي، رغم أن نتنياهو سيكون سعيداً بالعودة للحرب،
لأنها مريحة له، وتثير قاعدته المتعطشة للعودة للنصر الكامل الذي وعد به في إطار
الحرب الأبدية، وغير مهتم بنجاح الاتفاق، وسيواصل القول "لا" للقوات
المستقبلية التي ستدخل غزة، مع أن هذا النقاش خلال شهر وشهرين لن يكون له أهمية،
لأن حماس ستكون قوية لدرجة أنه لن تكون هناك قوة تطوعية مستعدة، قادرة على دخول غزة".