سياسة دولية

محادثات أمريكية روسية جديدة في فلوريدا لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده لإجراء مفاوضات تنهي حرب أوكرانيا استنادا إلى مبادئ عام 2024- الأناضول
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده لإجراء مفاوضات تنهي حرب أوكرانيا استنادا إلى مبادئ عام 2024- الأناضول
شارك الخبر
تستضيف ولاية فلوريدا الأمريكية، السبت، جولة جديدة من المحادثات بين مفاوضين أمريكيين ومسؤولين روس، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل لتسوية تنهي الحرب الروسية في أوكرانيا، التي اندلعت منذ أكثر من عامين، فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده لإجراء مفاوضات بشأن الصراع استناداً إلى المبادئ المقدمة لوزارة الخارجية عام 2024.


ويأتي الاجتماع الأمريكي – الروسي بعد يوم واحد فقط من محادثات أمريكية منفصلة مع مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين، عُقدت الجمعة، وتركزت على بحث ملامح خطة سلام محتملة. وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن هذه المناقشات بثّت قدراً من التفاؤل بإمكانية إحراز تقدم، رغم تعقيد الملف وتشابك المصالح الإقليمية والدولية، وبحسب ما نقلته وكالة رويترز، سيقود كيريل دميترييف، مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الوفد الروسي المشارك في محادثات فلوريدا. 

استمرار حالة انعدام الثقة بين الطرفين
ومن الجانب الأمريكي، من المقرر أن يلتقي دميترييف بكل من ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، وهما من أبرز المبعوثين المكلفين بملف الوساطة في الأزمة الأوكرانية، ويُنظر إلى تشكيلة الوفدين على أنها مؤشر على جدية الطرفين في اختبار فرص الحل السياسي، ولو في حدوده الدنيا، ونقل مصدر روسي لوكالة رويترز أن عقد اجتماع مباشر بين دميترييف ومفاوضين أوكرانيين يُعد أمراً مستبعداً في الوقت الحالي، ما يعكس استمرار حالة انعدام الثقة بين الطرفين، واعتماد قنوات اتصال غير مباشرة عبر الوسيط الأمريكي.

تحذيرات استخباراتية بشأن نوايا بوتين
في موازاة الجهود الدبلوماسية، أفادت مصادر مطلعة بأن تقارير الاستخبارات الأمريكية لا تزال تحذر من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم السيطرة على أوكرانيا بأكملها، وهو تقييم يتناقض مع تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين الذين يرون أن موسكو قد تكون منفتحة على تسوية سياسية.
ويبرز هذا التباين في التقديرات حجم التعقيد الذي يواجه أي مسار تفاوضي، ويعكس الفجوة بين الخطاب السياسي والتقييمات الأمنية على الأرض.

الأوروبيون يفضّلون استمرار الحرب 
ويقول القادة الأوروبيون الذين يحشدون الدعم لكييف إنهم يعملون للدفاع عن بلد ديموقراطي وحماية القانون الدولي ومواجهة العدوان الروسي، ولكنْ هناك دافع آخر متجذر في المصلحة الذاتية، إذ تعتقد أوروبا أن أي اتفاق يصب في مصلحة موسكو ينطوي على خطر اندلاع حرب أوسع نطاقاً قد تجتاح القارة بأكملها، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وتعد روسيا اليوم في وضع يسمح لها بالخروج من مفاوضات السلام بقدرة إنتاجية عسكرية موسعة جداً، وواثقة من قدرتها على إعادة ترسيم الحدود بالقوة واعتبار حلف الناتو ضعيفاً، فيما تخشى العواصم الأوروبية التي استنزفت أموالها ألا يكون لديها خيار آخر سوى زيادة الإنفاق العسكري والاستعدادات الدفاعية الكبيرة، على أمل الحفاظ على قوتها الرادعة.

هجمات مستمرة ضد أوكرانيا
قال مسؤولون أوكرانيون أن سبعة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب نحو 15 في هجوم صاروخي روسي استهدف بنية تحتية لميناء أوديسا على البحر الأسود في وقت متأخر من مساء الجمعة، بحسب نائب رئيس الوزراء أوليكسي كوليبا.

وقال مصدر مطلع لرويترز، إن الهجوم كان على ميناء بيفديني، وهو واحد من ثلاثة موانئ في المنطقة. كانت أوديسا، وهي نقطة محورية لصادرات الحبوب الأوكرانية وغيرها من الصادرات، هدفا متكررا للهجمات الروسية منذ غزو موسكو لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وألحق الهجوم أضرارا بجسر جنوب غرب أوديسا، ما أدى إلى قطع طريق رئيسي بين المدينة وميناء ريني على نهر الدانوب والتسبب في أزمة عند المعابر الحدودية إلى مولدوفا ورومانيا.

وقالت رئيسة الوزراء يوليا سفريدينكو إن الحكومة تبذل جهودا لضمان سلاسة السفر عبر الطرق البرية والسكك الحديدية للسكان والمركبات التجارية، وأشارت إلى أن أوكرانيا على اتصال مع السلطات في مولدوفا لإيجاد طرق بديلة بعيدا عن المنطقة المتضررة لتمكين الشاحنات والركاب من عبور الحدود، وعلى الجانب الأخر، أقامت السلطات في مولدوفا مخيمات مؤقتة عند نقاط العبور الحدودية لتوفير المأوى والغذاء للمسافرين الذين يواجهون تأخيرات في طريقهم إلى أوكرانيا.
التعليقات (0)