طب وصحة

"فيجوفي".. أول حبوب لإنقاص الوزن تحصل على موافقة إدارة الدواء الأمريكية

بحسب رويترز من المتوقع أن يصل سوق أدوية إنقاص الوزن إلى 150 مليار دولار بحلول عام 2030 - الأناضول
بحسب رويترز من المتوقع أن يصل سوق أدوية إنقاص الوزن إلى 150 مليار دولار بحلول عام 2030 - الأناضول
شارك الخبر
منحت الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة الضوء الأخضر لنسخة على شكل حبوب من دواء إنقاص الوزن الناجح فيجوفي "VigRX"، لتكون أول دواء فموي يومي لعلاج السمنة وفق ما أفادت به شبكة "بي بي سي".


وجاءت موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتمنح شركة "نوفو نورديسك" أفضلية على منافستها "إيلي ليلي" في سباق طرح حبة لعلاج السمنة في السوق، فيما لا تزال حبة "ليلي" الفموية،  "أورفورغليبرون"، قيد المراجعة، والتي من المتوقع أن تكون متاحة في الولايات المتحدة في أوائل عام 2026.


ووفقًا لبيانات من تجربة سريرية مولتها شركة نوفو نورديسك المصنعة للدواء، فإن فعاليته مماثلة لفعالية حقن إنقاص الوزن الشائعة، ولكن الجرعة في الحبة أعلى بسبب انخفاض امتصاصها عند البلع، كما استندت الموافقة إلى نتائج تجربة سريرية من المرحلة الثالثة شملت 307 بالغين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. من بين المشاركين، تلقى 205 منهم الحبوب، بينما تلقى 102 دواءً وهميًا.

وأظهرت البيانات أن المشاركين الذين تناولوا الحبوب فقدوا ما متوسطه 13.6 بالمئة من وزنهم الابتدائي بعد 71 أسبوعًا، في المقابل، فقد المشاركون في مجموعة الدواء الوهمي 2 بالمئة فقط، حيث يقترب معدل فقدان الوزن مع الحبوب من البيانات المسجلة مع حقنة فيغوبي، والتي بلغ متوسطها حوالي 15 بالمئة.

يحتوي قرص فيجوفي على المادة الفعالة سيماغلوتيد، ويُؤخذ عن طريق الفم يوميًا، كما يُعد فيجوفي دواءًا متطورًا وفعالًا لعلاج السمنة، وهو نسخة مطورة من حقنة أوزمبيك الشهيرة (المستخدمة في علاج داء السكري) - سيماغلوتيد، الذي يعمل عن طريق منبهات مستقبلات GLP-1، وقد ثبتت فعاليته أيضًا في الحد من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وخفض معدل الوفيات الناجمة عنها.

والـ"GLP1" هو اسم هرمون بشري له مستقبلات في أنسجة الجسم المختلفة، بما في ذلك مركز الجوع والشبع في الدماغ، ومن المعروف أنه يعاني من نقص في المرضى الذين يعانون من السمنة، ويعد التركيب الكيميائي للسيماغلوتيد مطابق تقريبًا لتركيب GLP1 البشري، وبالتالي فأن محاكاة هذا الهرمون الطبيعي يحفز إفراز الأنسولين، مما يؤدي إلى كبح الجوع بشكل أفضل وزيادة الشعور بالشبع.

ويُعدّ هذا ترخيصًا تاريخيًا، إذ إنها المرة الأولى في الولايات المتحدة التي يُتاح فيها استخدام سيماغلوتيد لعلاج السمنة دون الحاجة إلى الحقن، ومن المتوقع أن يتوفر الدواء في الصيدليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة بحلول عام 2026، ووفقًا لشركة نوفو نورديسك، الشركة الدنماركية الرائدة في مجال حقن إنقاص الوزن، فإن الهدف من ذلك هو توسيع نطاق الوصول إلى العلاج ليشمل شريحة أوسع من المرضى الذين يخشون الإبر أو يجدون صعوبة في العلاج بالحقن.


وصممت شركة نوفو نورديسك القرص بطريقة تمنع تحلل الدواء في المعدة قبل امتصاصه في مجرى الدم، كما أضافت الشركة المصنعة للدواء مكونًا يحمي الدواء لمدة نصف ساعة تقريبًا في الجهاز الهضمي ويسهل امتصاصه.

وعانى حوالي 74 بالمئة من المشاركين الذين تناولوا الحبوب من آثار جانبية هضمية كالغثيان والقيء والإسهال، وهي نسبة مماثلة لتلك التي لوحظت مع الحقن. أما في مجموعة الدواء الوهمي، فقد سُجلت هذه الآثار لدى حوالي 42 بالمئة من المشاركين. ومن المتوقع، خارج نطاق التجارب السريرية الخاضعة للرقابة، أن تتأثر نسبة الالتزام بالعلاج بهذه الآثار الجانبية.

أعلنت شركة نوفو نورديسك سابقًا أنها ستفرض سعرًا قدره 149 دولارًا أمريكيًا شهريًا للجرعة المنخفضة، لكنها لم تُفصح بعد عن تفاصيل التسعير الكاملة، وقد شهد سهم الشركة ارتفاعًا حادًا بأكثر من 10بالمئة في نهاية التداولات، بعد أن تلقى ضربة قوية هذا العام في ظل المنافسة مع شركة إيلي ليلي، مُصنِّعة دواء مونجارو.

ومع حصولها على الموافقة، أعلنت الشركة أيضًا عن توقيعها اتفاقية مع إدارة ترامب لبيع الحبوب منخفضة الجرعة مقابل 149 دولارًا شهريًا للمرضى الذين يدفعون ثمنها نقدًا، ومع ذلك، تُعد هذه جرعة ابتدائية لا تُؤدي إلى فقدان ملحوظ في الوزن، وتقول الدكتورة جوديث كورنر، أخصائية الغدد الصماء ومديرة مركز التحكم الأيضي والوزن في كلية فاجيلوس للأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا: "نادرًا ما تكون الجرعة المنخفضة هي الجرعة التي يتناولها المرضى في نهاية المطاف. إنها مجرد جرعة تُعطى لكي يعتاد الجسم عليها".

لم تُعلن أسعار الجرعات الأعلى بعد، ولا يُعرف حتى الآن ما إذا كان التأمين الصحي الخاص سيغطي الدواء، وهي مسألة كانت محور انتقادات حادة لحقن إنقاص الوزن، التي لا تزال بعيدة المنال عن الكثيرين. لا تغطي برامج التأمين الحكومية في الولايات المتحدة، مثل برنامج الرعاية الطبية (Medicare)، أدوية إنقاص الوزن، ولكن حقيقة أن هذا الدواء قد تمت الموافقة عليه أيضًا لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قد تُمهد الطريق لتغطية التأمين له.

بدوره، قال الدكتور راز الجويل، مدير المركز الطبي لعلاج السمنة: "إن موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على دواء فيجوبي على شكل أقراص تفتح الباب أمام العديد من المرضى الذين كانوا يتجنبون العلاج سابقًا خوفًا من الإبر أو صعوبة تناول الأدوية عن طريق الحقن، حيث أن الطريقة الفموية لتناول الدواء أكثر ملاءمة، ونتائجه مشابهة جدًا لنتائج الحقن، وأوضح الدكتور راز الجويل أن هذا الترخيص يفتح الباب أمام العديد من المرضى الذين كانوا يتجنبون العلاج حتى الآن خوفاً من الإبر أو صعوبة تناول الدواء عن طريق الحقن. إن طريقة الإعطاء عن طريق الفم أكثر ملاءمة، والنتائج مشابهة جداً لنتائج الحقن. هذا عهد جديد في علاج السمنة."

على الرغم من التفاؤل السائد في السوق بشأن الانتقال من الحقن إلى الحبوب، أعرب بعض الأطباء عن شكوكهم حول التأثير على أرض الواقع، وجادلوا بأن الفعالية في التجارب لا تترجم دائمًا إلى نجاح سريري حقيقي، بحسب رويترز، من المتوقع أن يصل سوق أدوية إنقاص الوزن إلى 150 مليار دولار بحلول عام 2030، ويقدر الخبراء أن حبوب الحمية ستشكل حوالي 20 بالمئة فقط من هذا السوق - لذلك من السابق لأوانه الإشادة بحقن إنقاص الوزن.
التعليقات (0)